سلّمت وزارة الخارجية السودانية مذكرات استرداد متهمين في قضية تفجير انبوب النفط السوداني صادرة من وزير العدل السوداني الى نظرائه في الدول العربية وفقاً للاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب. في غضون ذلك كشفت مصادر في المعارضة السودانية في القاهرة بروز "اتجاه قوي" لنقل اجتماع هيئة قيادتها الى اسمرا بدلاً من القاهرة التي أبعدت اخيراً معارضين اثنين طلب السودان تسليمهما بعد اتهامهما في الحادث. وحوى الطلب السوداني الى الدول العربية اسمي الناطق العسكري باسم قوات المعارضة عبدالرحمن سعيد وقائد "قوات التحالف" العميد عبدالعزيز خالد اللذين تعتبر الخرطوم انهما اعترفا بأنهما وراء عملية تفجير الانبوب يوم 19 الشهر الماضي. وسلّمت المذكرات الى رؤساء البعثات الديبلوماسية للدول العربية المعتمدين في الخرطوم. وكان وكيل وزارة الخارجية السودانية الدكتور حسن عابدين التقى امس رؤساء البعثات الديبلوماسية للدول العربية المعتمدين لدى السودان، وقدّم اليهم معلومات عن حادث تفجير الانبوب وجهود الحكومة لملاحقة المتهمين بالتورط في هذا العمل. ويستند السودان في طلب استرداد المتهمين الى نصوص الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب التي وقّع عليها وزراء الداخلية والعدل العرب والتي تنص على تسليم المتهمين في جرائم ارهابية وتبادل المعلومات في شأن الارهاب. وكان السودان خاطب الشرطة الدولية "انتربول" في شأن المتهمين اللذين أدليا بتصريحات الى وسائل الاعلام عن مسؤولية المعارضة عن العملية التي أدت الى توقف تدفق النفط لمدة يومين. في القاهرة قالت مصادر قيادية في المعارضة السودانية ان هناك "اتجاهاً قوياً بين قادة المعارضة لنقل الاجتماع المقبل لهيئة القيادة الى اسمرا بدلاً من القاهرة بعد إرجاء عقده الى نهاية الشهر الجاري". وقال القيادي إن قرار نقل الاجتماع يهدف الى رفع الحرج عن السلطات المصرية وتمكين جميع اعضاء هيئة القيادة من المشاركة في الاجتماع للبحث في الخطوات التي يمكن اتخاذها في شأن الحل السياسي وتقويم الوضع العسكري ونتائج الاتصالات التي تجريها المعارضة. وأضاف القيادي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، ان قرار نقل مكان الاجتماع هدف الى تمكين سعيد وخالد من المشاركة في الاجتماع وتأكيد وحدة التجمع وعمل المعارضة بعد رحيلهما من القاهرة منذ ايام. وكانت الخرطوم ابلغت القاهرة اول من امس تقديرها لخطوة ابعاد القياديين المعارضين الى اسمرا. وينتظر ان يحسم لقاء يعقده زعيما الحزب الاتحادي محمد عثمان الميرغني وحزب الامة الصادق المهدي في القاهرة نهاية الاسبوع الجاري مسألة مكان عقد اجتماع هيئة القيادة، بعد مشاورات مع زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق وقادة الفصائل الاخرى.