لم تلعب الارض مع اصحابها، واستعصت الكرة على مهاجمي السعودية مرات عدة رافضة هز شباك جنوب افريقيا في لقاء الاياب على استاد الملك فهد الدولي في الرياض وأمام نحو 70 ألف متفرج، ففازت الاخيرة بالكأس الآفرو - آسيوية السادسة الذهاب في كيب تاون 1- صفر. وهو اللقب الرابع في المسابقة للافارقة الكاميرون والجزائر ونيجيريا 85 و91 و1995 مقابل مرتين للآسيويين كوريا الجنوبية واليابان 88 و1993. واهدر المنتخب السعودي في الشوط الاول تحديداً أكثر من فرصة اسهلها واغلاها ركلة جزاء نفذها سامي الجابر من دون نجاح في الدقيقة 33. وغاب اكثر من لاعب بارز عن المنتخب الافريقي خصوصاً مهاجم سلتا فيغو الاسباني بينيديكت ماكارثي ولاعب وسط فنربغشه التركي المخضرم جون موشويو بالاضافة الى مدافع مرسيليا الفرنسي اللبناني الاصل بيار عيسى ومدافع ليدز الانكليزي لوكاس راديبي. ومع ذلك فإن المحترفين المنضمين الى اندية انكليزية مغمورة كانوا كثراً في صفوفه وبرز منهم تحديداً حارس المرمى اندريه ارندزيه. وسلّم الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد الكأس والميداليات الذهبية للاعبي جنوب افريقيا والميداليات الفضية للسعوديين. خسرنا النتيجة وسعيد بالعرض وأعرب الأمير سلطان عن سعادته بالاداء الذي قدمه المنتخب السعودي، وأشاد بالطريقة التي خاض بها المباراة. وقال: "خسرنا النتيجة، لكنني سعيد بالعرض الذي قدمه اللاعبون". وسارت المباراة على نسقين مختلفين تماماً إذ شهد الشوط الاول سيطرة سعودية كاملة وشكلت كل هجمة خطورة شديدة كانت تفوح منها رائحة الهدف، لكن براعة حارس جنوب افريقيا ارندزيه والمدافعين خصوصاً مارك فيش واريك تينكلر نجحوا في افساد كل الهجمات السعودية ناهيك عن عدم التوفيق الذي رافق سامي الجابر وعبيد الدوسري. أما الشوط الثاني فكان في مصلحة الضيوف الذين عرفوا كيف يستثمرون الإجهاد السعودي للحفاظ على التعادل. وبدأ المدرب التشيخي ميلان ماتشالا المباراة بتشكيلة مثالية تكونت من محمد الدعيع ومحمد شلية وصالح الداود وعبدالله سليمان ومحمد الخليوي وحسين عبدالغني وابراهيم ماطر وخالد التيماوي ونواف التمياط وسامي الجابر وعبيد الدوسري. من يقول أنها دفاعية؟ وكما اشارت "الحياة" من قبل، عاب النقاد على ماتشالا اللعب بخمسة مدافعين، لكنه دافع عن نفسه من خلال المؤتمر الصحافي. وقال: "من يقول انني لعبت مدافعاً فإنه شاهد مباراة غير التي لعبها المنتخب السعودي! لقد اشركت لاعبين في الوسط معروفين بميلهما الى الاداء الهجومي هما نواف التمياط وخالد التيماوي، وكان ابراهيم ماطر ثالث خط الوسط وتكفل بمساندة المدافعين، وفي الهجوم اشركت سامي الجابر وعبيد الدوسري وأديا ما هو مطلوب منهما تماماً، لكن التوفيق لم يحالفهما حتى في ركلة الجزاء التي اهدرها الجابر المتخصص في تنفيذ مثل هذه الركلات وهو يحتاج الى بعض الوقت ليتأقلم من جديد على اجواء المباريات الدولية". وأضاف: "سيطرنا تماماً على مجريات اللعب وقدمنا كل ما هو مطلوب منا، ولم ينقصنا سوى التوفيق في احراز الاهداف". اما مدرب جنوب افريقيا تروت مولوتو فقال: "كنت متخوفاً من المنتخب السعودي قبل المباراة، لكن خوفي زال مع مرور الوقت لأنني لم أتوقع ان يظهر بهذا المستوى خصوصاً في الشوط الثاني". بداية التهديد السعودي بدأ السعوديون تهديدهم لمرمى الضيوف باكراً، وسدد نواف التمياط كرة قوية من الجهة اليمنى ارتطمت بالشباك من الخارج 2، ثم عاد التمياط بعد دقيقتين وسدد في يديي الحارس. وأحكم السعوديون قبضتهم على المباراة فسدد عبيد في جسد مارك فيش الذي منع الكرة من دخول المرمى 21. وعاد عبيد ومرر الكرة الى الجابر الذي تعرض لعرقلة من المدافع دوميسا نغوبي داخل المنطقة، ولم يتردد الحكم الكويتي سعد كميل في احتساب ركلة الجزاء. وتقدم الجابر وعدل الكرة ثم سددها فلامست القائم وغادرت الى خارج المرمى 33. ونشط الثنائي عبيد والجابر، وفي الوقت بدل الضائع مرر الاول كرة متقنة للثاني فراوغ مدافعين والحارس بكل اقتدار وبدل ان يضعها في الشباك مررها الى عبيد ظناً منه انه الاقرب الى المرمى فشتتها الدفاع الافريقي. ... وتغيرت الحال وغير مدرب المنتخب الضيف طريقة اللعب في الشوط الثاني، فعزز خط هجومه 4-3-3، بعدما نجحت خطته في الشوط الاول في انهاك منافسيه الذين هبط اداؤهم في الشوط الثاني خصوصاً خالد التيماوي ونواف التمياط وابراهيم ماطر في خط الوسط. واشرك ماتشالا مرزوق العتيبي وفهد المهلل وفهد السبيعي مكان الدوسري وجابر والتيماوي في منتصف الشوط تقريباً. واتسم الاداء السعودي بالهدوء فظهر باهتاً وغابت الفرص الحقيقة، وعلى رغم ذلك كاد العتيبي يفتتح التسجيل من اول لمسة للكرة عندما انفرد وسدد بقوة من داخل المنطقة لكن الحارس الجنوب افريقي تصدى لمحاولته. وتسرع المهلل في التسديد أكثر من مرة عند حدود منطقة الجزاء وكانت كراته من نصيب أجساد المدافعين. وسدد حسين عبدالغني الكرة في الزاوية البعيدة لاريندزيه من ركلة حرة مباشرة من 18 متراً بيد أن الاخير أبدع في ابعادها الى ركنية لم تثمر. وعندما اقتربت المباراة من النهاية، عزز مولوتو خط دفاعه في ونجح في الحفاظ على نظافة شباكه.