الجزائر - أ ف ب - احتشد العشرات من الاشخاص، معظمهم من النساء، امس امام مقر الحكومة في العاصمة الجزائرية مطالبين بحذف قانون يخلط بين عائلات ضحايا الارهاب وبين "عائلات الارهابيين". وينص القانون المذكور الصادر في 16 كانون الاول ديسمبر على "ظروف العناية بعائلات ضحايا المأساة الوطنية" شاملاً بذلك "الارامل والايتام الذين شارك أزواجهن او آباؤهم في اعمال ارهابية". وقد أثار هذا القانون غضب "عائلات ضحايا الارهاب" التي احتشدت امام مقر الحكومة بعدما تظاهرت امام المجلس الشعبي الوطني البرلمان. لكن انتشار قوة كبيرة من وحدات مكافحة الشغب حال دون اقتراب المتظاهرين من مقر الحكومة والتحدث مع رئيس الوزراء اسماعيل حمداني. وانشد المتظاهرون أغاني وطنية ورددوا شعارات تنادي بالغاء القانون المذكور وبإقرار "قانون ووضع لضحايا الارهاب" ورفعوا لافتات وصوراً لأقاربهم الذين اغتالهم الاسلاميون المسلحون. وادلى العديد من الاشخاص، بينهم نساء بكلمات متهمين السلطات ب "التخلي" عنهم وقالت فتاة قتل شقيقها: "لسنا نريد صدقة او بطاطا او طماطم او اكياساً من السميد، اننا نريد كرامتنا ونريد وضعاً ادارياً". وقال رجل قوبل بالتصفيق الحار "لسنا كالآخرين أقارب الاسلاميين المسلحين نحن حراس الجزائر ونرفض ان تعاملونا كمجرمي الجزائر، نريد وضعاً خاصاً، بل وزارة". وبعد ان عطل المتظاهرون حركة المرور طوال ساعتين انتقلوا الى قاعة للحفلات قريبة لمواصلة تجمعهم. على الصعيد الأمني ذكرت صحيفة "العالم السياسي" ان حارسين بلديين قتلا واصيب ثلاثة آخرون بجروح الاثنين في اعتداء بقنبلة من صنع يدوي استهدف دوريتهم في بولخرطوم قرب سكيكدة 400 كلم شرق الجزائر. واضافت الصحيفة ان عضواً في مجموعة اسلامية مسلحة القى القنبلة على الدورية ثم لاذ بالفرار. وقالت صحف جزائرية امس ان ستة قتلى سقطوا في مجزرة البيضاء قرب البويرة 120 كلم جنوب شرق الجزائر التي نفذها ليل الاثنين - الثلثاء اسلاميون مسلحون. وكانت حصيلة رسمية تحدثت اول من امس عن سقوط خمسة قتلى. ومنذ بدء شهر رمضان في 19 كانون الاول ديسمبر الماضي قتل اكثر من 120 مدنياً وعسكرياً في الجزائر في مجازر واعتداءات وفقا لحصيلة وضعت استناداً الى ارقام رسمية واخرى نشرتها الصحف. من جهة اخرى ذكرت صحيفتا "لوماتان" و"العالم السياسي" ان قوى الامن قتلت الاثنين ثلاثة اسلاميين مسلحين في سيدي داوود قرب بومرداس 50 كلم شرق الجزائر وآخر في قسنطينة 400 كلم شرق الجزائر. واضافت الصحيفتان ان الجيش قام بعملية تمشيط في منطقة الورشنيس غرب خصوصاً في غابة موغورنو. وقالت المصادر نفسها ان الجيش استخدم الاسلحة الثقيلة ضد الاسلاميين المسلحين في هذه المنطقة حيث وقعت مجازر عدة في الاشهر الماضية.