تنوي شركة "شل للتسويق المحدودة" في الشرق الأوسط اعتماد دبي مركزاً اقليمياً رئيسياً لنشاطاتها الخاصة بتصدير مشتقات وقود الطائرات والسفن والصناعات الثقيلة ومقراً لجزء كبير من عمليات تصدير المشتقات النفطية التي تنتجها عبر شركاتها ومشاريعها المشتركة في المملكة العربية السعودية. وقال الرئيس التنفيذي للشركة ديفيد وستون لپ"الحياة" ان مطار دبي الدولي يعتبر اكبر مستهلك للمشتقات البتروكيماوية الخاصة بصناعة النقل الجوي التي تبيعها شركته في منطقة الشرق الأوسط والقوفاز وما وراء القوقاز. وأضاف: "نبيع منتجاتنا الى قطروالكويت والى اوزبكستان وأذربيجان وتركمانستان وجورجيا وأرمينيا وكازاخستان ونغطي لبنان وسورية والأردن في المشرق". دول القوقاز وذكر وستون "هذه هي الاسواق التي نتاجر فيها ونعمل على تسويق منتجات "شل" فيها مركزين أيضاً على توسيع نطاق عملياتنا لتشمل الاهتمام بالصناعات الثقيلة في دول القوقاز بعدما بدأت تستورد تكنولوجيا غربية تحتاج الى أنواع معينة من المشتقات النفطية وزيوت التشحيم". وأكد ان "دبي أصبحت مركزاً جديداً للنفاذ الى هذه الأسواق والتعرف الى المستهلكين المحتملين والوصول اليهم". وكانت شركة "شل أويل" التي تعمل في الولاياتالمتحدة وتهتم باستثمارات "شل" الرئيسية في السعودية وشحن الوقود منها نقلت العاملين فيها ممن يشرفون على العمليات الاقليمية في المشرق والخليج من هيوستن الى دبي. وقال وستون: "هذا التغير كان مهماً لأن شركات "شل" كانت تعمل في شكل منفصل في الماضي الى ان تم مطلع السنة الجارية تأسيس شركة "شل للكيماويات" المكونة من 14 وحدة متخصصة في المنتجات العالمية والمقسمة الى ثلاث مجموعات: الكيماويات الأساسية والمتوسطة، والمنتجات الفاعلة، والمنتجات المتميزة والمتخصصة، وفق توزيع جغرافي ثلاثي: منطقة أوروبا وأفريقيا، والاميركيتان ومنطقة الشرق الأوسط جنوب آسيا، على ان تكون كل منطقة مسؤولة عن التصنيع والبيع والدعم ووضع استراتيجيات ووحدات تسويق المنتجات". وتضم منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا خمسة مكاتب هي دبي والرياض والقاهرة وعمان وكراتشي. الا ان غالبية العاملين عُينت في دبي. ويتولى رئاسة المنطقة لاري ويلر نائب رئيس "شل للبتروكيماويات" للشرق الأوسط الذي كان يعمل في هيوستن قبل ان يصبح مسؤولاً عن الشركة السعودية للبتروكيماويات "صدف" وهو مشروع شراكة بين مجموعة "شل" 49 في المئة والمملكة العربية السعودية 51 في المئة. وذكر وستون ان دبي شهدت تغيراً كبيراً في الآونة الاخيرة بعدما اصبحت مركزاً رئيسياً لكثير من صادرات البتروكيماويات الى كامل منطقة الشرق الأوسط وجنوب شرقي آسيا، معتبراً ان اختيارها مركزاً اقليمياً لكثير من عمليات التصدير الخاصة بپ"شل" دليل على زيادة الاهتمام بالمنطقة والرغبة في جعل فروع مجموعة "شل" تعمل في شكل اكثر تجانساً. وبين العناصر المهمة لاختيار دبي حجم الاستهلاك الكبير لوقود وزيوت الطائرات النفاثة في مطار دبي الدولي الذي شهد ارتفاعاً مضطرداً في حركة السفر والشحن والذي بات على رأس قائمة افضل المطارات الدولية العشرين في العالم. ويضم المطار، الذي يخضع لتوسعة كبيرة سترفع عدد المسافرين فيه الى 12 مليون مسافر سنوياً عام 2000، حقل الوقود الجديد الذي نُفذ بمبادرة مشتركة بين "شل" و"بريتيش بتروليوم" و"امارات" و"إيبكو". ويسع الحقل الذي افتتح نهاية العام الماضي 140 ألف برميل من وقود الطائرات وهو يكفي متطلبات المطار لمدة خمسة أيام على ان يدار بالتناوب بين الشركات الأربع مع تولي "شل" ادارته خلال السنتين الأوليين. ويصل اليه الوقود عبر انبوبين احدهما من جبل علي إيبكو والآخر من محطة "شل" على الخليج العربي، علاوة على التزود براً من خلال الجسور عبر محطة "امارات" في منطقة السطوة. وتصل متطلبات مطار دبي الى 395 مليون غالون سنوياً تؤمن "شل" فيها زهاء 20 في المئة منها. وتبلغ قيمة الشحنات الاجمالية الى 300 مليون دولار حالياً مع العلم ان الاسعار العالمية لوقود الطائرات انخفضت بقوة منذ العام الماضي بمعدلات تراوح بين 40 و50 في المئة نتيجة انخفاض أسعار النفط لتصل الى مستوى يعادل 66 في المئة من الاسعار المتداولة مطلع 1997. وقال وستون: "لم تتأثر دبي بما حدث في جنوب شرقي آسيا. ولدينا اسواق اخرى لتصدير المشتقات ولكن دبي هي اكبر الاسواق التي نتعامل معها"، مشيراً الى ان استيراد المشتقات يتم "من مصادر عدة: من الكويت ومصفاة الجبيل التي تملك فيها شل 49 في المئة ومن بقية مصادر التوريد الاخرى المنافسة. ونقوم بتسليم الشحنات بمعدل 15 الف طن قرب الحوض الجاف وننقلها من ثم بالأنابيب الى المطار". الشارقة وأضاف: "نؤمن للشارقة، التي تعتبر احد اكبر المراكز العالمية لتزويد السفن بالوقود ومعها رأس الخيمة كميات من البتروكيماويات ولكن بمعدلات صغيرة". وأعرب عن اعتقاده بأن معدلات نمو استهلاك الوقود في مطار دبي الدولي لن تزيد بمعدل يفوق أربعة في المئة سنوياً لأن "النمو المتوقع في النقل لن يكون مرتبطاً بزيادة استهلاك الوقود لأن الطائرات ستكون اكبر سعة واستهلاكها اقل في ظل الضغط الذي يؤديه التنافس لخفض اسعار التذاكر وأكلاف الشحن الجوي". وتملك "شل للتسويق" التي تنشط في شمال دولة الامارات مخزنين للوقود في منطقة جبل علي الحرة ومخزناً اسمنتياً مجاوراً وتتاجر بالوقود ومشتقاته علاوة على امتهانها انشطة الشحن والمناولة عبر تأجير ناقلات للنفط والبتروكيماويات. وقال وستون: "كانت لدينا ثلاث ناقلات نؤجرها لمن يرغب وتبقى لدينا واحدة حالياً الا اننا ننوي العودة الى زيادة عدد الناقلات مجدداً في المرحلة المقبلة وسنقوم بنقل مشتقات بتروكيماوية من السعودية عبر دبي وننقل جزءاً من انتاجنا في السعودية الى اسواق التصدير لا سيما الشرق الأقصى".