اتهم مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي انصار آية الله حسين علي منتظري ب "التآمر على أمن الدولة" ومحاولة بثّ "الفرقة" في المجتمع وزرع "الفتنة". وحضّ على مواجهة "المؤامرات" والتصدي ل "العناصر الخائنة". ودعا المحافظون الى "اليقظة" وناشدوا كل "القوى الاسلامية" في ايران "عدم تخطي الحدود والضوابط" محذرين من اخطار "التنوير المريض". في الوقت ذاته وزع انصار منتظري منشوراً تلقت "الحياة" نسخة عنه جدد المطالبة بإزالة "القيود المفروضة" على منتظري، في اشارة الى وضعه قيد الإقامة الجبرية، ودعوا اهالي محافظة اصفهان الى "التجمع" والمشاركة في صلاة الجمعة والتظاهر "سلماً" تأييداً له. وكانت الاسابيع القليلة الماضية شهدت احتجاجات في مدينة نجف آباد مسقط رأس منتظري، ووزعت منشورات في مدينة قم، حيث يخضع في منزله للاقامة الجبرية منذ شهور، طالبت برفع "الرقابة المشددة" عليه. وذكر ان حوالى 350 رجل دين وجهوا رسالة الى خامنئي تناشده وضع حد لهذه "المشكلة". وبدا ان المرشد ينظر الى المسألة من زاوية تتجاوز شخص منتظري الذي "أقصاه الامام الخميني وقال فيه القول الفصل الذي لا رجوع عنه". وكرّر في حديث بثه التلفزيون ليل اول من امس ان ما جرى كان "مؤامرة" خلال الازمة التي فجّرها منتظري عندما وجّه انتقادات لاذعة الى المرشد والمحافظين ودعا خامنئي الى "عدم وضع العراقيل" امام الرئيس محمد خاتمي. ووجه تحذيراً شديد اللهجة الى مؤيدي منتظري واتهمهم ب "التآمر على أمن الدولة". وتعهد مواجهة اي تحرك يهدد الامن والاستقرار وخاطبهم قائلاً: "فليعلم الذين يزرعون الفتنة ويحيكون هذه المؤامرة اننا لن نسمح لهم بالاساءة الى أمن الشعب الايراني واستقراره". واشار ضمناً الى التحركات الاخيرة المؤيدة لمنتظري ووصف الذين يقفون وراءها بأنهم "منافقون" وهي التسمية التي تُطلق في ايران على اعضاء منظمة "مجاهدين خلق" المعارضة. واشار ايضاً الى مهدي هاشمي الذي كان قريباً جداً الى منتظري واحد الاعضاء البارزين في "الحرس الثوري" وأعدم عام 1986 بتهمة "التآمر على الثورة". وقال خامنئي: "منذ بعض الوقت تقوم فلول المنافقين وعناصر عصابة مهدي هاشمي في محافظة اصفهان بنشاطات يسرّ لها الكيان الصهيوني". ودعا اهالي اصفهان ونجف آباد الى "مواجهة الفتنة وعدم ترك العناصر الخائنة تحيك مؤامرات". وتعد هذه التحذيرات الأعنف التي تصدر عن خامنئي بهذا الوضوح منذ شهور. ولم يعرف هل تدخله الشخصي في هذا الملف وعبر خطاب بثه التلفزيون والاذاعة هو نتيجة معلومات تحذّر من ان رقعة التحركات الاحتجاجية قد تتسع اذا لم تخمد الآن، ام ان خامنئي أراد ان يوجّه رسالة الى كل الفئات السياسية والدينية والى مسؤولين في الحكم يتردد انهم ألحّوا على المرشد اخيراً لتفادي اي "نزيف محتمل" ورفع القيود عن منتظري. وجاءت تحذيرات خامنئي عشية التحرك الواسع الذي خطط انصار منتظري للقيام به في قلب مدينة اصفهان، بعدما وجهوا في بيان نداء الى جميع اهالي المحافظة للمشاركة في صلاة الجمعة واعلان التأييد لمنتظري. وجاء في النداء ان "خمسة اشهر مرّت والمرجع الكبير والفقيه المجتهد آية الله العظمى منتظري سجين في منزله بتهمة قول الحق، وللأسف تم تجاهل نصائح الخيّرين ومعارضة علماء الدين والمراجع والمثقفين والجامعيين وأسر الشهداء، والاضطرابات في نجف آباد". وحضّ البيان على "تجنب العنف واستفزازات تثير التوتر يمكن ان تقوم بها عناصر مندسّة". وشدد على ضرورة "رفع شعارات سياسية واجتماعية تطالب برفع الحصار عن منتظري وتدافع عن نظام الجمهورية الاسلامية وتعلن التأييد لحكومة" خاتمي. لكن مؤيدي خامنئي نظّموا تجمعاً كبيراً في قلب مدينة اصفهان ورفعوا لافتات تؤيد المرشد وتناهض منتظري و"المنافقين من عصابة مهدي هاشمي". وطالب التجمع ب "الموت لمنتظري عميل الاجانب". وتحدث الامين العام ل "جمعية علماء الدين المجاهدين" المحور الديني لليمين المحافظ آية الله امامي كاشاني في خطبة الجمعة في طهران امس مشدداً على اهمية "ألا تخطئ القوى الاسلامية، من العلماء والجامعيين والمعلمين والتجار، او تتجاوز الحدود والضوابط، يجب ان تدرك ان العدو متربص". وأشار الى "التنوير السليم" و"التنوير المريض" الذي "يقضي على المجتمع اذا لم يكن شعبنا يقظاً". وزاد: "شعبنا واع ونظامنا قوي وقائدنا خامنئي عالم ومرشد يتمتع برؤية استراتيجية، لذلك فإن كل المؤامرات لن تنجح". وأصدرت قوات "الحرس الثوري" و"البسيج" المتطوعون في اصفهان بياناً اكدت فيه "الاستعداد للتضحية بالنفس من اجل تنفيذ أوامر القائد" خامنئي. واعتبرت ان التحركات الاخيرة لأنصار منتظري وراءها "اعداء أجانب وأيدي الاستكبار في الداخل بالتعاون مع مجموعة من المغرضين والسذج". وأفاد شهود ان قوى الامن و"الحرس" انتشرت بكثافة خلال صلاة الجمعة في اصفهان.