حض الرئيس باراك أوباما «كتائب القذافي» وانصار النظام السابق على الاستسلام وبدء صفحة جديدة «تحقق السلام والرخاء والدولة الليبية الديموقراطية»، ووعد باعادة السفير الاميركي الى ليبيا الاسبوع الجاري ومساعدة طرابلس في جهود اعادة الاعمار. ولقي رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل استقبالاً حاشداً في نيويورك حيث عقد اجتماعاً مع الرئيس الاميركي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، اثناء مؤتمر خُصص لاعادة اعمار ليبيا. وقدر عبد الجليل عدد من قُتلوا اثناء الثورة بحوالى 25 الفاً والجرحى بحوالى 50 الفاً. كما تلقى اعتراف الاتحاد الافريقي بالمجلس ممثلاً شرعياً للشعب الليبي. وتعهد عبد الجليل بناء «ليبيا مدنية وديموقراطية تحترم التعددية وحقوق الإنسان». وبعد تقديمه الشكر الى الأممالمتحدة والمجتمع الدولي أكد أن إعادة البناء في ليبيا تشكل التحدي الأكبر أمام السلطات الانتقالية. وقال إن السلطات «ستعمل على إخضاع أي متهم للمحاكمة العادلة، ونشر روح المصالحة الوطنية التي بدأنا في إجراءات في شأنها”. وتعهد معاملة الرعايا الأجانب الموجودين في ليبيا وفق القوانين وحقوق الإنسان. واشاد أوباما بالجامعة العربية والدول العربية التي انضمت الى التحالف «كشركاء متساويين”. واعتبر أوباما أن تجربة ليبيا أعطت مثالاً عن الطريقة التي على المجتمع الدولي أن يعمل بموجبها في القرن ال21 بحيث «تتحمل دول أكثر المسؤولية والكلفة لمواجهة التحديات الدولية». وشدد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة على ضرورة وضع جدول زمني لتحديد شكل الحكم الذي يختاره الليبيون. وقال أنه «يمكن استحداث وسائل للرقابة المالية لتجنب الهدر في المرحلة الانتقالية». وقال أوباما: «اليوم يكتب الشعب الليبي صفحة جديدة في حياة أمته... سنقف معكم في نضالكم من اجل السلام والرخاء الذي يمكن للحرية ان تحققه». واضاف: «يتعين على أولئك الذين ما زالوا يتشبثون بمواقعهم أن يدركوا ان النظام القديم انتهى، وان الوقت حان كي تلقوا أسلحتكم وتنضموا الى ليبيا الجديدة». وجدد أوباما تعهده أن الولاياتالمتحدة ستبني شراكة جديدة مع ليبيا، داعيا عبد الجليل الى خطوات سريعة نحو اصلاح ديموقراطي بعد عقود من الحكم المستبد لمعمر القذافي. وقال: «جميعنا يعرف ما هو مطلوب، فترة انتقالية محددة، ثم قوانين جديدة ودستور يُعزز حكم القانون ثم اجراء انتخابات حرة ونزيهة للمرة الاولى في تاريخ ليبيا». في موازاة ذلك، اعلن الاتحاد الافريقي الذي كان يحاول التوسط بين المجلس والقذافي امس اعترافه بالمجلس الانتقالي ك»حكومة قائمة في ليبيا» ما يجرد القذافي من جزء اساس من الدعم الديبلوماسي. وقال الاتحاد انه «مستعد لدعم المجلس الوطني الانتقالي في جهوده لتشكيل حكومة موسعة في ليبيا». ومع الجهود الديبلوماسية التي يبذلها رئيس المجلس الانتقالي في نيويورك أحجمت قوات الحكومة الانتقالية عن مهاجمة المعاقل الاخيرة للقذافي مع استمرار تدفق مدنيين يغادرون تلك البلدات قبل شن مزيد من الهجمات الضارية. ووقعت مناوشات من وقت الى آخر خارج سرت. كما شهدت جبهة بني وليد هدوء بينما كان جنود وقادة قوات المجلس الانتقالي يجلسون في مجموعات صغيرة يبحثون خطط المعركة. ووجه القذافي رسالة عبر محطة «الرأي» التي تبث من سورية قال فيها ان طائرات حلف شمال الاطلسي لن تتمكن من البقاء في ليبيا لفترة طويلة. وان «النظام السياسي في ليبيا هو نظام سلطة الشعب الذي يمارسه كل الليبيين رجالا ونساء وهذا النظام من المستحيل الاطاحة به».