وقّع العاهل الاردني الملك حسين مرسوماً ملكياً قضى بتعيين نجله الاكبر الأمير عبدالله ولياً للعهد ليحسم في شكل نهائي التكهنات ازاء الولاية على عرش المملكة الهاشمية. واكدت مصادر القصر الملكي ل "الحياة" ان الملك حسين وقّع المرسوم ليل اول من امس بعد اربعة ايام على تنحيته شقيقه الاصغر الأمير الحسن من ولاية العهد راجع ص 3 وكانت التكهنات انصبّت على احتمال اختيار الملك حسين نجله الأمير عبدالله 36 سنة وهو قائد العمليات الخاصة في القوات المسلحة، او نجله الأمير حمزة 19 سنة الذي يتابع دراساته العسكرية في ساندهيرست قرب لندن. وكان متوقعاً بحسب المصادر اعلان المرسوم الملكي ليل امس، ونشر نص رسالة سيوجهها الملك حسين الى الأمير الحسن يوضح فيها مبررات التغيير في الولاية على العرش، التي احتفظ بها الأمير الحسن اكثر من 33 سنة. وجاء الحسم الملكي، بعد المخاض الذي استغرق اياماً ليشيع ارتياحاً ملحوظاً في الاوساط الشعبية اثر حال القلق التي انتابت الاردنيين بسبب عدم معرفتهم طبيعة التغيير المرتقب. وكان الملك حسين، الذي عاد الاسبوع الماضي الى بلاده بعد خضوعه فترة ستة شهور للعلاج في الولاياتالمتحدة، اشار الى انه عاد لاجراء مراجعة شاملة للاوضاع الداخلية بما في ذلك معاودة النظر في مسألة خلافته، بهدف طمأنة المواطنين الى مستقبلهم. ووجه العاهل الاردني انتقادات غير مباشرة لاسلوب الأمير الحسن في ادارة شؤون الدولة خلال غيابه، والذي خلق انطباعاً بأن السلطة تنتقل الى ولي العهد. وساهمت السياسة الاعلامية التي ادارها مكتب الاخير في خلق انطباع بوجود معسكرين، احدهما تمسك بالولاء للملك والآخر بدأ يتحول للاحتكام الى ولي عهده باعتباره الملك المقبل. الى ذلك قال مرجع سياسي قريب الى الأمير عبدالله ان ولي العهد الجديد استطاع خلال فترة قياسية ان يؤسس قاعدة شعبية واسعة، بخاصة في اوساط القوات المسلحة. واوضح ان الأمير عبدالله تمكن من بناء "علاقات استراتيجية" مع القيادات السياسية والعسكرية في الدول العربية، بخاصة الدول الخليجية، واستطاع بصمت ان يبني جسوراً للاردن مع المحيط العربي، من خلال علاقاته مع المسؤولين العسكريين في تلك الدول. وزاد ان الأمير عبدالله جعل القوات الخاصة التي يرأسها نموذجاً عسكرياً لجهة الجاهزية والقدرات القتالية كما استطاع ان يجمع افراد العائلة واخوته من حوله كما فعل والده، وحافظ على علاقات متميزة مع الجميع. واشار الى ان الأمير عبدالله اصطحب الأمير حمزة الى كلية ساندهيرست العسكرية قبل اسبوعين لدى انخراطه فيها لتلقي الدراسات العسكرية، فضلاً عن اشرافه على التدريب العسكري لأخوانه. الى ذلك اكد وزير الخارجية الأردني السيد عبدالاله الخطيب امس ان النائب الأول لرئيس الوزراء الكويتي وزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد، سيصل الى عمان اليوم في أول زيارة من نوعها لمسؤول كويتي على هذا المستوى منذ أزمة الخليج عام 1990. وقالت المصادر ان الزيارة ستكون "خطوة في اتجاه عودة العلاقات الاخوية والديبلوماسية بين البلدين الى وضعها الطبيعي" بعد سنوات من الفتور الذي اعقب توتر العلاقات بينهما بسبب الازمة وحرب الخليج. وسيلتقي الوزير الكويتي الملك حسين لتهنئته بعودته الى بلاده اثر خضوعه لستة اشهر من العلاج الكيماوي ضد سرطان الغدد الليمفاوية. وأكد الخطيب انه سيزور الكويت قريباً في سياق تحسين العلاقات الثنائية. ولم تستبعد المصادر ان تعلن قريباً عودة العلاقات الديبلوماسية الكاملة بين البلدين، وتعيين سفير اردني في الكويت وكويتي في عمان.