إرتدت مسابقة كأس الخليج السابعة لكرة القدم، الدائرة في الدوحة، رداءً خليجياً، وستلعب السعودية مع الكويت، ثم قطر مع الإمارات، اليوم، في الدور نصف النهائي... وقد انتهى الدور الأول باحتلال المنتخبات المذكورة المركز الأول في مجموعات الدور الأول الأربع. وليس في الأمر غرابة: شاركت في الدور الأول منتخبات 12 دولة... منتخبات لبنان وسورية والأردن والسودان حضرت الى الدوحة بخلفيات لا ترشحها للمنافسة، وفي جعبة كل منها معوقات عدة "ومهما تعددت الأسباب فإن تواضع المستوى واحد". ووحده منتخب السودان كان بمقدوره أن يشق السيطرة الخليجية، لكنه لم يكن في يومه أمام الإمارات فخسر بطريقة غريبة عجيبة... ومثلت مصر والمغرب والجزائر وليبيا منتخبات أولمبية وشابة، فلم تنجح في الإمتحان، وأبرزها كان المصري والمغربي... أما الثلث الثالث المشارك فتمثل بالمنتخبات الأولى للسعودية وقطروالإماراتوالكويت التي ستخوض أواخر الشهر المقبل في البحرين مسابقة كأس الخليج الرابعة عشرة. وبالتالي، فرض المنطق نفسه، ولم يكن الطقس الحار والرطوبة العالية السببين الوحيدين في التفوق الخليجي وبلوغه الدور قبل النهائي بنسبة مئة في المئة. وهناك إجماع على أن لقاء منتخبي السعودية الكويت سيكون قمة مبكرة لأنهما قدما دائماً مستويات عالية في مختلف المسابقات التي واجهت بينهما وبرزا أكثر من أي منتخب آخر في الدورة الحالية. وبلغ السعوديون نصف النهائي بعد فوزهم على الجزائرولبنان بثلاثة أهداف ثم أربعة مقابل واحد. وهم قدموا وجوهاً معروفة لكن بتشكيلة شابة جداً ليس فيها سوى مخضرم واحد هو يوسف الثنيان، وشغل عبيد الدوسري وابراهيم سويد خط الهجوم وليس سامي الجابر وفهد المهلل أو سعيد العويران، وفرض الدوسري نفسه هدافاً للدور الأول برصيد 5 أهداف وهو يشكل ثنائياً جيداً مع سويد، لكن خط الدفاع المواجه الجزائري ثم اللبناني لم يكن سداً عالياً، والمسألة ستختلف تماماً أمام دفاع الكويت برغم غياب أكثر من أساسي عن صفوف الأخير. وربما يكون الكويتي بدر حجي أفضل لاعب وسط في الدورة لكن غياب عبدالله وبران المصاب كان أثره واضحاً. ولا شك في أن دفاع السعودية هو الأعلى مستوى بوجود شلية والدوخي والخليوي وعبدالله سليمان وحسين عبدالغني، لذا لن يتنزه المهاجمان الكويتيان جاسم الهويدي وبشار عبدالله، أفضل مهاجم في الدور الأول، خلافاً لما حصل أمام مصر وسورية. ويبقى أن التنبؤ صعب جداً بنتائج أي مباراة يكون طرفاها خليجيين. وهذه هي الحال أيضا بين الإمارات الخالية من النجوم والتي كانت في برج سعدها عندما تخطت السودان 4-1 في لقاء عجيب وعوضت خسارتها أمام المغرب، وبين قطر التي لم تقدم الشيء الكثير عندما فازت على ليبيا ثم الأردن بنتيجة واحدة 2-1 في الدور الأول بعدما تألق منها مبارك مصطفى الخطير وعادل خميس وعبدالناصر العبيدلي. السعودية - لبنان وقد تأهل المنتخب السعودي الى الدور قبل النهائي بعد ان تجاوز المنتخب اللبناني بأربعة اهداف مقابل هدف واحد. ومع أن الأول دخل المباراة بفرصتي التعادل والفوز إلا انه لم يركن الى الإستعراض منعاً لأي مفاجأة أمام منافس لا يقدر على مجاراته في شيء. وأدخل مدرب السعودية الألماني اوتو بفيستر بعض التعديلات على صفوفه فأراح الظهير الأيمن احمد الدوخي واتاح الفرصة لمحمد شلية الذي سار على نهج الدوخي فدافع بقوة وهاجم بجدية وصنع هدفين من الأهداف الأربعة، وأراح قلب الدفاع محمد الخليوي وأشرك أحمد خليل، كما أشرك لاعب الوسط سعد الدوسري مكان نواف التمياط، ولم يغير بفيستر في طريقة اللعب فأوكل الى لاعب الوسط المدافع خميس العويران تغطية الظهيرين ونجح في مهمته، واعطى ابراهيم ماطر الحرية في المساندة الهجومية. أما يوسف الثنيان، فلعب خلف ثنائي الهجوم عبيد الدوسري وابراهيم سويد. ولم تطرأ على الصفوف اللبنانية تعديلات باستثناء نزول وائل نزهة أساسياً، وقد أهدر فرصة عندما شق طريقه بين مدافعين ولعب الكرة بين يدي الحارس الدعيع بعد نحو ربع ساعة. ولم يشهد ربع ساعة الأول خطورة حقيقية، وبقي اللعب منحصراً في منطقة الوسط وإن كانت الأفضلية للمنتخب السعودي. وعرفت المباراة الإثارة بعد مرور 26 دقيقة، عندما مرر الثنيان كرة عرضية من الجهة اليسرى على رأس السويد فأرسلها الى الزاوية البعيدة لتجد رأس عبيد الدوسري الذي افتتح التسجيل. وكاد عبدالله سليمان يعزز النتيجة لكن كرته ارتطمت بالعارضة اللبنانية، وبذل ابراهيم ماطر جهداً سخياً في الوسط، ومن احدى انطلاقاته مرر كرة عرضية من الجهة اليسرى أيضاً فحولها الدوسري برأسه أيضاً موقعاً الهدف الثاني 39. وسدد اللبناني زاهر العنداري كرتين فأمسك الحارس الدعيع بواحدة وأخرج الثانية الى ركنية. ومع بداية الشوط الثاني، أخرج بفيستر سعد الدوسري وزج بنواف التمياط وسدد أول كرة تسلمها، وراوغ حسين عبدالغني كل من قابله وسدد ضعيفة بين يدي الحارس اللبناني أحمد الصقر، وأجرى مدربا المنتخبين تغييرين في وقت واحد فخرج يوسف الثنيان وأشترك خالد التيماوي، ونزل وارطان غازاريان مكان أحمد النعماني. وانفرد وائل نزهة لكنه سدد بالدعيع، ونجح احمد صقر في ابعاد كرة لنواف التمياط. وفي الدقيقة ال77 نجح عبيد الدوسري في تسجيل الهدف الثالث عندما تلقى كرة الظهير شلية ووضعها على يسار احمد صقر. وبعد ثلاث دقائق نجح التمياط في السير بالكرة من منتصف الملعب مراوغاً اكثر من لاعب وسدد كرة زاحفة إستقرت في الشباك اللبنانية. وفي الدقيقة ال90، نجح زاهر العنداري في هز الشباك السعودية بتسجيله الهدف الوحيد لمنتخبه في الدورة. وكاد السويد يزيد الغلة السعودية إلا انه اخطأ المرمى. وحصل عبيد الوسري على جائزة أفضل لاعب. واعتبر الأمير سلطان بن فهد النتيجة دليلاً على تطور المنتخب السعودي من مباراة الى أخرى، وقال بفيستر أن منتخبه "لعب بنسبة 70 في المئة من مستواه". من جهته، اعرب مساعد مدرب المنتخب اللبناني جمال الخطيب عن عدم رضاه عن استعداد فريقه للبطولة".