على رغم تعليق الحكومة الاسرائيلية تنفيذ اتفاق "واي ريفر" الى حين الانتهاء من الانتخابات العامة في الدولة العبرية، لم تتوقف اللقاءات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي خصوصاً بين الاجهزة الامنية. وستتوج هذه اللقاءات باجتماع ثلاثي في العاصمة الاميركية في مطلع الاسبوع المقبل. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان الاجتماع الفلسطيني - الاسرائيلي - الاميركي سيعقد في أوائل شباط فبراير المقبل "لبحث سبل تنفيذ اتفاق واي". وكشفت مصادر اسرائيلية مطلعة امس ان اللقاءات الفلسطينية - الاسرائيلية استمرت خلال الاسابيع الماضية وعلى أعلى مستويات. وشملت وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي ومحمود عباس أبو مازن. وقالت صحيفة "معاريف" العبرية ان موردخاي استضاف "ابو مازن" في منزله، يوم الخميس الماضي، في ضوء توفر معلومات عن احتمال وقوع عملية عسكرية في مدينة القدس. وأشارت الصحيفة الى ان موردخاي اجتمع ايضاً مع رئيسي جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية وقطاع غزة جبريل الرجوب ومحمد دحلان. وطلب موردخاي من المسؤولين الفلسطينيين "تعزيز التعاون الامني بين أجهزة الأمن الفلسطينية والاسرائيلية لاحباط عمليات عسكرية قبل اجراء الانتخابات". وشهدت الأيام القليلة الماضية توتراً امنياً بين الفلسطينيين والاسرائيليين خصوصاً في منطقتي الخليل وبالقرب من مستوطنة غوش قطيف في غزة. وتبادل الطرفان بالقرب من هذه المستوطنة اطلاق النار الا انه لم تقع اصابات. ورأى محللون سياسيون اسرائيليون ان هذه اللقاءات تخدم نتانياهو في معركته الانتخابية خصوصاً انه وصف اتفاق "واي ريفر"، بأنه "اتفاق الأمن مقابل السلام بدل الأرض مقابل السلام". غير ان وزير الدفاع الاسرائيلي، الذي قرر بعد تردد طويل البقاء في حزب ليكود الذي يتزعمه رئيس الحكومة نتانياهو، يسعى الى تنشيط دوره السياسي في ظل التنافس بينه وبين وزير الخارجية آرييل شارون الذي يرأس مفاوضات الحل النهائي مع الفلسطينيين. وأشارت مصادر ديبلوماسية لپ"الحياة" ان موردخاي هو "الخيار الأقل سوءاً الذي يمكن للفلسطينيين التفاوض معه مقابل نتانياهو وشارون". وكان موردخاي قدم خرائط للمناطق التي سينسحب منها جيش الاحتلال الاسرائيلي من الضفة الغربية مخالفة لتلك التي قدمها شارون للحكومة الاسرائيلية قبل التوقيع على اتفاق "واي" الامر الذي خلق اشكالية بين الجانبين. وفي خطوة ملفتة، تلقى موردخاي رسالة "تشجيع" خاصة من الرئيس الاميركي بيل كلينتون. وجاء في الرسالة التي نشرت الصحف العبرية امس بعضاً مما جاء فيها: "انا ادرك ان الولاياتالمتحدة، والأهم من ذلك اسرائيل، تستطيع الاعتماد على قيادتك طالما انك تسعى الى دفع السلام والأمن". وهذه هي المرة الأولى التي يبعث فيها رئيس اميركي برسالة من هذا القبيل الى وزير في الحكومة الاسرائيلية عوضاً عن رئيس الحكومة نفسه الذي لا تخفي الادارة الاميركية عدم رضاها عنه، ولم يشر كلينتون الى نتانياهو في رسالته الى موردخاي. إلى ذلك، اكدت السلطة الفلسطينية تمسكها باتفاق "واي ريفر" وعزمها على الاستمرار في تنفيذ التزاماتها على رغم تجميد نتانياهو تنفيذ الاتفاق من جهته. وقالت مصادر فلسطينية لپ"الحياة" ان "الحفاظ على الهدوء يشكل مصلحة فلسطينية ايضاً وان التنسيق الأمني يأتي في هذا الاطار". ويخشى الفلسطينيون من تصعيد عسكري اسرائيلي قد يسعى اليه نتانياهو لتبرير عمليات عسكرية اوسع لخدمة معركته الانتخابية.