اعلن 16 تشكيلاً دينياً وحزبياً ومهنياً التحالف في الانتخابات المحلية والبلدية المقبلة. وتأكد ان انصار الرئيس سيد محمد خاتمي وأنصار سلفه اكبر هاشمي رفسنجاني اجروا محادثات وراء الكواليس في الاسابيع الاخيرة للتوصل الى صيغة تنسيق وائتلاف في الاستحقاق المقبل. ومن أبرز التشكيلات التي اعلنت الائتلاف في جبهة "2 خرداد"، في اشارة الى التيار الاصلاحي "تجمع علماء الدين المناضلين" روحانيون وهو المحور الديني لليسار الاسلامي الراديكالي الذي ينتمي خاتمي نفسه الى قيادته، وحزب "جبهة المشاركة الاسلامية" حزب انصار خاتمي، وحزب "كوادر بناء ايران" حزب انصار رفسنجاني، و"بيت العمال" اتحاد العمال ومجموعة "قوى خط الامام"، و12 منظمة طلابية ومهنية واجتماعية. وسيحصر قيام هذا التحالف المنافسة الرئيسية بين جناحي النظام الاساسيين: التيار الاصلاحي الملتف حول رمزه خاتمي، والتيار المحافظ الذي ما زال قوياً ومتنفذاً في المؤسسات. وفي بيان رسمي اذيع امس، اعلن 16 تشكيلاً مؤيداً لخاتمي وحكومته ومشروعه التحالف لخوض انتخابات هي الأهم والاكثر تعقيداً في ايران - الجمهورية الاسلامية، اذ ان الانتخابات المحلية والبلدية ستجرى في البلاد للمرة الأولى منذ قيام الثورة العام 1979. ويذكر ان الانتخابات المحلية تتجاوز اطار الانتخابات البلدية. فالمجالس البلدية ستكون جزءاً من اهتمامات المجالس المحلية وصلاحياتها، وان كانت ستتولى نصيب الأسد من المسؤوليات والمهمات في هذه المرحلة. ويطلق بعضهم على المجالس المحلية اسم برلمانات المناطق اذ ان مجالس الشورى التي ستنتخب في كل المدن والقرى ستتمتع بصلاحيات اشتراعية واجرائية وتنفيذية على الصعيد المحلي، وسيمنح المحافظون او الولاة مزيداً من الصلاحيات. وستدخل إيران عملياً مرحلة اللامركزية الحقيقية في الحكم. وتتوقع وزارة الداخلية ان يترشح نحو مليون للمنافسة على حوالى مئتي الف مقعد في انحاء البلاد. ويعتقد مراقبون ان الفائز بالغالبية في هذه الانتخابات سيكرس نفسه رقماً رئيسياً في الخريطة السياسية. وهذا ما يفسّر الاهتمام الكبير الذي يوليه الرأي العام والأوساط السياسية لانتخابات المجالس المحلية. ويعيد هذا التحالف الجديد بناء الجبهة الاصلاحية التي تشكلت موضوعياً منذ الانتخابات الرئاسية وشهدت شرخاً بعدئذ في انتخابات "مجلس خبراء القيادة" عندما قرر رفسنجاني وأنصاره اقامة تحالف موضوعي وليس عضوياً مع اليمين المحافظ. لكن نتائج تلك الانتخابات منحت المحافظين فوزاً كاسحاً ومني انصار رفسنجاني بنكسة غير متوقعة ليس على مستوى الأرقام والمقاعد فحسب، بل اساساً على صعيد رصيدهم الشعبي. ولذلك يبدو انهم ارادوا تفادي تكرار "الخطأ" والتحالف مع انصار خاتمي الذين هم بدورهم يحتاجون الى توحيد كل الاطراف المؤيدة للاصلاحات والحكومة ورئيس الجمهورية.