برازيليا - رويترز - حاولت البرازيل تخفيف الضغط عن عملتها المتداعية وباعت دولارات للمرة الاولى منذ اسبوع لوقف انخفاض قيمة الريال الذي ينذر بمزيد من الفوضى في الاسواق الصاعدة في العالم. وقال تجار ان البنك المركزي طرح نحو مئة مليون دولار من احتياطاته في سوق الصرف الاجنبية من خلال "بنكو دو برازيل" الحكومي. ورفض البنك المركزي التعقيب. وانفق البنك 40 بليون دولار من احتياطات العملات الصعبة في الاشهر الستة الماضية في محاولته الدفاع عن الريال قبل ان يعمد في نهاية الامر الى تعويمه وسط ضغوط كاسحة الاسبوع الماضي. وازالت تلك الخطوة في الواقع اساس انتعاش عمره خمس سنوات في البرازيل بعد عقود من التضخم المفرط واثارت مخاوف في الاسواق الدولية ان ينهار ثامن اكبر اقتصاد في العالم لتهوي معه اميركا اللاتينيه كلها. ويشعر المستثمرون بالقلق خشية ان تفرض ازمة البرازيل ضغوطا على الصين وسعر الصرف المقيد لعملتها. وعززت مبيعات الدولار مساء الجمعة الريال موقتا وارتفع سبعة سنتات على اقفال الخميس لكنه تراجع لاحقاً من 1.65 الى 1.72 مقابل الدولار في نهاية التعامل منخفضاً 30 في المئة تقريبا منذ تفجر ازمة العملة في 13 كانون الثاني يناير . وقال متعاملون ان "بنكو دو برازيل" يضخ كميات صغيرة نسبيا من الدولارات في الاسواق لسد النقص في العملة الخضراء الذي سببه تدخل البنك المركزي خلال الاسبوع السابق مما وضع ضغوطاً جديدة على الريال. وقال احد المتعاملين: "يبدو ان بنكو دو برازيل تدخل خمس مرات او ست في السوق الجمعة مما بعث ارتياحاً في السوق". غير ان تدفقات نقدية اخرى الى الخارج حجمها نحو 400 مليون دولار الجمعة تعني ان من المحتمل ان يتعرض الريال الى مزيد من الضغوط الاسبوع المقبل. وهبطت الاسهم الاوروبية اكثر من اثنين في المئة بسبب مخاوف ان الازمة في البرازيل قد تخرج اقتصادات اميركا اللاتينية الاخرى وآسيا عن مسارها. واقفل مؤشر داو جونز الصناعي منخفضا نحو 1.5 في المئة. وفي ساو باولو، المركز المالي للبرازيل، هبطت الاسهم نحو ثلاثة في المئة اذ يراقب المستثمرون في قلق استمرار التدفقات المالية الى الخارج. ومع انتشار التكهنات بأن البرازيل قد تضطر الى اتخاذ اجراء جذري للسيطرة على الريال المتهاوي حاول رئيس البنك المركزي تبديد الاشاعات عن قيود هائلة على تحويل العملة وهي خطوة يخشاها تجار النقد الاجنبي. وقال فرانشيسكو لوبيز رئيس البنك المركزي في تعقيب للصحافيين ورداً على سؤال عن امكانات فرض قيود على التدفقات النقدية الدولارية الى الخارج: "لا تحت اي ظرف". وتبقى لدى البنك المركزي نحو 36 بليون دولار من الاحتياطات منها تسعة بلايين دولار من القروض الدولية الطارئة. واستبعد متحدث باسم الرئيس البرازيلي فرناندو هنريك كاردوسو ايضا فرض قيود على رؤوس الاموال وحاول التهوين من اشاعات عن زيادات ضريبية جديدة او خفوضات في الانفاق اضافة الى حملة تقشف كبيرة تجري بالفعل. وقال المتحدث: "فيما يتعلق باتخاذ اجراءات مالية جديدة فانه لايجري درس اي اجراء جديد". واتفقت البرازيل مع صندوق النقد الدولي على توفير 23.5 بليون دولار سنة 1999 في مقابل صفقة كبيرة من القروض الدولية في تشرين الثاني نوفمبر بعد الازمة الروسية. غير انه بعد ان اضطرت البرازيل الى خفض قيمة عملتها منذ نحو اسبوع قد يلتهم ارتفاع كلفة خدمة اعباء 38 بليون دولار من الديون الدولارية واثار زيادة اسعار الفائدة على باقي الديون الداخلية وقيمتها 174 بليون دولار كل هذه الاموال التي يتم توفيرها. وترددت في الاسواق في نيويورك ولندن كثير من الاشاعات التي تقول ان البرازيل لن تستطيع الوفاء بالتزامات ديونها كما فعلت روسيا العام الماضي. وكان مسؤولون منهم الرئيس كاردوسو قالوا مرارا انهم سيفون بكل اقساط الديون لكن دون جدوى. وقال سيوبان ماننغ محلل ديون اميركا اللاتينية في مؤسسة بين ويبر في نيويورك: "يتصور الناس اسوأ الاحتمالات... انهم لا يرون تحسناً في البرازيل في الاجل القصير ولا اعتقد انهم سيتخلفون عن دفع ديونهم واعتقد ان الحكومة ستستمر في مد اجل ديونها بشروط غير مواتية".