اغلق باب الترشيح للانتخابات التمهيدية داخل حزب ليكود أمس من دون أن يسجل وزير الدفاع الإسرائيلي اسحق موردخاي اسمه ضمن قائمة المرشحين، وذلك في خطوة أولى على طريق الانضمام إلى حزب الوسط الجديد، الذي أسسه رئيس الأركان السابق أمنون شاحاك. وحسم التحول في موقف وزير الدفاع نتائج استطلاع للرأي اتفق الوزير مع أقطاب حزب الوسط الثلاثة، شاحاك ودان مريدور وروني ميلو، في اجتماع سري، على اجرائه للتعرف إلى مدى شعبية كل منهم. وأظهر الاستطلاع الذي اطلع موردخاي على نتائجه قبل ساعة من اغلاق باب الترشيح في ليكود أنه الأوفر حظاً للفوز في الجولة الثانية من الانتخابات أمام بنيامين نتانياهو. وتبين من الاستطلاع أن شاحاك يتمتع بغالبية أكبر من أصوات موردخاي في الجولة الأولى، وهما معاً سيحصلان على نسبة أكبر من التي سيحصل عليها نتانياهو في الجولة الثانية.وبدا ان حزب الوسط قرر اختيار موردخاي مرشحاً لرئاسة الحكومة. وأظهر استطلاع آخر للرأي نشرت نتائجه أمس أن نتانياهو تخطى للمرة الأولى منافسة زعيم حزب العمل ايهود باراك في نسب الأصوات المحتملة في الانتخابات. وأعرب 47 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع عن تأييدهم نتانياهو مقابل 46 في المئة لباراك بحسب نتائج الاستطلاع التي نشرتها صيحفة "معاريف". وأعلن مكتب وزير الدفاع قبل دخول السبت العطلة اليهودية الأسبوعية ان موردخاي "طلب عقد لقاء مع رئيس الوزراء نتانياهو الأسبوع المقبل لاطلاعه على قراره في شأن وضعه الحزبي والسياسي قبل اعلانه للجمهور". وفيما امتنع نتانياهو عن التعليق على قرار وزير دفاعه، قال باراك إن هذا "يترك لنتانياهو مؤهلات ممتازة لالحاق الدمار"، في إشارة إلى احتمال قيام نتانياهو باعتداءات عسكرية على لبنان أو العراق أو بلد آخر لضمان فوزه في الانتخابات. ولدى موردخاي دوافع قوية لاتخاذه قراراً بمغادرة ليكود والانضمام إلى حزب الوسط على رغم مطالبة كبار جنرالات الجيش بعدم الانسحاب من ليكود، مما يعني تقديم استقالته كوزير للدفاع ونقل مهمات هذا المنصب إلى نتانياهو. موردخاي، الكردي الأصل والرجل العسكري الذي يحظى بشعبية واسعة، ساهم في شكل كبير في فوز نتانياهو في انتخابات 1996، لكن الأخير في نظر الوزير كان جاحداً ولم يقدر مساعدته وتجاهله في كثير من المسائل الأمنية والسياسية، بل كاد يوقع الجيش في مواجهات رأت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ان لا ضرورة لها. ووصف موردخاي مرة سياسة نتانياهو في ما يتعلق بالمفاوضات مع الفلسطينيين بأنها "خطوة واحدة إلى أمام وخطوتان إلى خلف". وهدد خلال مفاوضات واي بلانتيشن بالانسحاب من الحكومة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق. وحتى بعد الاعلان عن تقديم موعد الانتخابات، لم يتوان نتانياهو عن توجيه الاهانة لموردخاي من خلال وعد ألد أعدائه اللواء في الاحتياط متان فلنائي باعطائه منصب وزير الدفاع في الحكومة المقبلة، وكرر العرض ذاته على يوسي بيلد. وأعلن مقربون إلى نتانياهو ان الأخير "لن يتوسل لموردخاي ليقنعه بالعودة"، لكن أقطاب حزب الوسط سعوا بقوة إلى اقناع الوزير بالانضمام إليهم، وقرروا، كما يبدو، اختياره مرشحاً لرئاسة الحكومة المقبلة، وهذا بالنسبة إلى موردخاي فرصة لا يمكن تعويضها لأول "مزراحي"، أي يهودي من أصل شرقي، يصل إلى رأس الهرم السياسي في أي حزب، ناهيك عن الحكومة في الدولة العبرية.