اهتزت الأرض مجدداً تحت قدمي رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو بعدما اعلن استاذه السياسي وزير الدفاع السابق موشي ارينز رسمياً ترشيحه لزعامة حزب ليكود الحاكم وقيادة الحزب في الانتخابات المقبلة. وأكد ارينز في مؤتمر صحافي عقده مساء امس انه "الوحيد الذي سيتمكن من قيادة حزب ليكود للانتصار في الانتخابات المقبلة". ولم يستبعد المرشح الجديد توحيد جهوده مع رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست عوزي لانداو الذي اعلن هو الآخر عزمه على منافسة نتانياهو على المنصب الأول في حزب ليكود. وأقر ارينز بصعوبة مهمته في اقناع اعضاء حزب ليكود بتأييده ضد نتانياهو خصوصاً انه لم يتبق لديه سوى اسبوعين قبل بدء الانتخابات الداخلية في الحزب. وكان ارينز اعلن اعتزاله الحياة السياسية في العام 1992 بعد هزيمة حزب ليكود الكبيرة خلال الانتخابات، اذ كان يقود زعامة الحزب اسحق شامير في ذلك الوقت، وخرج حزب العمل المعارض بزعامة رئيس الوزراء السابق اسحق رابين منتصراً ووقع فيما بعد اتفاق اوسلو مع الفلسطينيين. وقال ارينز انه قرر منافسة نتانياهو بعدما طلب منه عدد من اعضاء الحزب ذلك لأنهم يدركون انه الوحيد القادر على انقاذ الحزب المتفكك. وأشارت نتائج استطلاعات للرأي داخل "ليكود" الى حصول ارينز على دعم 26 في المئة من الاعضاء، اذ تفوق بشكل كبير على لانداو الذي كان المنافس الوحيد لنتانياهو. وعرض ارينز مواقفه السياسية، فقال انه يعارض اتفاق اوسلو ومذكرة "واي ريفر"، لكنه قال: "يتوجب الايفاء بالاتفاقات الموقعة". وأشار الى انه اطلع نتانياهو على نيته منافسته، وقال ان نتانياهو أعرب عن "عدم رضاه" على هذه الخطوة. غير أن ترشيح ارينز نفسه لمنافسة نتانياهو سيؤذي الأخير في الانتخابات الأولية الداخلية البرايمريز. وأشارت مصادر إسرائيلية مطلعة إلى أن موردخاي يدرس جدياً احتمال انسحابه من حزب ليكود وانضمامه إلى حزب العمل المعارض بزعامة رئيس أركان الجيش السابق ايهود باراك. وأكدت المصادر ذاتها لپ"الحياة" ان موردخاي الذي يرتبط عقائدياً مع حزب ليكود، تنسجم أفكاره السياسية مع حزب العمل، وأنه "ضاق ذرعاً بإهانات نتانياهو المتكررة له". ولمح باراك نفسه في تصريحات صحافية إلى امكان انضمام موردخاي إلى صفوف حزب العمل، عندما قال إنه يجري مفاوضات سرية مع بعض الشخصيات لتوسيع قاعدة حزبه لخوض الانتخابات المقبلة. والسبب الوحيد الذي يمكن أن يعوق انتقال موردخاي من معسكر ليكود إلى معسكر العمل هو تخوفه من قيام نتانياهو بمغامرات عسكرية عشية الانتخابات لضمان فوزه فيها على غرار تلك التي قام بها شامير سلفه في زعامة ليكود في العام 1981 عندما قصف المفاعل النووي العراقي ما ضمن له الفوز في تلك الانتخابات. وتشير تقارير عسكرية إسرائيلية إلى ان جنرالات الجيش الإسرائيلي يحاولون منذ فترة كبح جماح نتانياهو، وعارضوا اقتراحات عدة تضمنت القيام بأعمال عسكرية في منطقة الخليج وفي لبنان وبررها نتانياهو بأنه يريد "اختبار المستوى الحالي للجيش الإسرائيلي". وفي حال انتقال موردخاي إلى حزب العمل يتعين عليه الاستقالة من منصبه كوزير للدفاع ومن ثم تنتقل مهماته إلى رئيس الوزراء بشكل اوتوماتيكي. وجدد موردخاي أمس الاثنين رفضه ترشيح نفسه لمنصب رئاسة الوزراء، وقال: "لا زلت في حزب ليكود وما زال أمامي الوقت الكافي للدرس والتشاور قبل اتخاذ قرار يخدم مصلحة الدولة". ولكنه علق على قرار ارينز ترشيح نفسه ان هذا "دليل على رغبة العديد من الشخصيات داخل ليكود في تغيير نتانياهو".