أبدى مراقبون في البلقان مخاوفهم ازاء انباء عن انتشار ميليشيات صربية وتسليح سكان صرب في انحاء اقليم كوسوفو المضطرب حيث اندلعت اشتباكات بين القوات النظامية الصربية والسكان الالبان المسلحين. وفي المقابل، هدد "جيش تحرير كوسوفو" وهو الجناح العسكري للحركة الانفصالية في الاقليم بالانتقام "باشكال مختلفة" للضحايا الالبان الذين سقطوا بنيران القوات الصربية خلال الايام الاربعة الماضية. ولوحت الولاياتالمتحدة على لسان مبعوثها روبرت غيلبارد بالتدخل عسكرياً لوضع حد للازمة في كوسوفو، فيما بدأت انظار المراقبين في البلقان تتجه نحو الزيارة المرتقبة لوزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت لعدد من الدول الاوروبية التي يتوقع ان تبدأ اليوم الخميس. وجاء ذلك بعد التردد الذي بدا على الديبلوماسية الاوروبية. ووصل وزير الخارجية البريطاني روبن كوك الى البوسنة امس بعد برنامج ساده التأجيل المتكرر وارتباك وسائل الاعلام في شأن اسباب الغموض الذي خيم عليه خصوصاً وان بريطانيا تتولى رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي وكُلفت بمتابعة العنف المتصاعد في البلقان. وأجرى كوك محادثات في ساراييفو وذكر تلفزيون بلغراد انه سيصل اليوم الى بلغراد لاجراء محادثات مع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش كما يتوجه الى بريشتينا للقاء زعيم البان كوسوفو ابراهيم روغوفا "من اجل توفير المجال لفتح حوار لحل مشكلة كوسوفو". وأشار التلفزيون الى ان مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي هانز فان دان بروك سينضم الى كوك في بلغراد. وأفاد فان دان بروك ان اعضاء الاتحاد ينتظرون رد الرئيس ميلو شيفيتش على الاقترحات الاوروبية التي تؤكد "عدم تأييد المطالب الالبانية باقامة جمهورية منفصلة ولكن الاتحاد الاوروبي يصر على الحكم الذاتي لسكان الاقليم". كوسوفو... مشكلة دولية وأوضح المفوض الاوروبي ان قضية كوسوفو مشكلة داخلية "ولكن عندما تتحول الى عنف يهدد مناطق اخرى خارج يوغوسلافيا فان المجتمع الدولي لا يمكن ان يقف متفرجاً ولا بد ان يتدخل مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة". وأعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها بخصوص العنف المتصاعد في كوسوفو. وأفاد الناطق باسم الخارجية الاميركية جيمس روبن ان "غالبية اعمال العنف في كوسوفو ناجمة عن اجراءات السلطات الصربية". ولم يستبعد الناطق "اجراءات" ضد بلغراد تعيد الى الذاكرة العقوبات التي طبقت على صربيا ايام الحرب البوسنية. وأوضح روبن ان وزيرة الخارجية الاميركية بحثت الوضع في البلقان خلال مكالمتين هاتفيتين مع نظيريها الروسي يفغيني بريماكوف والبريطاني كوك وانها "ستعقد خلال الايام القليلة المقبلة اجتماعاً مع شركاء الولاياتالمتحدة الرئيسيين في اوروبا للبحث في هذه القضية". وفي كوسوفو، تواصلت المواجهات بين الصرب والالبان. وسمع امس دوي الاسلحة الرشاشة وانفجارات القنابل في مناطق عدة من بلدية سربتسا شمال غرب العاصمة بريشتينا. ولم يتمكن الصحافيون الذين يتابعون احداث كوسوفو من الوصول الى مناطق الاشتباكات العنيفة بسبب الطوق الامني الذي تفرضه عليها السلطات الصربية. ميليشيات صربية وشوهدت مجموعات من الميليشيات الصربية وهي تأخذ مواقع لها قرب القرى الالبانية. كما قامت السلطات بتسليح الصرب في انحاء كوسوفو وشكلت دوريات من السكان تشارك في عمليات الحراسة الليلية على الطرق الرئيسية. كما نقلت قوات عسكرية جديدة من الجيش والشرطة الى انحاء كوسوفو فيما تجمعت قوات عسكرية اخرى على مشارف الاقليم لتحريكها عند الحاجة. الى ذلك، اعلن "جيش تحرير كوسوفو" في بيان نشرته امس صحيفة "بويكو" الصادرة باللغة الالبانية انه "سينتقم باشكال مختلفة للقتلى الابرياء في منطقة درينيتشا" حيث قتل 25 البانياً السبت الماضي خلال مواجهات مع الشرطة الصربية. وأفاد البيان الموقع من "قيادة أركان" جيش تحرير كوسوفو: "نقسم بدمائهم بأن جيش تحرير كوسوفو سينتقم باشكال مختلفة". وأكد "الجيش" ان "وحداته" واجهت الشرطة والجيش الصربيين طيلة أربعة أيام في 15 قرية من منطقة درينيتشا واستولى على "كمية كبيرة من العتاد العسكري وعشر سيارات ومروحية واحدة" تابعة للشرطة. وقال البيان ان جميع الالبان القتلى كانوا "مدنيين ابرياء" وان جيش تحرير كوسوفو "تكبد بعض الجرحى". وأكد ان "عشرات الصرب الاعداء قتلوا" خلال ايام المواجهات الاربعة.