القدس المحتلة - أ.ف.ب.، بيروت - "الحياة" - ما زالت عملية الاختراق التي نفذها مقاتل من "حزب الله" لموقع سجد الاسرائيلي الأحد الماضي تتفاعل. وظلت المؤسسة العسكرية الاسرائيلية تعيش تحت تأثير مفاعيلها. وفي هذا الاطار اعلن مصدر عسكري اسرائىلي ظهور النتائج الاولية للتحقيقات التي تولى الاشراف عليها مباشرة رئيس الاركان الاسرائيلي شاوول موفاز. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر عسكري ان موفاز اتخذ امس اجراءات تأديبية طاولت عدداً من المسؤولين العسكريين الاسرائيليين في جنوبلبنان، بعدما شارك في اعادة تمثيل الحادث الذي تمكن خلاله المقاتل من التسلل الى داخل الموقع والاقتراب مسافة امتار قليلة من جنديين اسرائيليين من وحدة المظليين كانا داخله وفتح النار في اتجاههما، ثم اشتبك مع احد المظليين بالسلاح الابيض ووجّه لكمات اليه ورماه ارضاً ليتمكن بعدها من الانسحاب. وأقال الجنرال موفاز قائد كتيبة المظليين من منصبه ومنع جنديين من مواصلة الخدمة كمقاتلين في الكتيبة نفسها. كذلك سجل ملاحظات في السجلات الفردية لكثير من كبار العسكريين العاملين في هذا القطاع اعتبروا مسؤولين عن "الإعداد السيئ لقواتهم". وأكد "ان هذا الحادث كشف نقصاً خطيراً على المستوى العملاني اذ كان يجب أسر العدو الذي تسلل الى موقع سجد او قتله". ونقلت صحيفة "هآرتس" عن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي غابي اشكينازي ان عملية سجد "اظهرت دروساً كثيرة ونقاطاً مختلفة يجب معالجتها فوراً، تتعلق بالانتشار العسكري في الموقع". وفي الوضع الميداني، صعّدت اسرائيل اعتداءاتها امس براً وجواً، فشنّت طائراتها الحربية فجر امس غارة على موقع ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة" بزعامة احمد جبريل في منطقة البقاع حيث تنتشر ايضاً القوات السورية. وفي القدسالمحتلة، اعلن الجيش الاسرائيلي ان طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو "هاجمت هدفاً ارهابياً لأحمد جبريل في البقاع". وقال "ان الغارات اصابت اهدافها بدقة". وأعلنت "القيادة العامة" ان "طائرات للعدو الصهيوني اغارت في الاولى وعشر دقائق فجر امس على احد مواقعنا اللوجستية في وادي البقاع وألقت عدداً من الصواريخ ذات العيار الثقيل انفجر البعض منها والبعض الآخر موقوت. وأكدت "ان الاضرار اقتصرت على الماديات". وقالت "ان هذه الغارة الجبانة لن تستطيع النيل من ارادتنا في مواصلة طريق الكفاح ضد العدو الصهيوني ولن تستطيع رفع المعنويات المنهارة لجنوده الذين يتلقون الضربات من ابطال المقاومة في جنوبلبنان". وكانت طائرات حربية اسرائيلية اغارت التاسعة والنصف ليل اول من امس على تلال اللويزة ومزرعة عقماتا في اقليم التفاح عقب عملية نفذتها المقاومة الاسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله" على موقع بئر كلاّب. ونفذت طائرات اسرائيلية فجر امس غارات وهمية في اجواء البقاع الاوسط خصوصاً في اجواء شتورة، وجبه بالمضادات الارضية التابعة للجيش اللبناني. كذلك نفذت طائرات اسرائيلية غارات وهمية في اجواء النبطية واقليم التفاح ووصلت في طلعاتها الى اجواء بيروت. وقصفت القوات الاسرائيلية بمدافع الميدان والهاون عدداً من القرى والبلدات في القطاعين الشرقي والاوسط والاقليم، خصوصاً كفرا وياطر وحاريص وقبريخا وواديي الكفور والسلوقي ومجرى نهر الليطاني ومحيط اللويزة وسجد ومزرعة عقماتا. وطاول القصف ظهراً اطراف بلدتي زوطر الشرقية والغربية ومزرعة الحمرا ومجرى نهر الليطاني ووادي القيسية. وترافق مع تحليق لطائرات استطلاع من نوع "م.ك." في اجواء المنطقة. وكانت القوات الاسرائيلية قصفت مساء امس وللمرة الاولى منذ دخول الجيش عام 1991 بلدة عين المير، شرق صيدا، بمدافع الهاون من عيار 120 ملم، ما ادى الى تضرر منازل انجال حبيب وفادي اسكندر ونبيه الياس والياس داود. وفي المقابل، اعلنت "السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي"، انها هاجمت مواقع المثلث في القطاع الاوسط ورشاف وحميد ومشعرون والقنطرة، وتحدثت عن تحقيق اصابات مباشرة وأكيدة.