عاودت السلطات الامنية اعتقال مناصرين لرجل الدين الايراني آية الله حسين علي منتظري على رغم انها كانت أفرجت عن بعض المؤيدين له الاسبوع الماضي. وذكرت المصادر الصحافية انه لم تكد صلاة العيد التي أُقيمت في مدينة اصفهان تنتهي حتى اقتيد "عدد" من الاشخاص الذين رددوا شعارات مؤيدة لمنتظري الى مقر أمني في المدينة. ولم يتسن التأكد من عددهم. وأمّ صلاة العيد ممثل مرشد الجمهورية الاسلامية في اصفهان رجل الدين البارز المؤيد للرئيس سيد محمد خاتمي آية الله جلال الدين طاهري، على رغم ما حفّ بصلاة الجمعة الاخيرة التي تزامنت مع احتفال الايرانيين ب "يوم القدس العالمي" من مظاهر عنف ارغمت طاهري على عدم القاء الخطبة واقامة الصلاة. وكانت هذه القضية اتخذت ابعاداً سياسية واعلامية مثيرة خلال الايام الماضية. ولم تتوقف امس، خصوصاً ان ما حدث في المسجد في اصفهان اعتبر سابقة "خطيرة جداً" اذ انها ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها طاهري لانتقادات وترفع في وجهه شعارات مناوئة قبل صلاة الجمعة التي يؤمها في اصفهان عادة وبعدها، لكنها المرة الاولى التي يتعرض فيها لعنف جسدي مباشر اجبره على ترك مكانه. وذُكر انه رُشق بقضبان حديد وبأحذية، وقُطعت اسلاك الكهرباء من مكبّرات الصوت. وزاد في اثارة المسألة ان طاهري اتهم بعد ذلك رجال الشرطة والاستخبارات و"الحرس الثوري" الذين كانوا في المكان "بالسلبية المطلقة بل ان بعضهم انخرط في حملة انصار حزب الله على حرمة المسجد والمصلى والامام". لكن قيادة "الحرس" في اصفهان نفت هذا الاتهام، واصدرت بياناً نشرته صحف طهران امس اكدت فيه ان عناصر الحرس الثوري لم يشاركوا في العنف. وتلى تلك الحادثة تجمع مؤيد لطاهري امام منزله، واكد شهود عيان ان عدداً من المجتمعين رفعوا شعارات مؤيدة لمنتظري. ويبدو ان الامر ذاته تكرر اثناء صلاة العيد التي أمها طاهري نفسه. ويشار الى ان مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي كان تحدث في هذا الموضوع اثناء خطبة العيد التي القاها في جامعة طهران اول من امس، وانتقد العنف الذي شهدته صلاة الجمعة في اصفهان. وشدد على ان الصلاة ليست مكاناً لتصفية حسابات سياسية، وعلى "قدسية" المساجد لكنه وجه انتقاداً غير مباشر لطاهري عندما دعا الخطباء وأئمة الصلوات الى ان لا "يثيروا قضايا خلافية وموضوعات من شأنها ان تزرع الفرقة". الى ذلك، ذُكر ان السلطات الامنية في اصفهان اوقفت شخصين مواليين لخاتمي. وقالت صحف طهران ان محمد خير الله وامير شاهنابازي "اعتقلا" لمشاركتهما في تنظيم تجمع سياسي مفتوح قبل ايام في المدينة ضمن سلسلة من الاجتماعات السياسية التي تحدثت فيها شخصيات مؤيدة للحكومة عن ملف الاغتيالات، واجابت على اسئلة الحضور على قضايا الساعة في البلاد. وكانت محكمة رجال الدين امرت بتوقيف شخصين للسبب نفسه قبل ايام.