عادت القطط لتنافس الكلاب في مملكتها… وللمرة الاولى تحتل القطة مكانة مفضلة في بيوت البريطانيين، وحسب الاحصاءات الاخيرة فإن الانكليز صاروا يتجهون الى تربية هذه الحيوانات الاليفة والاحتفاظ والعناية بها اكثر من الكلاب، ففي العام 1981 كان هناك حوالي 300 الف قطة، وارتفع هذا العدد الآن الى اكثر من 5 ملايين و200 ألف قطة. وهذا العدد يقلّ بنصف مليون فقط عن الكلاب الموجودة في المملكة المتحدة. وتفسر احدى النظريات سبب هذا الانتشار ب "استقرار مكانة المرأة" في المجتمع. فالقطة يُنظر اليها، من زاوية نسوية، على انها تعبّر عن التحول في المجتمع من الاتجاه الخشن في المعاملة الى المساواة والتفاهم. لكن السبب القوي والعملي هو ان القطة لا تكلف الكثير من ناحية العناية، وانها تستطيع ان تعيش حياة شبه مستقلة داخل البيوت، في حين ان الكلاب تكلف الكثير في الاكل والعناية والاهتمام، وهذا ينعكس على المبيعات الاجمالية للأطعمة الجاهزة، اذ ينفق اصحاب الكلاب حوالي 550 مليون جنيه استرليني سنوياً، في مقابل 263 مليوناً على القطط! وأدى انتشار القطط الى تعزيز صناعة تحسين سلالتها، وتوليد انواع "اكزوتيكية" في بريطانيا. وطبعاً توجد لها، كما الكلاب، مواسم ومعارض يتنافس فيها اصحاب القطط على الجوائز. وقد بدأ اول هذه المعارض في العام 1871 برعاية الملك ادوارد السادس، الا ان قصر باكنغهام يربي الكلاب التي تظهر من حين لآخر برفقة الملكة اليزابيث الثانية. ويقام سنوياً 75 استعراضاً للقطط في بريطانيا، تشرف عليها جمعية تتكون من اعضاء 80 نادياً لهواة تربية القطط. كما توجد 50 داراً كبرى للعناية بسلالات القطط، وهي متخصصة في بيع الانواع المستوردة التي يراوح ثمنها بين 100 و400 جنيه. ونجد في الطليعة القطط المستوردة من اميركا، وتلك التي تشبه انواعاً كانت لها علاقة بالمعابد المصرية القديمة. وكتبت صحيفة "عالم القطط" الاسبوعية ان الاتجاه الحالي يركز على انواع القطط ذات الشعر الكثيف، بينما ادى الاقبال على الانواع التي تعيش في اميركا اللاتينية الى انقراض سلالات بعضها. ويظل النوع الفارسي ذو الشعر الطويل والنوع السيامي من القطط المفضلة عند المهتمين بالمعارض والمسابقات.