صوت جولي آندروز لم يعد قادراً على الغناء، بعد جراحة خضعت لها قبل سنة. هذا ما قاله لمجلة "باريد ماغازين" الأميركية، زوجها الكاتب والمخرج بليك ادوارد. الخبر مفاجئ، خصوصاً للمتابع العربي الذي توقفت ذاكرته عند صاحبة الحنجرة الذهبية، وغنائها الذي امتع الملايين في فيلم "صوت الموسيقى" وقبل سنوات طويلة. جولي آندروز اليوم في الثالثة والستين من عمرها. والمفاجأة الاخرى، انها لسنة مضت، كانت لا تزال تغني في مسارح برودواي في نيويورك، في العرض الموسيقي "فيكتور/ فيكتوريا"، العرض الذي كانت قدمته فيلماً في السبعينات. في تصريحه الى المجلة، استبعد بليك امكان ان يعود الصوت الكريستالي للغناء مرة اخرى. وقال: لو عرفت لما اجرت العملية. فقد كان الأمر مجرد اورام حميدة على الحنجرة، وأخبرها الاطباء انها ستكون على ما يرام خلال ستة اسابيع من العملية، وان صوتها سيعود الى ما كان عليه في السابق. لطالما اعتبرت البريطانية جولي آندروز نفسها مغنية تمثل، اكثر من كونها ممثلة تغني. وكان كلا المجالين جزءاً شديد الأهمية في حياتها. بدأت حياتها الفنية في الثالثة عشرة، عندما دخل صوتها العرض المسرحي آنذاك "الأميرة اليزابيث"، وكان واضحاً ان هذه الصغيرة دلفت مجال الفن بكليتها ونقائها. في 1964 مثلت دور المربية ميري بوبينز في الفيلم الموسيقي الذي حمل الاسم نفسه وهو فيلم ساحر لم يشتهر في المنطقة العربية، مليء بالخيال الجميل، فيه تقوم آندروز بدور مربية ساحرة تحب الاطفال، وتتعامل معهم ببراءتهم وخيالهم الخصب. في السنة التالية، جاء فيلم "صوت الموسيقى"، وقامت فيه بدور المربية النمسوية ماريا فون تراب. بعد هذين الفيلمين، اشتهرت جولي آندروز كنجمة عالمية، لكن كان عليها ان تناضل سنوات طويلة لكي تتخلص من نمطية الادوار التي شهرتها، من دون فائدة، مما سبب لها الاحباط وراحت تردد: "انا لست ميري بوبينز، انا ممثلة، لا اريد للآخرين ان يسجنوني في دور واحد". في فيلمها الاخير "دويتو لواحد" 1987، قدمت نمطاً جديداً: شخصية امرأة تطلق المسبات وتعشق خادمتها، وفيه حصلت على تقريظ نقدي جيد، الا ان الفيلم لم يحقق ارباحاً في شباك التذاكر. ولدت جوليا اليزابيث ويلز - وهو اسمها الاصلي - عام 1935، في منطقة ويلتون اون تيمز، في انكلترا، لأم سكيرة وزوج ام، وكان كلاهما يؤديان عروضاً موسيقية عامة. من هذا البيت انطلقت الطفلة الموهوبة باتجاه الغناء والتمثيل، لكن تاريخها الشخصي المبكر، اشتمل ايضاً على عمل في الفنادق الرخيصة. تتذكر تلك المرحلة قائلة: "كانت مرحلة رثة، لكن المرء يتعلم منها الكثير". ببلوغها سن الثامنة عشرة، شعرت ان مجالها الذي تحبه انتهى. كانت تشعر بارتباك هويتها الموسيقية. واستمر هذا الشعور الى ان حصلت على دور في العرض المسرحي الموسيقي "سيدتي الجميلة"، بعدها تبين لها انها قادرة على اضحاك الجمهور ايضاً، ثم بدأت تشعر بقيمة نفسها. الا ان هذه الفنانة الموهوبة تحمل شكوك المبدعين الحقيقيين في كمال ما يقدمون، فقد اصيبت بانهيار عصبي في اعقاب نجاح فيلمها "صوت الموسيقى"، وبدأت تتردد على طبيب نفسي. والغريب انها في تلك السنة عدت من الفنانين الأعلى اجراً في هوليوود. وكان نجاحها مدوياً، الا انها لم تكن سعيدة، ولم تكن تعرف السبب. ثم انتهى زواجها من مصمم الاستعراضات في مسارح برودواي، توني ويلتون عام 1969. بعد ذلك تزوجت من الكاتب والمخرج بليك ادوارد الذي اشتهر بإخراج سلسلة افلام بيتر سيللر الكوميدية "النمر الوردي". نتج عن هذا الارتباط عمل مشترك مع زوجها، في اثنين من الافلام ذات الموازنة الضخمة، وهما "نجمة"، ثم "دارلنغ ليلي". وتحت قيادته ظهرت في افلام عدة منها "فيكتور/ فيكتوريا" الذي رشحت عن دورها فيه للأوسكار. في 1993، عادت اندروز للمسرح في عرض "إجمعه مع بعض". كان ذلك ظهورها المسرحي الأول بعد قيامها بالدور الرئيسي امام ريتشارد بيرتون، في مسرحية "كاميلوت" عام 1960. ومدحها النقاد بعد هذه العودة، وحصلت على اعجاب الجمهور، الى حد انها كانت تضطر للخروج من باب سري بعد انتهاء العرض يومياً هرباً من المعجبين. ثم بعد بلوغها الستين قبل ثلاث سنوات ادت بطولة "فيكتور/ فيكتوريا" بنسختها المسرحية هذه المرة. الا ان لدى جولي آندروز اخباراً ايجابية موازية، فهي تعكف على كتابة كتابها الثالث للأطفال، ويعتقد انه يحمل شيئاً من سيرتها الذاتية، كما انها منشغلة بشكل كبير مع الجمعيات الخيرية. يذكر ان للفنانة ابنة في الخامسة والثلاثين من زوجها السابق، وابنتين في الثالثة والعشرين والرابعة والعشرين كانت تبنتهما قبل سنوات مع زوجها الحالي. "لن تغني ثانية، لكنها لن تكون كسولة وعاطلة، ما زال لديها الكثير من الحياة".