أكدت مصادر قبلية ل "الحياة" ان مسلحين من قبيلة آل الجعيد، احدى قبائل دهم في محافظة الجوف المجاورة لمأرب، هم الذين خطفوا الخبير البريطاني جون بروك الذي يعمل في احدى شركات الخدمات النفطية. وقالت ان العملية تمت في ساحة مقر وزارة النفط في منطقة ماربيس بعد ظهر السبت. وأفادت هذه المصادر، كذلك السلطات المحلية، ان الخاطفين اتجهوا بالرهينة البريطاني الى منطقة آل الجعيد وأخفوا مكان وجوده، فيما تعهدت السلطات اليمنية بالافراج عنه من دون اللجوء للقوة العسكرية على غرار ما حدث أثناء تحرير السياح الغربيين في أبين أواخر الشهر الماضي. وأكدت مصادر في السفارة البريطانية في صنعاء ان سلطات الأمن اليمنية تعهدت باطلاق جون بروك في أقرب وقت من دون أن يصيبه أذى. وأوضحت مصادر قبلية ل "الحياة" ان الخاطفين يطالبون السلطات الحكومية باطلاق سراح أحد أبناء القبيلة، الموجود رهن الاعتقال القضائي بتهمة قتل أحد مشائخ آل الحارثي من أبناء منطقة بيحان محافظة شبوه شرق البلاد المجاورة لمأرب بسبب ثأر قديم بين القبيلتين، وأن قضية القاتل قاضي بن عجيم الذي يطالب الخاطفون باطلاقه معروضة منذ نحو شهرين أمام محكمة مأرب الابتدائية. وأضافت المصادر أن حادث القتل وقع قبل أكثر من عامين في مدينة مأرب وأن القاتل هرب الى السعودية ثم سلمته السلطات السعودية الى السلطات اليمنية قبل عدة أشهر بناء على طلب وزارة الداخلية اليمنية وبموجب الاتفاق الأمني بين البلدين. وكانت سلطات دولة الامارات العربية المتحدة طلبت بدورها من السلطات السعودية تسليمها القاتل باعتبار ان المقتول ناصر بن علي الحارثي يمني لكنه حاصل على الجنسية الاماراتية. وفي هذا السياق أشارت مصادر السلطات المحلية في الجوف الى أن وسطاء من وجهاء ومشائخ قبيلتي عبيده في محافظة مأرب ودهم من محافظة الجوف ينتمي اليها الخاطفون توجهوا صباح أمس للتفاوض مع الخاطفين، ومن بين هؤلاء الشيخ أمين العكيمي والشيخ أحمد السنتيل من مشائخ دهم، والشيخ محسن بن معيلي والشيخ علي بن غريب من مشائخ عبيده. الى ذلك أكدت سلطات الأمن اليمنية أن حادث اختطاف الخبير البريطاني جون بروك لا علاقة له بجماعة حادث اختطاف السياح في أبين أو بالمتهمين الآخرين، وان لا دوافع سياسية أو دينية لهذا الحادث، كما كانت لعملية خطف السياح في أبين. لكن السلطات أشارت الى أن الخاطفين يطالبون بالافراج عن شخص متهم بارتكاب جرائم سرقة وسطو وقطع طرق وقتل، وأكدت انها لن تستسلم لابتزاز الخاطفين. من جهة أخرى علمت "الحياة" من مصادر حكومية ان رئيس الوزراء اليمني الدكتور عبدالكريم الارياني التقى السفير البريطاني فيكتور هندرسون، الذي التقاه ايضاً أمس وزير الداخلية اللواء حسين عرب. وأوضحت المصادر ان اللقاءين كرسا للبحث في عملية خطف البريطاني جون بروك. وقد طمأنت السلطات اليمنية السفير البريطاني الى أنها لا تعتزم استخدام القوة مع خاطفي بروك في الوقت الراهن وأنها ستعطي الفرصة الكافية للتفاوض وانهاء المشكلة سلمياً، لكنها في الوقت نفسه لن ترضخ للابتزاز من جانب الخاطفين. وزادت ان السفير البريطاني عرض مع الارياني وعرب آخر تطورات التحقيق مع المتهمين البريطانيين الخمسة المحتجزين في عدن بتهمة التخطيط لأعمال تخريبية وارهابية في اليمن بالاضافة الى نتائج التحقيقات في قضية السياح الغربيين الذين خطفتهم جماعة ارهابية في أبين والعلاقة بين فريق التحقيق البريطاني واجهزة الأمن اليمنية في هذه القضية.