} قال مسؤول حكومي مغربي ان مواقف المعارض ابراهام السرفاتي في شأن الصحراء "لا تلزم المغرب"، وان السلطات المغربية لا تكيّف مواقفها مع ما يقوله. وصدر موقف المسؤول رداً على قول السرفاتي، في مقابلة مع صحيفة فرنسية، ان عودته الى المغرب يمكن ان تُفسّر "بحدوث تحول في شأن الصحراء الغربية". قال الناطق باسم الحكومة المغربية وزير العمل السيد خالد عليوة في مقابلة امس مع "الحياة" ان المغرب لا يتقيّد بمواقف ابراهام السرفاتي "فنحن ثلاثون مليون شخص لن نتقيد بموقف شخص واحد". وأكد ان المغرب "لن يكيف مواقفه السيادية" بموقف شخص، مشيراً الى "اجماع وطني" في شأن قضية الصحراء في المغرب "وليس هناك مثقال ذرة تحوّل في الموقف المغربي". واشار الوزير المغربي ان موقف بلاده لم يتغير من قضية الصحراء حيث يجري الاعداد لتنظيم استفتاء على تقرير المصير في تموز يوليو سنة 2000. وأضاف ان ليس هناك ما يدعو الى تغيير الموقف المغربي. واعتبر ان تصريحات السرفاتي، لصحيفة "لوفيغارو" في شأن الصحراء تحمل تحليلاً أكثر منه موقفا يعبر عنه. وقال: "تحليلات السرفاتي تعنيه ولا تعني موقف المغرب في شيء". وكان السرفاتي قال في تصريح الى الصحيفة الفرنسية أ ف ب ان العاهل المغربي الجديد يرى ان "الحل يمر الزامياً بابقاء الصحراء في الاطار المغربي ... وفي هذا الاطار، كل شيء يبدو ممكناً. فيمكن للمنطقة ان تحصل على حكم ذاتي او ان تصبح دولة مشتركة"، مؤكداً ان "في بوليساريو منحى نحو الحلول الوسطى". واضاف: "لا شك في ان الامر سيستغرق وقتا طويلاً". وتساءل: "لماذا لا تحاول فرنسا القيام بوساطة؟". ورأى عليوة، في تعليقه على كلام السرفاتي، ان التحليلات تكون مبنية عادة على قرارات، موضحاً ان ليس هناك اي تحرك مغربي رسمي أو غير رسمي يفيد بحدوث تغير في موقفه ازاء تطورات الاوضاع في الصحراء. ونفى في شكل قاطع انباء متداولة عن مفاوضات غير رسمية بين المغرب وجبهة "بوليساريو". وقال: "ليست هناك اي مفاوضات بين الطرفين"، مضيفاً ان المغرب يلتزم خطة التسوية الدولية في الصحراء و"نحن ماضون في الخطة الاممية وليس هناك ما يدعو الى تغيير موقفنا". وقال الوزير المغربي انه لا توجد ليونة في الموقف المغربي في شأن الصحراء، معتبراً ان قضية الصحراء مسألة مبدئية بالنسبة الى المغاربة و"لن نحيد عنها". وقال إن ما عبر عنه السرفاتي "مواقف شخصية لا تعني موقف المغرب الرسمي". ولمح عليوة الى الاحداث التي عرفتها مدينة العيون، كبرى مدن المحافظات الصحراوية، مشيراً ان التطورات التي اعقبتها "تبرهن على متانة العلاقة بين شمال المغرب وجنوبه". واعتبر ان الترحيب الذي لاقته افراد القوات المسلحة الملكية من الرعايا الصحراويين في مدينة العيون يحمل اكثر من دلالة. وعن مدى تأثير التصريحات التي يدلي بها السرفاتي حول قضية الصحراء بخاصة انها تأتي من داخل المغرب، قال عليوة: "انا اعلق على مسائل رسمية وليس على استنتاجات". بيد انه اضاف ان السرفاتي "لم يقل شيئا يخالف الموقف المغربي"، في اشارة الى كلام السرفاتي ان المغرب يرى ان "الحل يمر الزامياً بابقاء الصحراء في الاطار المغربي". وراى عليوة ان هناك تطوراً في موقف السرفاتي في شأن الصحراء. وأشار الوزير المغربي ان بلاده لا تزال في مرحلة تدقيق هوية المتحدرين من اصول صحراوية والبت في استئناف طلبات الطعون في شأن المرفوضين من القوائم. من ناحية اخرى، استبعد الناطق باسم الحكومة حصول تعديل وزاري خلال الايام القليلة المقبلة. وقال إن العملية تتطلب تحضيراً. وادخل الانباء التي تتحدث عن امكان حدوث تعديل حكومي قريب جداً في اطارالتكهنات. واشار ان العاهل المغربي الملك محمد السادس سيبدأ الاثنين زيارة لعدد من محافظات البلاد تشكل مدينة الدار البيضاء اولاها. وزاد ان الجولة ترمي الى الاقتراب من الرعايا ، مؤكداً استبعاد حصول التعديل الحكومي المرتقب قبل الجولة الملكية، فاسحاً المجال امام امكان حدوث ذلك بعد انتهاء جولة العاهل المغربي. وذكر عليوة بالخطاب الذي القاه الملك محمد السادس امام البرلمان اول من امس. وقال انه يتضمن "اطاراً عاماً لعمل الحكومة والبرلمان". في غضون ذلك، جدد المغرب التزامه المضي في خطة التسوية التي ترعاها الاممالمتحدة في الصحراء. بيد انه ابدى استغرابه من عمليات اقصاء تشمل عشرات المتحدرين من اصول صحراوية. وعبّر ممثل المغرب الدائم لدى الاممالمتحدة السيد احمد السنوسي عن الامل في ان يقوم موظفو الاممالمتحدة ب "تسجيلهم وحمايتهم لتمكينهم من المشاركة في عملية التصويت من دون ضغوط من جلاديهم". واشار، من جهة اخرى، الى ان المغرب يعتبر ان قضية الصحراء تدخل في اطار استكمال وحدته وليس في اطار تصفية الاستعمار. وكان السنوسي يعلق على مصادقة لجنة القضايا السياسية الخاصة، في المنظمة الدولية، على مشروع قرار حول الصحراء، مشيراً الى أن الحكومة المغربية "لا تعتبر نفسها معنية بمقتضيات القرار المتعلق بتصفية الاستعمار". وكانت لجنة القضايا السياسية الخاصة دعت المغرب وجبهة "بوليساريو" الى مواصلة التعاون مع الامين العام للامم المتحدة ومبعوثه الشخصي وتفادي كل مبادرة يمكن ان تعرقل تنفيذ خطة التسوية والاتفاقات المتعلقة بتنفيذها. وقال السنوسي ان ادارة ملف الصحراء تعود الى مجلس الامن، مؤكداً رغبة بلاده في التعاون مع الهيئات التي يعينها مجلس الامن من اجل تنظيم استفتاء عادل وشفاف وديموقراطي. وعبر عن الأمل في ان يسهم الاستفتاء في تعزيز اجواء الاستقرار والوئام في المغرب والمنطقة.