الدار البيضاء (المغرب) - أ ف ب - شارك عشرات الأشخاص الجمعة في المقبرة اليهودية في الدارالبيضاء في تشييع جثمان أبراهام السرفاتي أحد أبرز المعارضين لنظام العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني. وقال مراسل وكالة «فرانس برس» إن كريستين أرملة السرفاتي الذي توفي الخميس عن 84 سنة بعد مرض عضال، حضرت التشييع مع عدد من أفراد الجالية اليهودية بالمغرب والمجتمع المدني لا سيما ناشطون في منظمات حقوق الإنسان. كذلك حضر أندريه أزولاي مستشار الملك محمد السادس وبعض أعضاء الحكومة الجنازة وكلمة التأبين التي تُليت أمام نعش غطاه العلم المغربي. وكرّس أبراهم السرفاتي حياته للنضال ضد نظام الملك الحسن الثاني ومن أجل حقوق الإنسان. كما كان من أشد المدافعين عن القضية الفلسطينية. ونعت رابطة حقوق الإنسان في فرنسا الخميس المعارض المغربي الذي قالت إنه كان «مناضلاً لا يكل من أجل العدالة والحرية» وكان يجسّد بمفرده «جزءاً من تاريخ المغرب». وأعلنت الرابطة أن «إعادة السلطات المغربية الاعتبار له على غرار الكثير من ضحايا القمع السياسي كانت خطوة فتحت الطريق أمام مرحلة جديدة في تاريخ البلاد من دون محو الماضي». واستذكر الكاتب الفرنسي جيل بيروه الذي ألف كتاب «صديقنا الملك» (الحسن الثاني) الذي ما زال محظوراً في المغرب، أن السرفاتي كان «ضحية قمع شنيع» وانه «تعرض إلى أبشع أشكال التعذيب لكنه لم يتراجع ولم يستسلم أبداً». وأضاف أن السرفاتي «كان من الذين تعرضوا إلى أكبر معاناة» خلال حكم الملك الراحل الحسن الثاني. وقد شارك أبراهام السرفاتي الذي وُلد في الدارالبيضاء لعائلة يهودية متحدرة من طنجة، في تأسيس حركة «إلى الأمام» اليسارية المتطرفة. وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في تشرين الأول (اكتوبر) 1977 بتهمة «التآمر على أمن الدولة». وكان حينه من مؤيدي موقف «الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب» (بوليساريو) وقضى 17 سنة في سجن القنيطرة (شمال الرباط) قبل أن يفرج عنه الملك الحسن الثاني والد العاهل المغربي الحالي محمد السادس، في عام 1991 بعد حملة تضامن دولية كبيرة.