العراقي عتبة الفشل في التحضير ل"اجتماع نيويورك" المرتقب عقده في 29 من الشهر الجاري. واكدت مصادر متعددة ان عدد الذين عبروا عن موافقتهم على حضور اجتماع الجمعية الوطنية للمؤتمر يتجاوز النصاب بمقدار كبير على رغم وجود قوى سياسية وشخصيات تعارض عقد الاجتماع لأكثر من سبب. وأبلغت مصادر عراقية معارضة الى "الحياة" ان "الحزبين الكرديين الاساسيين، الحزب الديموقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني وافقا على الحضور، وسميا ممثليهما الى الاجتماع. كذلك وافقت الحركة الاسلامية الكردستانية والأكراد المستقلون". وكان 115 عضواً من اعضاء "مؤتمر صلاح الدين" أرسلوا موافقات خطية الى لجنة الاعداد للمؤتمر التي شكلها "المؤتمر الوطني العراقي". وأقرت اللجنة مبدأ إضافة 70 عضواً جديداً الى قائمة المدعوين الى نيويورك ينتظر ان ينضموا الى الاجتماع الموسع الذي سيعقب اجتماع الجمعية الوطنية للمؤتمر. ووفقاً لمصادر عراقية فإن الجمعية الوطنية ستعقد اجتماعاً سريعاً تصوت فيه إما على توسيع هيئتها أو حلها تمهيداً لإفساح المجال امام عقد الاجتماع الموسع. وبهذا ستتحمل الهيئة الجديدة مسؤولية بت الاقتراحات المطروحة، بما في ذلك اقتراحات تطالب بتغيير اسم المؤتمر أو بالإبقاء عليه. وتحاول قيادة المؤتمر الوطني العراقي تلافي التأخير في اجراءات عقد اجتماع نيويورك، وشكلت لهذا الغرض لجنتين، دستورية وسياسية، ينتظر ان تخرجا بوثائق تتضمن التعديلات التي طالبت بها التيارات السياسية المختلفة على ان تجري مناقشتها واقرارها في الاجتماع الموسع. وعلى هامش التحضير للاجتماع علمت "الحياة" ان شخصيات عراقية مستقلة ذات توجهات اسلامية - ديموقراطية وليبرالية قريبة من التيار الاسلامي، اتفقت على تأسيس كتلة برلمانية موحدة هدفها التمسك بالثوابت الوطنية والدفاع عن الانجازات التي حققها "مؤتمر صلاح الدين" عام 1992. وقال موفق الربيعي ل"الحياة" ان الكتلة "جمعت حتى الآن تواقيع 36 عضواً أصيلاً في الجمعية الوطنية و11 توقيعاً لشخصيات مرشحة لعضوية الجمعية الجديدة". وقال الربيعي، وهو شخصية اسلامية مستقلة، ان اجتماعاً وشيكاً سيعقده اعضاء الكتلة "لتحديد وجهة تحركها ومواقفها". ووفقاً للربيعي فإن الكتلة التي تضم عسكريين سابقين ورؤساء قبائل عراقية عربية ايضاً، تسعى الى اقامة "لوبي" يقف في وجه "بعض الدعوات التي يشتم منها تكبيل العراق في المستقبل بالتزامات واعباء سياسية غير مقبولة، كالدعوة الى تجريد العراق من السلاح واقتفاء مثال اليابان التي أضحت من دون جيش بعد الحرب العالمية الثانية، أو اعطاء تعهدات سياسية مسبقة لإرضاء الدول الغربية بصدد الموقف العراقي من اسرائيل". وشدد على "ضرورة تفعيل القرار 688 الصادر من مجلس الأمن عام 1991 المتعلق بانتهاكات حقوق الانسان في العراق وتكثيف المساعي لتقديم الرئيس العراقي صدام حسين وقيادته للمحاكمة كمجرم حرب". وكان جلال الطالباني، الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني بذل مسعى أخيراً مع المجلس الأعلى للثورة الاسلامية وزعيمه السيد باقر الحكيم لإقناعه بالمشاركة في "مؤتمر نيويورك" أثناء وجوده في طهران في طريق عودته الى كردستان العراق. ولكن صدور بيان "الشورى المركزية" لاحقاً اشار الى تمسك المجلس بعدم المشاركة. الى "المجلس الأعلى"، تشمل القوى المعترضة على الحضور، والتي كانت شاركت في "مؤتمر صلاح الدين" كلاً من حزب الدعوة الاسلامية والحزب الشيوعي العراقي والسيد محمد بحر العلوم العضو السابق في الهيئة الرئاسية للمؤتمر. كما جددت القوى القومية وحزب البعث - الجناح السوري معارضتها للمؤتمر وسياساته. وبالنسبة الى "تيار الوسط" ينتظر ان يغيب بعض أطرافه عن "مؤتمر نيويورك"، فيما تتوقع مصادر معارضة حضور أطراف أخرى منه. ويعتقد ان المجلس العراقي الحر الذي يقوده السيد سعد صالح جبر سيكون أبرز المقاطعين.