يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعهم الاحد المقبل في مقر الجامعة العربية في ظل تباين في المواقف حيال التعاطي مع العراق. وتصر دول مجلس التعاون الخليجي على التفريق بين القيادة العراقية والشعب العراقي، فيما ترى سورية الرئيس الحالي لمجلس الجامعة ان من شأن هذا التفريق ان يفسد اجتماع مجلس الجامعة ويزيد الانقسامات. ويأتي الموقف المصري وسطياً ومتعاطفاً مع الشعب العراقي ورافضاً التدخل في شؤونه الداخلية - في اشارة الى رفض الافكار الاميركية لتغيير نظام الحكم في العراق - ومشدداً على وحدة العراق وسلامته الوطنية. وضمنت دول مجلس التعاون الخليجي ومصر وسورية مواقفها تجاه العراق في مذكرات رسمية تلقتها الجامعة العربية في الايام الماضية، ما زاد من مخاوف الامين العام للجامعة الدكتور عصمت عبدالمجيد من حدوث خلافات وانقسامات في اجتماعات المجلس بين العراق، الذي يدعو الدول العربية الى انهاء الحظر والعقوبات الاقتصادية من جانب واحد، وعدم ثقة دول بالقيادة العراقية بعد تلميحات رددها مسؤولون عراقيون في شأن التراجع عن الاعتراف بالكويت. وقالت مصادر ديبلوماسية عربية إن وزير الخارجية السوري فاروق الشرع طلب من الجامعة تضمين جدول الاعمال بنداً ينص على مراجعة الوضع العربي بصورة شاملة. واضافت المصادر ان عبدالمجيد فضّل الابتعاد عن القاهرة والتوجه الى الاسكندرية لإعداد مشروع البيان الذي ينتظر ان تطرحه الجامعة على وزراء الخارجية في شأن العراق في ضوء مواقف الاطراف المختلفة. وكشفت المصادر ان موقف الجامعة يتبنى دعم الشعب العراقي وتخفيف معاناته ويتجنب توجيه أي انتقادات للقيادة العراقية، وإن كان يطالب الاخيرة بالتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الامن، ويدعو الولاياتالمتحدة وبريطانيا الى الالتزام بقرارات الشرعية الدولية والامتناع عن اتخاذ أي اجراء خارج مجلس الامن، في تأكيد لموقف الجامعة الذي دان الضربة العسكرية الاميركية - البريطانية الاخيرة ضد العراق. واكدت المصادر ان الاصرار على وصف الاجتماع المرتقب بأنه تشاوري. يهدف الى تجنب ضرورة اصدار قرار والاكتفاء بإصدار بيان وعقد مؤتمر صحافي لعبدالمجيد في ختام الاجتماع يتناول ما دار في الجلسات المغلقة. ولم تستبعد ان يعقد وزراء خارجية دول اعلان دمشق دول مجلس التعاون الخليجي ومصر وسورية اجتماعاً قبل اجتماع الوزراء العرب لاستكمال ما تمت مناقشته في اجتماعي "مجموعة الغردقة" مصر وسورية واليمن وسلطنة عمان والسعودية. وتوقعت ان يشارك نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الخارجية عبدالقادر باجمال في هذا الاجتماع.