أكدت سورية ولبنان على ان السلام الذي يتضمن استعادة كامل الجولان وجنوب لبنان "خيار استراتيجي" لهما واستمرار العمل ل"تعميق التعاون وترسيخه" في المجال السياسي. وابدى الرئيس حافظ الاسد "التفاؤل" بمستقبل العلاقات بين دمشقوبيروت. جاء ذلك في محضر اجتماع "هيئة المتابعة والتنسيق السورية - اللبنانية" التي عقدت في اليومين الاخيرين في دمشق برئاسة رئيسي الوزراء المهندس محمود الزعبي والدكتور سليم الحص. وقال الناطق الرئاسي السيد جبران كورية ان الرئيس حافظ الاسد استقبل امس الدكتور الحص مرتين، اذ انه بحث معه في اجتماع منفرد في "العلاقات الاخوية والوضع الاقليمي وعملية السلام والتعاون بين البلدين من اجل سلام عادل وشامل يعيد الارض المحتلة والحقوق المغتصبة الى اصحابها". وتابع ان الاجتماع الثاني الذي حضره رئيس الوزراء السوري المهندس محمود الزعبي تناول "سير اعمال هيئة التنسيق والمتابعة المشتركة والنتائج التي توصلت اليها امس لتوثيق العلاقات الاخوية". ووقع الزعبي والحص امس محضر الاجتماع في ختام المحادثات التي جرت في حضور 11 وزيراً لبنانياً و18وزيراً سورياً. وجاء في المحضر الذي حصلت "الحياة" على نسخة منه تأكيد البلدين على "ضرورة العمل المستمر من اجل تعميق التعاون في السياسة الخارجية وترسيخه وتوسيع دائرته واطره". وان البلدين يؤكدان "السلام العادل والشامل الذي يعيد كامل الاراضي العربية المحتلة ويحقق الحقوق العربية المشروعة يبقى الخيار الاستراتيجي للدولتين، وان تنفيذ قرارات مجلس الامن 242 و338 و425 ومبدأ "الارض مقابل السلام" الذي تمت المشاركة بمؤتمر مدريد على اساسه، هو السبيل الوحيد لاقامة السلام العادل والشامل في المنطقة". وتضمنت الاتفاقات المقرة امس خفض الرسوم على المنتجات الزراعية بنسبة 50 في المئة اعتباراً من امس وصولاً الى تحريرها بعد خمس سنوات وموافقة سورية على تزويد لبنان بحاجته من الغاز الطبيعي واعتماد كل طرف سمات الدخول الممنوحة من الطرف الاخر لزوار البلدين و"تبسيط اجراءات العبور" وفق توصيات الجهات الامنية اضافة الى "تنسيق المواقف" في شأن توقيع اتفاق الشراكة مع اوروبا. ومساء أمس أطلع الحص فور عودته الى بيروت الرئيس اللبناني إميل لحود على نتائج محادثاته في العاصمة السورية. ورداً على سؤال ل"الحياة" عما اذا كانت هناك قمة لبنانية - سورية قريبة، قالت مصادر رسمية ان "ليس هناك شيء محدد حتى الآن". وكان الحص أدلى بتصريحات في دمشق حول عملية السلام أكد فيها ان هناك آلية للتنسيق المستمر بين البلدين حول المفاوضات. وأشار الى "اننا نشعر بالجدية في توجهات استئناف المفاوضات على المسارين لكننا لا نشعر بأن هناك ضغطاً كافياً على اسرائيل لثنيها عن تعنّتها... والإتصالات تراوح مكانها بشأن الوديعة التي ابلغها اسحق رابين بالإنسحاب الإسرائيلي حتى حدود 4 حزيران يونيو عام 1967". وأضاف الحص "اذا استؤنفت المفاوضات في وقت قريب نحن غير متفائلين كثيراً بقرب إنجازها نتائج محسوسة، أي بالتوصل الى تسوية، لأن المواقف الإسرائيلية لا تبشّر بذلك".