قال القيادي البارز في حزب الأمة السوداني المعارض الوزير في حكومة الصادق المهدي بكري عديل، انه كان ينبغي على حزب المؤتمر الوطني الحاكم ان يعبر عن الروح الوفاقية بقرارات مباشرة تفرض على السلطة الحاكمة ان تتفاعل مع التوجه العام في السودان نحو المصالحة. جاء ذلك في أول رد فعل لقيادات المعارضة الداخلية في الخرطوم على ختام أعمال المؤتمر العام للحزب الحاكم والروح الوفاقية التي سادت وسط المؤتمرين. وقال عديل انه كان يتوقع ان تجد رسالة الصادق المهدي الى المؤتمرين تجاوباً واضحاً يترجم الى قرارات تفرض على حكومة الانقاذ اتخاذ اجراءات في هذا الاتجاه. الى ذلك، طالب القيادي في الحزب الاتحادي الديموقراطي المعارض أمين الربيع، حكومة الرئيس عمر البشير بالتحرك السريع لانقاذ السودان من التمزق والضياع والوصول الى الهاوية في ظل الجمود السياسي الذي يعتري الساحة السياسية السودانية. واشار الى ان قرارات المؤتمر الوطني لن يصدقها الناس الا إذا تحولت واقعاً ملموساً يلبي رغبات السودانيين الذين اكدوا باستمرار رفضهم للشمولية والقهر والتسلط. ودافع نائب الأمين العام للحزب الحاكم عثمان عبدالقادر بأن الهدف الرئيسي لاجتماعات المؤتمر العام للحزب كان مناقشة تكوينه واستكمال بنائه "ولذلك كانت الأولوية لبناء أجهزته، وعلى رغم ذلك تحدث عن الوفاق بصفة عامة". واضاف ان القيادة العليا للحزب الحاكم مفوضة بأن تمضي في طريق الوفاق الى أبعد حد ممكن. ورداً على ما أثارته المعارضة الداخلية عن رسالة الصادق المهدي وإصدار قرارات رسمية في شأنها، قال عثمان ان المهدي لم يوجه رسالته مباشرة الى قيادات المؤتمر الوطني وانما كانت موجهة الى المؤتمرين ونشرت في الصحف. من جهة اخرى، اكدت مصادر قانونية في الخرطوم ان عدم تسليم القاهرة الناطق باسم القيادة العسكرية المشتركة للمعارضة عبدالرحمن سعيد ورئيس "قوات التحالف السودانية" العميد عبدالعزيز خالد الى الخرطوم يعد مخالفة واجهاضاً للاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب. وقالت المصادر ان ابعادهما من مصر يعتبر مخالفة كبيرة للاتفاقية. وان القاهرة قد تبرر الابعاد بأنه تم قبل تسلم طلب التسليم. وأضافت، لكن الحكومات الموقعة على الاتفاقية مطالبة بتنفيذها بنيات حسنة.