أكدّ وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين بعد لقاء عقده أمس مع نظيره الاسرائيلي ارييل شارون انه شرح له المواقف الفرنسية المبدئية المتعلقة بمسيرة السلام، والحرص الفرنسي عليها. وقال فيدرين في تصريح ادلى به عقب اللقاء أن فرنسا تتمنى بكل طاقتها، في ضوء علاقاتها مع الأطراف المختلفة في المنطقة أن تكون هناك مسيرة سلام حقيقية تضمن الأمن والسلام للجميع. أضاف انه استمع بإهتمام كبير للعرض المفصّل الذي قدمه شارون لأفكار ومواقف الحكومة الاسرائيلية حول كيفية تنفيذ الاتفاقات وأن المحادثات مستمرة في هذا الشأن. أما شارون فكرّر المواقف التي كان أشار اليها في الندوة التي عقدها في المعهد الوطني الفرنسي للعلاقات الدولية، مؤكداً أن إسرائيل لا تقبل بأي ضغط عليها من اوروبا. ورفض الحديث عن الدولة الفلسطينية مؤكدا أن للفلسطينيين الحق فقط في سيادة محدودة قد يتوصلون إليها عبر مفاوضات وليس عبر اعلان من جانب واحد. وقال إن إسرائيل ستستمر في تولي الأمن على امتداد الحدود مع هذه السيادة المحدودة والسيطرة على الموانىء والمطارات وانها ستحرص على ألا تكون داخل منطقة السيادة هذه أسلحة تفوق ما تحتاجه لضمان الأمن فيها، وأنه ستكون لإسرائيل حرية التنقّل التامة في المجال الجوّي الواحد. وزاد أنه "رغم أن رئيس الحكومة السابق شمعون بيريز قال ان موقفه مماثل لموقفي، فإنني على قناعة بأن هناك فارقاً أساسياً بيننا، إذ أنه يتكلم عن دولة فلسطينية وأنا أتكلّم عن سيادة محدودة وبيريز هو ممثل الدولة الفلسطينية وأنا ممثل الدولة اليهودية في الدولة الاسرائيلية". وعاد وكرّر أنه مستعد لإستئناف المفاوضات مع سورية مباشرة وبدون أي شروط وأن اسرائيل مستعدة لاتفاق حول جنوبلبنان، منفصل عن المفاوضات مع سورية. وذكر انه طلب من فرنسا ان تشارك في مشروع لتحلية مياه البحر وطلب منها عدم التوقف عن مراقبة العراق "الذي يمكن ان يحصل على سلاح نووي". ويعقد شارون اليوم الجمعة مؤتمراً صحافياً في باريس ويغادر العاصمة الفرنسية غداً السبت. وكان وزير الخارجية الاسرائيلي أعرب مساء الاربعاء عن اعتقاده بأن أي دولة فلسطينية ينبغي ان تكون قدرتها العسكرية وعلاقاتها الاجنبية محدودة بشدة وان تكون في كنف اسرائيل. وفي كلمة أمام المعهد الوطني الفرنسي للعلاقات الدولية، قدم شارون ما قال معاونوه انه أفكار مفصلة لرسم حدود جغرافية لمنطقتين عازلتين يعتقد ان من الواجب اقامتهما على جانبي الضفة الغربية. وكان شارون أشار في مقابلة أجرتها معه صحيفة "لوموند" الفرنسية أول من أمس الى دولة فلسطينية محتملة، ولكن "عبر التفاوض وبشروط". وفي شرح مفصل لهذه الفكرة أمام معهد البحوث الفرنسي، وضع شارون كماً هائلاً من الشروط التي يرجح ان يرفضها العرب. وأضاف: "بالنسبة الينا، فإن قيام دولة فلسطينية خطر حقيقي. ولهذا فإن ما يسمونه دولة سيكون في الإطار والشروط التي ينبغي ان يقبلوها اذا حصلوا على ما يسمونه بدولة فلسطينية"، وتابع: "ستكون هناك كمية محدودة من الأسلحة وحدود للتحالفات مع الدول الأخرى، وسيكون من حق اسرائيل تسيير طائراتها فوق هذه المنطقة". وأشار شارون الى وجوب انشاء منطقتين عازلتين، واحدة في غور الأردن بين الضفة الغربيةوالأردن، والأخرى داخل الضفة الغربية على طول خط وقف اطلاق النار لحرب 1948، فقال: "ستقع المنطقة الأمنية الأولى في غرب غور الأردن وغرب البحر الميت، ومن غور الأردن ستمتد غرباً بعمق 17 كيلومتراً في الصحراء التي لن يقيم فيها احد، والى الجنوب ستمتد المنطقة الأمنية غرباً بعمق ما بين سبعة كيلومترات وعشرة كيلومترات". وتابع الوزير الاسرائيلي ان المنطقة الأمنية الأخرى التي ستشمل سلسلة تلال الضفة الغربية المشرفة على السهل الساحلي الاسرائيلي، ستمتد من الخط الأخضر السابق بعمق ما بين ثلاثة وعشرة كيلومترات شرقاً. وأشار الى ان الفلسطينيين الذين يعيشون في المنطقة الأمنية الثانية سيكونوني مواطنين تابعين للدولة الفلسطينية ولكن أمن المنطقة سيكون بيد اسرائيل. وسئل شارون عن المستوطنات اليهودية في المناطق المحتلة، فقال ان جميع المستوطنات الاسرائيلية تقريباً ستكون داخل المناطق المقترحة. ولم يوضح مصير المستوطنات خارج هاتين المنطقتين. وقال: "لا أرى ما يدعو الى نقل هذه المستوطنات". مشيراً الى ان عرباً يعيشون في مدن يهودية كتل أبيب وبئر السبع. ولم يتضح ما اذا كان يقصد ان يعيش سكان المستوطنات تحت الإدارة الفلسطينية أو ان تظل المستوطنات تحت الحكم الاسرائيلي بما في ذلك المستوطنات الواقعة خارج المنطقتين الامنيتين المقترحتين. وقال: "إذا لم يقبلوا بهذه الشروط فلن يحصلوا على ما يريدونه".