تعتزم الأممالمتحدة إعادة فتح مكاتبها في أفغانستان والتي كانت أغلقت في أعقاب مقتل جندي ايطالي من قواتها وموظفين أفغانيين في هجمات تعرضت لها، إثر الغارات الأميركية على أفغانستان في آب اغسطس الماضي. ورأى مراقبون في الزيارة التي يبدأها اليوم منسق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة إيريك دو مول إلى قندهار معقل حركة "طالبان"، مؤشراً إلى هذه الرغبة لدى المنظمة الدولية. وقال في إسلام آباد قبل مغادرته إلى أفغانستان: "إنها فكرة جيدة أن نقوم بزيارة إلى السلطات في قندهار". وتزامن ذلك مع إعلان التحالف المناهض ل "طالبان" عن تحقيقه انتصارات في شمال أفغانستان حيث أفادت مصادره أن قواته قتلت أكثر من خمسين من مقاتلي الحركة وأسرت 410 من أفرادها، الأمر الذي نفته مصادر الحركة. كما تزامن مع اعلان التحالف أمس الأحد عن تشكيل "مجلس عسكري أعلى" بقيادة الجنرال أحمد شاه مسعود للتصدي ل "طالبان". وهي المرة الأولى التي يظهر مسعود بمنصب علني منذ تخليه عن منصبه وزيراً للدفاع في حكومة الرئيس المخلوع برهان الدين رباني. وشدد المسؤول الدولي عشية سفره إلى أفغانستان على ضرورة أن تواصل "طالبان" السعي من أجل القبض على الجناة الذين تسببوا في مقتل موظفي الأممالمتحدة، وذلك قبل نهاية المهلة التي حددتها المنظمة الدولية في نهاية شباط فبراير المقبل. غير ان الحركة تقول إنها فشلت في القبض على الجناة. وأبلغت مصادر قريبة من المنظمة الدولية ل "الحياة" ان الأخيرة تواجه مأزقاً في ظل رغبة منظمات الاغاثة التي تمولها المنظمة الدولية بالعودة إلى افغانستان حتى من دون موافقة الأممالمتحدة. وكانت حوالى عشرين منظمة اغاثة عادت إلى أفغانستان في الأيام القليلة الماضية، خصوصاً مع تزايد حاجة الشعب الأفغاني إلى المساعدة في هذا الشتاء القارس. ويبدو ان المنظمة الدولية غير قادرة على اقناع العالم والدول المانحة بشكل خاص بوجود 50 من موظفيها في إسلام آباد بينما الشعب الأفغاني يرزح تحت نير الفقر والعوز. ولعل هذا ما ألمح إليه المسؤول الدولي بقوله إن موظفي الأممالمتحدة الموجودين في إسلام آباد يرغبون بالعودة إلى افغانستان.