ظهر منتخب السعودية بوجهين، كأنه دكتور جيكل ومستر هايد، في المباراة ضد منتخب الكويت أمس على ملعب نادي السد، في نصف نهائي كأس العرب السابعة لكرة القدم. وجه أقل ما يقال فيه أنه باهت في الشوط الأول... لكن النضرة عادت الى الفانلة الخضراء في الشوط الثاني، وفاز يوسف الثنيان وزملاؤه بهدفين مقابل هدف واحد، في طريقهم الى المباراة النهائية التي تقام غداً. ولا يفهم أحد الطريقة التي لعب بها السعودي في الشوط الأول، خصوصاً عندما مارس طريقة إنزراعية لا تمت الى اللعبة بصلة... الدفاع مرتبك، وهذا ما أدى الى اهتزاز شباك الحارس محمد الدعيع مبكراً، تحديداً بعد دقيقتين و26 ثانية، إذ مرر بشار عبدالله كرة أمامية الى عادل يوسف الذي سبق عبدالله سليمان الى الكرة ولم يجد صعوبة في تسجيل هدف السبق. وانتظر الجميع ردة فعل سعودية، لكن لا حياة لمن تنادي... الأداء عقيم والتحركات رتيبة والمساحات بين اللاعبين متباعدة، خصوصاً بين الوسط والمهاجمين عبيد الدوسري وابراهيم سويد اللذين لم يكن لهما حول ولا قوة. وغريب فعلاً أن يكون هناك ممرر وحيد في خط الوسط هو نواف التمياط الناشيء، أما لاعبو الوسط الثلاثة الآخرون فتمترسوا خلفاً ولم يتخطوا منتصف الملعب بالمرة، باستثناء ابراهيم ماطر الذي حرمته العارضة هدفاً مؤكداً. في هذا الوقت تراجع الكويتيون بشكل تام الى منطقة مرماهم فلم يتعرضوا لأي خطورة مستغلين عدم التوازن الرهيب في الخطوط السعودية. وفي الشوط الثاني، تم إصلاح الخلل في الوسط السعودي الذي ارتدى بذة هجومية "على المقاس" بقيادة الثنيان بديل التمياط وباشتراك خميس العويران وماطر. وزاد الضغط مع إشراك خالد التيماوي لاعب الوسط المهاجم الذي حل محل المدافع الخامس أحمد خليل... واللافت أن البديلين الثنيان والتيماوي هما اللذان قلبا الخسارة الى فوز... أما الكويتيون، فبقوا على سلبيتهم ولم يتمكنوا من مقاومة المدّ السعودي ربما لأن مدربهم التشيكي ماتشالا لم يكن يملك الإسلحة اللازمة لغياب أكثر من عنصر أساسي مثل الوبران والبنيان ويوسف الدوخي والهندي والسوحي. بعد الهدف الكويتي المبكر، تبعثرت اوراق السعوديين، وكاد بشار يضاعف الغلة الكويتية عندما تلقى كرة بدر حجي وانفرد بالحارس الدعيع الذي تصدى لمحاولته بنجاح ، ولم يحضر السعوديون الى المباراة الا في الدقيقة العاشرة عندما سدد نواف التمياط كرة برأسه في ذهبت الحارس الفضلي، ثم حاول التمياط مرة اخرى 23، وارتدت الكرة الى بشار فراوغ الخليوي فسدد وإبعدها الدعيع من جديد. ووسط بحث السعوديين عن تعديل الكفة سدد ابراهيم ماطر بين ايدي الفضلي 27، وأفلت بشار من رقابة خليل والخليوي لكن الدعيع تكفل بإصلاح هفوات مدافعيه. وكاد ابراهيم ماطر يعدل النتيجة عندما سدد كرة قوية تكفلت العارضة الكويتية بالتصدي لها. ومع بداية الشوط الثاني، شارك الخبير الثنيان ثم التيماوي في الدقيقة 60 فانقلب مجرى اللقاء بنسبة 180 درجة،. وبعد ال 65 توغل خالد التيماوي وتعرض لعرقلة من جمال مبارك، وتمكن الثنيان من تسجيل هدف التعادل من الركلة الحرة. وفي الدقيقة 70، تلقى خالد التيماوي كرة في وسط الملعب فسار بكل ثقة وتخطى عصام سكين ثم سدد بيسراه مسجلاً هدف الفوز للاخضر.