فاز رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو - كما كان متوقعاً - برئاسة حزب ليكود على منافسه الوحيد في الانتخابات التمهيدية موشيه ارينز وحصل نتانياهو على 88 في المئة من أصوات الناخبين في حزب ليكود فيما صوّت 12 في المئة منهم لأرينز. وعكست النسبة الضئيلة للذين أدلوا بأصواتهم 35 في المئة من اعضاء ليكود الرسميين عدم الاكتراث السائد بين اعضاء الحزب، خصوصاً انه لم يتبق فيه الا شخصيات ثانوية بعد ان انفض وزراء العلوم والمال والخارجية والدفاع من حوله. أما الشخصيات المهمة فقد بقيت الى جانب نتانياهو لاحراز مكاسب شخصية. وخير مثال على ذلك وزير الخارجية ارييل شارون الذي اشترط لقبوله بالوزارة الحصول على اتفاق قانوني موقع من قبل نتانياهو وبشهادة وزير المال المستقيل يعقوب نئمان. غير ان نتانياهو سيواجه معركة اصعب من تلك التي خاضها ضد وزير دفاع سابق اعتزل السياسة بعد هزيمة واختاره نتانياهو ليكون وزير دفاعه الجديد قبل ان يذهب الى صندوق الاقتراع. والمعركة الحقيقية ستكون يوم الانتخابات في 17 ايار مايو المقبل. وان كان اقطاب حزب الوسط الاربعة لم يخرجوا مساء اول من امس ببرنامج "خارق في التميز" عن ما تعجّ به الساحة الحزبية في الدولة العربية في مؤتمرهم الصحافي الذي اعلنوا فيه عن انطلاقة حزبهم الجديد، الا انهم جميعاً تميزوا بالتسلح بعزيمة رجل واحد على تحقيق هدف واحد: التخلص من رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي نتانياهو. وفي الوقت الذي يتحدث فيه الاسرائيليون عن "الايديولوجيا التي قضت نحبها في الدولة العبرية" بسبب تقلص الخلافات الرئيسية بين الحزبين الرئيسيين وبسبب الاصطفافات الحزبية الجديدة وتنقل الشخصيات السياسية من حزب الى آخر، من دون أخذٍ في الاعتبار للمذاهب والافكار الايديولوجية في النقاش السياسي المحتد على اعتاب الانتخابات المقبلة، يؤكد آخرون ان حزب الوسط الجديد خرج من رحم "الميوعة والتسيّب السياسي" ب "ايديولوجية جديدة" تشكل من ألفها الى يائها عنصراً واحداً هو الاطاحة بالرجل الذي يعيش في "فراغ قيم"، على حدّ تعبير احد المحللين السياسيين الاسرائيليين. وهذا ما حمل اسحاق موردخاي، التقليدي على الجلوس الى جانب رئيس بلدية تل ابيب السابق روني ميلو "الثوري"، وكذلك دان مريدور اليميني المتطرف تلميذ اسحق شامير الجنرال المعروف بميوله اليسارية. الكراهية التي يحملها هؤلاء لنتانياهو حملت شاحاك ومريدور وميلو الاشكناز الغربيين على ان يوافقوا على ترشيح موردخاي المزراحيم الشرقي لرئاسة الوزراء للمرة الاولى في تاريخ الدولة العبرية، اذا كان هذا هو الثمن الذي عليهم ان يدفعوه للتخلص من نتانياهو. وقد تجاهل زعيم حزب العمل ايهود باراك نفسه مسألة انشاء حزب جديد وكرّس جلّ اهتمامه في احد "برامج الثرثرة" على التلفزيون الاسرائيلي لشن حرب لا هوادة فيها على نتانياهو. وعندما سئل عن اقطاب حزب الوسط قال: "انهم اشخاص جيدون". ولكن نتانياهو لا يزال يعتقد بأنه الاوفر حظاً بالفوز في انتخابات ايار مايو لانه كما يقول كبار قادة ليكود يتربع على عرش حزب اليمين الرئيسي وسيحصل على دعم اقصى اليمين.