قالت مصادر اقتصادية مطلعة ان كونسورتيوم مؤلف من شركات فرنسية ترأسها مجموعات مثل "بويغ" و"الستهوم" و"طومسون" تنوي الحصول على عقود عمل لمشاريع في المغرب قيمتها نحو ستة بلايين فرنك فرنسي بليون دولار اميركي تشمل انجاز خطوط مترو في الدار البيضاء وتحديث انظمة الرادار والرصد الجوي. وحسب المصادر ذاتها تم التوصل الى اتفاق يمنح الشركات الفرنسية حظوظاً قوية للفوز بتلك الصفقات، وذلك خلال زيارة الوزير الاول الفرنسي ليونال جوسبان الى المغرب في اواسط كانون الاول ديسمبر الماضي واجتماعه بالمسؤولين المغاربة. وتقدر قيمة المشروع الاول الذي تتنافس مجموعة "بويغ" للاشغال على الفوز به بنحو خمسة بلايين فرنك فرنسي يشمل اقامة شبكة مترو في الدار البيضاء لحل مشكلة النقل والتلوث في المدينة ذات الكثافة السكانية والصناعية المرتفعة. وينتظر ان تبدأ الدراسات الفنية والتقنية في الاسابيع المقبلة والتي تقدر قيمتها بنحو 30 مليون فرنك فرنسي، بعد ان وافقت الحكومة الفرنسية على تمويلها بالكامل. وتشير المصادر الى ان الدعوة الى مناقصة دولية في شأن مترو الدار البيضاء ستتم بعد الانتهاء من الدراسات المتعلقة بالجدوى الاقتصادية للمشروع. وتعتقد "بويغ" انها ملمة باحوال المدينة وهي التي بنت مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء ثاني اكبر مسجد اسلامي في العالم وكلفته نحو 500 مليون دولار مما يعزز حظوظها للفوز بمشروع المترو الذي تتنافس عليه شركات كندية ويابانية. كما ان احتمال انضمام مجموعة "ليونيز دي زو للكونسورتيوم" يعزز فرص "بويغ" التي تملك مشاريع مهمة في المغرب في مجال الاسكان عبر فرعها المحلي. وتشرف مجموعة "ليونيز دي زو" منذ نصف سنة في الدار البيضاء على خدمات الماء والكهرباء والتطهير ضمن عقدة اسناد مدته 30 سنة. اما المشروع الثاني فيشمل تحديث اجهزة الرادار والمراقبة على نحو 27 مقاتلة مغربية من طراز ميراج، وتقدر قيمة الصفقة بنحو 5،1 بليون فرنك فرنسي. ويقول مصدر في مجموعة "طومسون انترناشيونال" "ان الاتفاق وشيك بعد ان تم تجاوز الخلاف المالي" في اشارة ضمنية الى احتمال مراجعة كلفة تحديث المعدات التي كانت الرباط اعتبرتها مرتفعة. وينتظر ان تتولى "طومسون" تجهيز المغرب بمعدات حديثة للرادارات واجهزة المراقبة ما فوق البنفسجية والرؤيا الليلية لمراقبة الحدود. وكانت "طومسون" الموجودة في المغرب منذ العام 1952 انفقت في العام الماضي نحو 360 مليون دولار لتوسيع مصانعها في الدار البيضاء في مجال انتاج اشباه الموصلات وشرائح المعدات الالكترونية الموجهة الى السوق المحلية وبعض الدول الاوروبية وشمال افريقيا. وقالت المصادر الفرنسية ان جميع هذه المشاريع تحظى بدعم واسع من كبار اعضاء الحكومة ومختلف الفرقاء السياسيين في فرنسا، الى حيث سبق ان اثيرت وحصل في شأنها تفاهم اثناء حكومة آلان جوبييه اليمينية باعتبار ان تلك المشاريع تحافظ على وجود التكنولوجيا الفرنسية في المنطقة التي تتعرض الى حركة استثمار اميركية واسعة. وتبدأ مجموعة "اي. اف. دي" كهرباء فرنسا قريباً انجاز محطتين للطاقة الكهربائية شمال المغرب احداها في تطوان لانتاج الطاقة المستخرجة من الرياح، والاخرى في طنجة وتعتمد على الغاز الطبيعي بكلفة 1.8 بليون فرنك وذلك من خلال استخدام انبوب غاز المغرب العربي - اوروبا الذي ينقل عشرة بلايين متر مكعب سنوياً عبر التراب المغربي في اتجاه اسبانيا والبرتغال، وسيتم ربط هذه المحطة بالشبكة الاوروبية في اقليم الاندلس في وقت لاحق. وتقول مصادر مستقلة ان زيارة جوسبان للرباط فتحت امكانات مهمة للشركات الفرنسية في المغرب للفوز بعقود تقدر قيمتها ببلايين الدولارات، بعد ان كانت تخلفت عن برنامجي التخصيص والطاقة الكهربائية التي بلغت كلفتها مجتمعة حتى الآن نحو 2.8 بليون دولار. وكانت باريس اعلنت في نهاية العام الماضي عن تحويل 4،1 بليون فرنك من الديون المغربية المستحقة الى استثمارات محلية، ووافقت في وقت سابق على شطب 400 مليون فرنك من الديون ومبادلة 600 مليون اخرى بمشاريع استثمارية لفائدة القطاع الخاص في البلدين.