ركز فريق الادعاء في محاكمة الرئيس بيل كلينتون امام مجلس الشيوخ على ان فضيحة "مونيكا غيت" لا تدور حول الجنس بل "الكذب تحت القسم" و"عرقلة مجرى العدالة". وواصل الفريق المؤلف من 13 عضواً من مجلس النواب يرأسهم رئيس اللجنة القضائية النائب هنري هايد في تقديم مرافعاتهم لليوم الثاني على التوالي امس امام رئيس المحكمة القاضي وليام رينكويست، بعدما أمضوا حوالى 7 ساعات بعد ظهر الخميس، في طرح القضية امام الاعضاء المئة في مجلس الشيوخ يلعبون دور المحلفين والذين جلسوا صامتين كون القانون يمنعهم من الكلام تحت طائلة مواجهة عقوبة السجن. راجع ص7 وبدا واضحاً ان ما قيل خلال الساعات الپ48 الماضية وما سيقال اليوم السبت من قبل ممثلي الادعاء كان مجرد عملية تكرار لمواقفهم الداعية الى ادانة الرئيس كلينتون وعزله من منصبه ومنعه من تبوء اي منصب عام في المستقبل وهي مواقف سبق وأن طرحت الشهر الماضي، سواء داخل اللجنة القضائية او في النقاش الذي دار بين اعضاء مجلس النواب والذي أدى الى توجيه الاتهام للرئيس، فاتحاً الباب امام عملية دستورية مؤلمة تواجهها الولاياتالمتحدة حالياً. وكان من الطبيعي ان يركز المدعون على اتهام الرئيس بتفادي قول الحقيقة ومحاولة التأثير على الشهود واخفاء الادلة. وقال احد اعضاء فريق الادعاء النائب جيمس سنسينبرينر ان الرئيس "قرر ان يضع نفسه فوق القانون ليس مرة واحدة ولا مرتين بل مراراً". ولوحظ ان مرافعات الادعاء التي ستنتهي مساء اليوم السبت كانت تستهدف رغم تكرار مضمونها، اقناع المحلفين اعضاء مجلس الشيوخ بضرورة الموافقة على استدعاء الشهود الرئيسيين وخصوصاً مونيكا لوينسكي وبتي كوري سكرتيرة الرئيس وصديقه فرنان جوردان، وكاثلين ويلي التي اتهمته بالتحرش بها، للاستماع اليهم. وحجة المدعين الجمهوريين هي ان الدفاع يفسر الشهادات السابقة التي ادلى بها هؤلاء على طريقته ليثبت ان المحاكمة غير ضرورية وان المطلوب الغاؤها كون ما قام به كلينتون "لا يشكل جريمة دستورية كبيرة". وحاول المدعون مراراً ان يثبتوا حاجة المحاكمة الى الشهود لكي يستمع الاعضاء المحلفون الى الحقيقة من افواههم. وهزأ الشيوخ الديموقراطيون بعد خروجهم من قاعة المجلس بالادعاء وقالوا ان لا جديد في المرافعات الحالية وان دعوة لوينسكي الى الشهادة، ستكون مجرد مشهد مثير وان معظم الشعب الاميركي لن يرحب بذلك. وقال السيناتور الديموقراطي توم هاركينغ ان الجمهوريين وضعوا انفسهم في "علبة" عندما ينادون بدعوة لوينسكي الى الشهادة. فمن جهة، يقولون ان لديهم ادلة كافية لادانة الرئيس ومن جهة اخرى، يقولون: نريد شهوداً لكي نثبت ذلك. وتفادى الرئيس كلينتون المحاكمة خلال اليومين الماضيين وتابع برامج عمله العادية فخرج من واشنطن الخميس الى مدينة الكسندريا في فرجينيا وتوجه امس الى نيويورك. وأكد مستشاره لشؤون الكونغرس غريغ كريغ ان الدفاع يعكف حالياً على التحضير لمرافعاته الاسبوع المقبل وان هذا الدفاع سيكون قوياً. كذلك اعتبر السيناتور الديموقراطي السابق جورج ميتشيل القريب من البيت الأبيض والذي يحظى باحترام لدى الاعضاء الديموقراطيين والجمهوريين في مجلس الشيوخ، ان المطلوب وقف التحقيقات. ورأى "انها العلاقة الجنسية التي خضعت لأكبر قدر من التحقيقات في التاريخ"! وحادث الطرفة الوحيدة في مداولات الخميس الماضي كان من القاضي رينكويست الذي طلب من الشيوخ عدم الاستغراب اذا وقف وحرك عضلاته بين الحين والآخر.