ارتكبت اسرائيل أمس مجزرة مروعة في حق عائلة لبنانية، لم ينج منها سوى الأب وطفله فيما قضت الأم وستة أطفال إلى جانب شخص آخر حين أغارت طائرات حربية إسرائيلية في شكل مفاجئ عصر أمس على بلدة جنتا بالقرب من بعلبك شمال البقاع مستهدفة منزل مواطن يعمل في مزرعة. واعترفت إسرائيل بالغارات مدّعية أنها أصابت مواقع ل"حزب الله" في المنطقة. ويعتبر هذا التصعيد اكبر خرق لتفاهم نيسان ابريل 1996 الذي حرّم خصوصاً ضرب المدنيين والاماكن الآهلة بالسكان. راجع ص2 وأدت الغارة التي نفذتها ثلاث طائرات بمساندة تشكيل من أربع طائرات الى تدمير المنزل على من فيه، فسوّي بالأرض وتناثرت جثث الضحايا أشلاء صعب التعرّف إلى اصحابها الذين نقلوا الى مستشفى الإمام الخميني في مدينة بعلبك. وكان هؤلاء يتهيأون لتناول الإفطار بعد الصيام حين مزّقت الصواريخ أجسادهم. وقال رب العائلة محمد عثمان الذي نجا وولده علاء 11 عاماً بصوت متهدّج وهو يبكي أن عنده ثمانية أولاد معدّداً أسماءهم. وأضاف "كان بعضهم يلعب قرب المنزل وقطيع الغنم حولهم، فأتى الصاروخ على المنزل وعليهم جميعاً". وكان أحد الأولاد يرعى قطيعاً من الماشية بعيداً من المنزل، وعاد عند الغروب ليتناول الإفطار مع والديه، فوجئ بمشهد الأشلاء والدمار وبمقتل والدته وأشقائه. وجاءت الغارة على جنتا من ضمن سلسلة غارات استهدفت بلدة النبي شيت بالقرب من بعلبك وأحدثت صواريخها، التي أخطأت موقعاً كان يشغله سابقاً هوائي إذاعة المستضعفين التابعة ل"حزب الله" في محيط بلدة سرعين، أضراراً مادية وحال ذعر بين الأهالي. وجبهت الطائرات بنيران المضادات الأرضية وبصواريخ "سام-7". وكانت طائرات إسرائيلية أغارت في وقت سابق على البقاع، فيما قصفت مدفعية قوات الإحتلال المناطق المتاخمة لخطوط التماس في جنوبلبنان. وطاول القصف بلدة جون في اقليم الخروب الشوف وأدى إلى حال هلع بين الأهالي. وتقدم لبنان أمس بشكوى إلى لجنة المراقبة المنبثقة من تفاهم نيسان، نظراً إلى خرق إسرائيل التفاهم وقتلها مدنيين. وقال رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص في تصريح مساء أمس ان "الغارات الوحشية التي شنّتها إسرائيل على البقاع تأتي مصداقاً لما يعاني لبنان من جرّاء الأزدواجية التي تطبع السياسة الدولية. إن الذين ينادون بالحرية والعدالة وحقوق الإنسان هم أنفسهم الذين يزوّدون إسرائيل بآخر ما توصلت إليه صناعة الحرب المتطورة من أسلحة مدمّرة فتّاكة فتضرب بها الآمنين والأبرياء في لبنان وتحصّن بها إحتلالها أراضٍ عربية في لبنان وسورية وفلسطين وتستقوي بها في انتهاك كل الأعراف والمواثيق والإتفاقات الدولية والقيم الإنسانية". وأضاف "قررنا أن نتقدم بشكوى عاجلة أمام لجنة تفاهم نيسان ونطلب من مندوب لبنان الدائم في الأممالمتحدة إبلاغ الأمين العام للمنظمة الدولية وأعضائها إحتجاجنا على الإعتداء الإسرائيلي الجديد على لبنان وشعبه". وتعليقاً على المجزرة، أصدر "حزب الله" بياناً أكد فيه أن المقاومة تعرف كيف تقتص من الجرائم الإسرائيلية. وأضاف "ان هول ما ارتكبه العدو يتجاوز كل حد، فهو خرق خطير وفاضح لتفاهم نيسان ودليل واضح على سياساته العدوانية ضد شعبنا. إذ أن القرية المستهدفة تبعد مئات الكيلومترات عن مناطق احتلاله والمنزل مأهول ما يؤكد تعمّد إرتكاب المجزرة". وتابع "اننا نضع هذه الجريمة النكراء برسم الأممالمتحدة وهيئاتها الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، وفي الوقت نفسه ندعو الحكومة اللبنانية لوضع مجلس الأمن امام مسؤولياته بتقديم شكوى عاجلة وعدم الإكتفاء بالشكوى للجنة مراقبة تفاهم نيسان". ومساء امس اصدرت "المقاومة الاسلامية"، الجناح العسكري ل "حزب الله"، بياناً اكدت فيه اهنا "تحتفظ لنفسها بحق الردّ في الوقت المناسب". من جهة اخرى، قال رئىس أركان الجيش الإسرائىلي شاول موفاز أنه يمكن سحب قواته من الشريط المحتل في جنوبلبنان "فقط بعد التوصل إلى إتفاق مع الأطراف المعنيين وأن تتولى جهة ثالثة مسؤولية السيطرة على المنطقة". وأضاف، امام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، ان "في حال الإنسحاب من جانب واحد فإن قوات الجيش ستواجه صعوبات في عملها وفي الدفاع عن الحدود"