اكد الدكتور اسماعيل أحمد ياغي استاذ التاريخ في كلية الآداب للبنات في الرياض ان الملك عبدالعزيز "اولى جل اهتمامه للقضية الفلسطينية، وحمل على كاهله عبء هذه القضية منذ بداياتها الأولى، وجعلها في مقدم أولويات القضايا التي يتولاها برعايته منذ وعد بلفور عام 1917". وقال ياغي في بحث عن "الملك عبدالعزيز وقضية فلسطين" القاه في مؤتمر المملكة في مئة عام امس ان "الملك عبدالعزيز رفض كل محاولات بريطانيا الهادفة إلى انتزاع شبه اعتراف بالوطن القومي لليهود". وواصل المؤتمر الذي يعقد في الرياض بمناسبة احتفال المملكة العربية السعودية بمرور مئة سنة على تأسيسها، جلساته أمس بمناقشة آخر البحوث واوراق العمل تمهيداً لاعلان توصياته اليوم . واشار ياغي الى "ان الملك عبدالعزيز كان على اتصال دائم بمفتي فلسطين الحاج الحسيني وقادة الثورة الفلسطينية ووجهاء فلسطين، للإطلاع على أحوال شعبها"، مشيراً الى اتصالاته بزعماء العالم، ورسائله الى الرئيس الاميركي آنذاك فرانكلين روزفلت. واضاف ان الملك عبدالعزيز "أكد للرئيس روزفلت خلال لقائهما عام 1945 الحق التاريخي للعرب في فلسطين، ودحض ادعاءات اليهود، كما اكد لروزفلت وتشرشل رئيس وزراء بريطانيا مدى الظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني من وعد بلفور والهجرة اليهودية ومحاولات بريطانيا تهويد فلسطين، ووعد روزفلت الملك عبدالعزيز بعدم اتخاذ أي قرار يضر بمصالح العرب، واعترف بأن ما وعاه عن القضية من الملك خلال المقابلة هو أكثر بكثير مما كان يعرفه في السابق، ورغم ذلك أنكر الرئيس الأميركي ترومان الذي حل محل روزفلت بعد وفاته كل الوعود التي قطعها روزفلت على نفسه للعرب وللملك عبدالعزيز خصوصاً". وذكر ياغي ان الملك عبدالعزيز طالب القادة العرب بدعم الشعب الفلسطيني بالأموال والسلاح والمتطوعين، و"رفضت الدول العربية ذلك، لأنها لم تكن متفقة في الهدف والتنسيق والخطة. رغم ذلك، اشترك الجيش السعودي بفرقة رمزية انضمت إلى الجيش المصري الذي دخل غزة عام 1948، كما دخل شبان سعوديون متطوعون فلسطين وشاركوا في المعارك، وأبلوا بلاء حسناً. واعترف الشعب الفلسطيني، وبخاصة أهل غزة، بجهود الملك عبدالعزيز والشعب السعودي في دعم القضية". وعرض الأمير سعود عبدالله بن ثنيان آل سعود أمس في بحث عن "التخصيص: ماهيته وأبعاد تطبيقه في المملكة" مفهوم التخصيص، والمزايا والأنماط، والمعوقات التي تواجهه وسبل التغلب عليها، وناقش دور القطاع الخاص في المملكة وتوجه الدولة لإعطائه الفرصة وزيادة مساهمته في التنمية. وقدم الدكتور محمد احسان بوحليقة ورقة عمل عن مساهمة القطاع الخاص في الاقتصاد السعودي، وتناول بدايات تشييد البنية التحتية، وعرض لبرنامج التنمية كما عبر عنه الملك عبدالعزيز في منتصف الاربعينات. وتحدث الدكتور صالح العذل في بحثه عن "التطور العالمي والتقني في السعودية" عن الطفرة التنموية الشاملة، فيما قدم الشيخ محمد العبودي بحثاً عن "مساعدات المملكة العربية السعودية للمسلمين والاقليات المسلمة". واشار الى ان المملكة طبّقت سياسة التضامن الاسلامي التي تقتضي التعاون مع المسلمين على البر والتقوى. وتناول انشاء رابطة العالم الاسلامي في مكةالمكرمة لتبليغ دعوة الاسلام ودحض الشبهات الموجهة اليه، وتقديم الخدمات الثقافية. واعتبر اللواء أنور ماجد عشقي في بحثه عن "منهج الملك عبدالعزيز الإستراتيجي وتطبيقاته الحربية" ان "صمود المملكة العربية السعودية دليل على الفكر التكتيكي الذي تبناه الملك عبدالعزيز في تشييده لهذا الكيان، وهو نجح في ايجاد استراتيجية تعتمد على ستة عناصر هي القوة العسكرية والإمكانات الإقتصادية والبعد السياسي والموقع الجغرافي والقوة المعنوية والتخطيط السليم". وفي بحث عن "الثوابت والمتغيرات في المجتمع السعودي" ذكر الدكتور عبدالله بن حسين الخليفة أن المجتمع السعودي ذو مرجعية دينية عميقة تشكل بنيته الأساسية.