تكشف مقدمة هذا الكتاب عن أهمية القضية الفلسطينية كقضية محورية استقطبت اهتمام العرب والمسلمين في أنحاء الأرض كافة خاصة المملكة العربية السعودية التي أولت القضية الفلسطينية وقضية القدس اهتماما كبيرا. فالمملكة تعتبرها قضية مركزية وهي محور سياستها الخارجية وعلاقتها الدولية وقد وقفت المملكة منذ عهد الملك المؤسس وحتى الآن مساندة لهذه القضية بكل الوسائل المتاحة. ويبدأ الكتاب بالحديث عن الملك المؤسس: نشأته وصفاته القيادية مبينا ان الملك عبدالعزيز آل سعود من الذين صنعوا التاريخ فهو مؤسس دولة وباعث نهضة هذه الدولة أخذت على عاقتها مساندة القضايا العربية والإسلامية منذ تأسيسها وحتى هذا اليوم. الملك عبد العزيز والقضية الفلسطينية كان للملك عبد العزيز مواقفه المبدئية من المؤتمرات والثورات الفلسطينية وكانت إسهاماته بادية للعيان وقد استعرض الكتاب الاحداث والتطورات وموقف الملك عبدالعزيز منها. وتناول الكتاب في البداية وعد بلفور وصداه في العالم العربي واستنكار الملك عبدالعزيز ورفضه كل ادعاءات اليهود وحقهم في فلسطين فذكر ذلك في مراسلاته ولقاءاته مع كبار الساسة الأمريكيين والإنجليز. وينقل الكتاب بعض مقتطفات من رسالة ابن سعود / روزفلت في 10 مارس 1945 م معتبرا قيام دولة يهودية في فلسطين ضربة قاضية للكيان العربي وتهديدا مستمرا للسلم. ولقد رفض الملك عبد العزيز ضغط اليهود للاعتراف بوعد بلفور والانتداب البريطاني وذلك اثناء المفاوضات بشأن مشروع اتفاقية جدة مايو / 1927 كما رفض دعما ماديا عاليا كبيرا من اليهود من اجل تأسيس وطن لليهود في فلسطين. ويتحدث الكتاب عن موقف الملك المؤسس من ثورة البراق 1348 ه / 1929 حيث استنكر ما قام به اليهود وطالب بريطانيا بمعاقبة الجناة. كما كان هناك موقف سعودي من الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 ومساندة الثورة ومناقشة الإنجليز بشأنها مما جعل بريطانيا تتعهد سرا للملك عبد العزيز بوقف الهجرة اليهودية الى فلسطين .. وكانت بريطانيا ترى في الملك أنه رجل معتدل وواقعي الاتجاه ومتزن ورزين وكانت هناك مراسلات عديدة بينه وبين بريطانيا وضع خلالها اسباب اهتمامه بالقضية الفلسطينية وكان ينتهز كل فرصة تسنح للدفاع عن فلسطين رغم مشاغله في توطيد أركان الدولة السعودية. الاتصالات السعودية الأمريكية بدأت الاتصالات السعودية بالولايات المتحدة منذ عام 1938 م بالاتصال بالرئيس روزفلت بخصوص قضية فلسطين عبر رسالة حوت حقائق هامة تنفيذا لادعاءات اليهود وتأكيدا لحق العرب ..وقد أرسل روزفلت مبعوثا شخصيا للملك عبدالعزيز ليعرض عليه افكارا خاصة باليهود وحاول أن يقنعه بمقابلة (وايزمان) لكن الملك رفض. وكانت هناك رسالة ثانية في أبريل 1943 م يحذر أمريكا من خطورة الدعاية الصهيونية التي تحاول إثارة الرأي العام الأمريكي. وفي ربيع الأول 1364 ه ، فبراير 1945 اجتمع روزفلت مع الملك عبد العزيز على ظهر الطراد الأمريكي في قناة السويس بمصر ورفض الملك كل محاولات روزفلت بتوطين اليهود في فلسطين .. وقال روزفلت بعدها: ما عرفته من ابن سعود عن فلسطين في خمس دقائق أكثر مما عرفته في حياتي كلها .. كما اجتمع الملك عبد العزيز بتشرشل في الفيوم بمصر ووعد بمساعدة العرب ولكنه أخل بوعده. وهكذا كان الملك عبد العزيز في فضائله ونقائه وسياسته الخارجية. كان للمملكة موقفها في اطار الجامعة العربية والمؤتمرات التي عقدت بعد ذلك قبل وبعد قرار التقسيم واثناء القتال قاد الملك عبدالعزيز حملة قوية ضد أمريكاوبريطانيا وحملهما مسئولية ما يقع في فلسطين .. وامر القوات السعودية بالاشتراك في الحرب. ويتضمن الكتاب مجموعة من الملاحق تضمنت بعض مراسلات الملك عبد العزيز مع القادة الإنجليز والأمريكان وقتها. الكتاب: موقف الملك عبد العزيز من قضية فلسطين المؤلف: د. اسماعيل احمد ياغي الناشر: مكتبة العبيكان. ط1 الصفحات: (180) صفحة قطع وسط