حذرت مؤسسة التمويل الدولية، التي تمثل أكثر من 300 مؤسسة مالية دولية، من أن فنزويلاوالمكسيك وبعض الدول العربية المنتجة للنفط قد تتعرض لمزيد من الضغوط المالية إذا واصلت أسعار النفط وسلع أخرى تراجعها. وقالت المؤسسة، ومقرها واشنطن، في تقريرها نصف السنوي حول تدفق الرساميل الخاصة في العالم "إن الوضع التمويلي الخارجي، الخاص بعدد من منتجي السلع، بما فيهم المكسيكوفنزويلا ودول عدة في الشرق الأوسط، ربما تعرض لضغوط أكبر إذا واصلت أسعار النفط وسلع أخرى تراجعها". وأضاف التقرير الذي صدر الأربعاء الماضي ان احتمال حصول تراجع إضافي في أسعار النفط يشكل أحد أبرز المخاطر التي تواجهها الأسواق المالية الدولية التي تجهد للتغلب على ذيول الأزمة المالية الآسيوية التي انفجرت صيف 1997، وعجز روسيا عن تسديد ديونها في آب اغسطس الماضي، إضافة إلى الغيوم المبلدة في سماء البرازيل حالياً. وقال مدير قسم الأبحاث في مؤسسة التمويل الدولية كفين بارنز إن توقعات المؤسسة تستند إلى توقعات محافظة لما ستكون عليه أسعار النفط السنة الجارية. وأضاف ان المؤسسة وضعت سعراً افتراضاً لبرميل برنت في 1999 يبلغ أقل من 12 دولاراً في مقابل متوسط العام الماضي الذي بلغ 34،13 دولار. ومعلوم ان سعر برميل برنت بلغ نحو 70،10 دولار الأسبوع الجاري. وتتوقع المؤسسة تحسن الأسعار بما فيه الكفاية مع نهاية السنة الجارية. ورأى بارنز ان الأسواق لا تزال متقلبة ويرتبط أمر الأسعار بالطلب على النفط، على رغم ان العودة إلى 17 أو 18 دولاراً للبرميل سيبقي احتمالاً ضعيفاً لفترة من الزمن. ويعتقد بارنز ان القلق "يتمحور ليس حول تدني الأسعار، بل حول احتمال تراجع الأسعار في شكل أكبر". وإذا واصلت الأسعار تراجعها، فمن المحتمل أن تتأثر دول أميركا اللاتينية سلباً، وأن تشهد عجزاً في العائدات دول مثل فنزويلاوالمكسيك اللتين تعتمدان إلى درجة كبير على النفط في تغذية عائداتهما الحكومية. ولفت بارنز إلى أن "هذه الدول باتت بين فكي كماشة، فإذا زادت انتاجها بغية تحسين موازين العائدات الحكومية، تزداد الضغوط على الأسعار". وأشار إلى ان المنتجين يشعرون بحافز للتوصل إلى اتفاق آخر مع السعودية وذول أخرى رئيسية في "أوبك" لتنظيم أمر الانتاج وتوزيع حصصه. من جهة أخرى، أعلن الرئيس الفنزويلي المنتخب هيوغو تشافيز، خلال زيارته إلى واشنطن الأربعاء الماضي، نيته تعيين علي رودريغيز اراكي وزيراً للطاقة في حكومته المقبلة. واراكي 61 عاماً عضو يساري منتخب في مجلس الشيوخ ومحام سابق، يؤمن بشدة بدور "أوبك" ويدعو إلى التزام فنزويلا سقف الانتاج في المنظمة. وهو من أشد المنتقدين للطريقة التي اعيد بها فتح قطاع الطاقة أمام القطاع الخاص بعد 20 عاماً من التأميم، ويريد تشجيع المزيد من الشركات الفنزويلية على الدخول في مجال انتاج النفط. وبحث تشافيز، الذي يتسلم منصبه في الثاني من شباط فبراير المقبل، في تدني أسعار النفط وفي سياسة الطاقة أثناء لقائه الرئيس بيل كلينتون ووزير الطاقة الأميركية بيل ريتشاردسون.