لواندا - أ ف ب - اعلنت الاممالمتحدة سحب مراقبيها من مناطق القتال في انغولا بعدما فقدت 14 مراقباً قتلوا في حادثي تحطم طائرتين كان آخرهما مساء اول من امس. وقال ممثل الاممالمتحدة الخاص في انغولا عيسى ديالو امس الاحد ان لا خيار باق امام المنظمة الدولية سوى سحب مراقبيها البالغ عددهم حوالي الف شخص من مناطق القتال في البلاد، معرباً في الوقت نفسه عن الامل في عودة الحوار بين المتمردين والحكومة. واشار ديالو الى ان بعثة الاممالمتحدة لحفظ السلام في انغولا تلقت تعليمات من مقرها في نيويورك بإجلاء موظفيها تدريجياً وبينهم المراقبون، من كل المناطق الانغولية التي تطاولها المواجهات بين الجيش ومتمردي حركة "اونيتا" الاتحاد الوطني للاستقلال التام بزعامة جوناس سافيمبي. واضاف الممثل الدولي انه "في الوقت الحاضر فإن الانسحاب يشمل فقط المناطق الخطرة. وسنعيد نشر موظفينا وعائلاتهم في لواندا، ليس لدينا اي خيار آخر". ولم يستبعد ديالو انسحاباً نهائياً لموظفي الاممالمتحدة من انغولا وقال: "في حال لم يكن لدى اولئك الاشخاص اي شيء ليقوموا به في لواندا فلماذا نبقيهم هنا؟". وجاء هذا القرار بعد تحطم طائرتين للامم المتحدة الاولى، في 26 كانون الاول ديسمبر الماضي قرب هوامبو وعلى متنها 14 راكبا. والثانية، من طراز "هيركوليز سي - 130" مستأجرة من شركة "ترانس افريك" سقطت اول من امس السبت في المنطقة نفسها وكانت تقل اربعة مسؤولين في الاممالمتحدة واربعة من افراد الطاقم. واعلنت الولاياتالمتحدة ان بين القتلى واحد من رعاياها. وقالت محطة للاذاعة في هوامبو ان الطائرة أصيبت بطلقات مدفعية في التو شيومو على بعد حوالي سبعة كيلومترات عن هوامبو. واعرب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان عن "استيائه" لدى ابلاغه بسقوط طائرة اخرى للامم المتحدة في انغولا. وجاء في بيان لانان ان "الامين العام مستاء من تحطم طائرة ثانية تابعة للامم المتحدة خلال اسبوع واحد في انغولا". واضاف انه "ينتظر من الحكومة الانغولية ان تقدم كل مساعدة ممكنة ويطلب من حركة اونيتا ان تتعاون من دون تأخير في مهمات البحث والانقاذ". يذكر ان آلافاً من مراقبي الاممالمتحدة نشروا في انغولا للاشراف على تطبيق بنود معاهدة السلام التي تم التوقيع عليها في لوساكا في اواخر 1994 بين الحكومة و"اونيتا". وكان من المفترض ان تضع هذه المعاهدة حدا لحوالى عشرين عاماً من الحرب بين الجانبين التي اندلعت منذ استقلال هذه المستعمرة البرتغالية السابقة في 1975. لكن المعارك استؤنفت خلال الاسابيع الماضية لتمتد الى عدد من المناطق في البلاد كانت حتى ذلك الحين نائية.