تراجع وزير الدفاع الاسرائيلي الجديد موشيه ارينز عن الانتقادات اللاذعة التي وجهها الى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو واعلن تأييده لسياسة حكومة هذا الاخير في محاولة لركوب الموجة والعودة الى الساحة السياسية بقوة. وبين ليلة وضحاها، قرر ارينز الذي نافس نتانياهو على رئاسة حزب ليكود بسبب سياسة الاخير "المتهاونة" مع الفلسطينيين انه يدعم المسيرة السلمية مع الفلسطينيين بل واعلن استعداده للقاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بعد ان كان اتهم نتانياهو بپ"الليونة" واتباع "نهج التنازل" مع الفلسطينيين. وحظي وزير الدفاع الجديد بدعم حزب العمل المعارض وزعيمه ايهود باراك الذي قال ان آرينز "يستحق هذا المنصب"، مشيراً في الوقت ذاته الى الخلافات بينهما بسبب تأييد ارينز لسياسة نتانياهو التي قال انها "تؤدي الى طريق مسدود". ومع ذلك اعرب باراك عن امله بأن يشكل ارينز "مصدراً للمسؤولية المعدومة في هذه الحكومة". وكان ارينز قد عين باراك رئيساً لاركان الجيش الاسرائيلي خلال توليه منصب وزير الدفاع في اوائل التسعينات. وفي المقابل، انتقد زعيم حزب ميرتس اليساري يوسي سريد بشدة تعيين ارينز وزيراً للدفاع، مشيراً الى ان الاخير "يحمل افكاراً متطرفة ويدعم سياسة المستوطنين ولديه ميول للمغامرة في القضايا الامنية". ومعلوم ان آرينز أيد بقوة توجيه ضربة عسكرية للعراق ابان حرب الخليج الثانية، الا انه انصاع لرأي رئيس الحكومة الاسرائيلية في حينه اسحق شامير ولم يرد على الهجمات الصاروخية العراقية على تل ابيب. وبات واضحاً ان آرينز، الذي سيقود للمرة الثالثة المؤسسة العسكرية خلال الفترة القصيرة المقبلة السابقة للانتخابات، ضمن كذلك المنصب ذاته في اية حكومة مستقبلية يشكلها نتانياهو في حال فوزه في الانتخابات العامة التي ستجرى في السابع عشر من شهر ايار مايو المقبل على رغم نفي الجانبين لوجود مثل هذه الصفقة التي سبق لوزير الخارجية ارييل شارون ان ابرمها مع نتانياهو الذي يسعى الى تحصين موقفه الحزبي. واعلن نتانياهو في الوقت ذاته انه وأرينز وشارون سيقودون الفريق الحكومي المقبل. ولم تستبعد مصادر اسرائيلية مطلعة ان يكون آرينز حظي كذلك بتأمين مكان متقدم له في قائمة ليكود للترشيح لانتخابات الكنيست. وستجرى في الثلث الاخير من شباط فبراير المقبل الانتخابات التمهيدية لقائمة الحزب والتي ستشكل في نظر آرينز فرصة لا تعوض لاعادته للحلبة السياسية بشكل قوي بعد ان هجرها في اعقاب الهزيمة الساحقة التي مني بها حزبه في انتخابات العالم 1992 التي جلبت حكومة حزب العمل برئاسة اسحق رابين. وامطر رئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو آرينز بالمدائح عندما طلب موافقة الكنيست الاسرائيلية على تعيينه وزيراً للدفاع امس وابتلع مجبراً الاهانة التي كان ارينز قد وجهها اليه شخصياً عندما اتهمه بتدمير حزب ليكود. وقال نتانياهو ان الوزير الجديد "يتمتع بكفاءات ملائمة لشغل هذا المنصب ولديه خبرة واسعة". ووافق 31 نائباً اسرائيلياً على تعيين آرينز وزيراً للدفاع مقابل 10 نواب صوتوا ضد القرار، فيما امتنع ستة نواب معظمهم من الاحزاب العربية في الكنيست الاسرائيلية عن التصويت. ولن يجد آرينز صعوبة كبيرة في تبرير قبوله المشاركة في حكومة يترأسها نتانياهو وذلك باستخدامه منصبه الجديد "لدرء الاخطار في حال تنازل نتانياهو عن اراض". وفي هذا الاطار سيستعين وزير الدفاع الجديد بشريكه القديم شارون ضمن الفريق الثلاثي الذي سيشكل واجهة متينة لمعركة الانتخابات الجارية.