الامم المتحدة تحذر من كارثة تهدد مئات الآلاف المحاصرين في فريتاون . وزيران افريقيان ينقلان رغبة زعيم متمردي سييراليون في السلام

فريتاون، كوناكري - أ ف ب، رويترز - التقى وزيرا خارجية توغو وساحل العاج اللذان يقودان وساطة افريقية في سييراليون، زعيم المتمردين المعتقل الكابورال فوداي سنكوح. واعلنا اثر لقائه امس الثلثاء انه "في حال صحية جيدة جدا ويرغب في تحقيق السلام" في بلاده.
ومعلوم ان الرئيس احمد تيجان كباح يسعى الى اقناع المتمردين بوقف هجومهم على العاصمة فريتاون عبر التأكيد لهم بانه اتفق مع زعيمهم على وقف النار. غير ان المتمردين شككوا في ذلك.
واوضح وزير الخارجية التوغولي جوزف كوفيغوه ان سنكوح اعتبر ان "لا حل عسكريا بل ثمة حل سياسي". وقال نظيره العاجي امارا ايسي ان سنكوح "في صحة جيدة جدا وهو نشيط ومناضل ولديه رؤية واضحة لاهدافه". واجرى الرجلان محادثات استمرت قرابة ثلاث ساعات مع فوداي سنكوح المعتقل في مكان سري منذ اصدار حكم بالاعدام في حقه في تشرين الاول اكتوبر الماضي. وتفيد مصادر مطلعة ان سنكوح معتقل على متن سفينة تابعة للبحرية النيجيرية قبالة فريتاون. وكان الوزيران التقيا الاثنين في فريتاون الرئيس السييراليوني احمد تيجان كباح ويفترض ان يبلغا رئيس غينيا الجنرال لانسانا كونتي بنتائج محادثاتهما. واوضح الوزيران انهما لم يتصلا بالمسؤول الثاني في حركة التمرد "الجنرال" سام بوكاري الذي يقود عمليات المتمردين في منطقة فريتاون.
من جهة اخرى، ذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان كارثة انسانية تهدد مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين بالمعارك في عاصمة سييراليون . وقال الناطق باسم المفوضية كريس جانوفسكي ان الوضع الانساني "ينذر بالخطر اكثر فاكثر مع وجود مئات الاشخاص المحاصرين في منازلهم من دون مياه او كهرباء وغير قادرين على الخروج لجلب الطعام".
واضاف ان عاملين محليين في المفوضية تم الاتصال بهم "تحدثوا عن كارثة انسانية ممكنة" في العاصمة الا اذا اعلن وقف لاطلاق النار وتم نقل مساعدات الى السكان. وقالت المفوضية ان الوضع خطير خصوصا بالنسبة للاطفال وآلاف المهجرين الذين كانوا يعيشون في محيط فريتاون ولجأوا الى داخل العاصمة قبل المعارك.
واوضح جانوفسكي ان الخوف الذي يدفع السكان الى البقاء في منازلهم منع حدوث نزوح جماعي من سييراليون، مشيرا الى ان 450 شخصا فقط طلبوا اللجوء الى غينيا المجاورة. وقال ان "الوضع مرعب بالنسبة للمدنيين" في عاصمة سييراليون.
وكان برنامج الاغذية العالمي واللجنة الدولية للصليب لاحمر حذرا اول من امس من كارثة انسانية في فريتاون اذا استمرت المعارك بين المتمردين والقوات الحكومية.
ومنذ السادس من الشهر الجاري، اغلقت كل الاسواق والمحلات التجارية كما اغلقت الطريق الرئيسية التي تؤدي الى المناطق الداخلية في البلاد التي تأتي المواد الغذائية منها.
وغطت سحب الدخان سماء فريتاون امس، وقالت قوة غرب افريقيا انها تستعيد بالتدريج سيطرتها علي العاصمة. واضافت القوات الغرب افريقية ايكوموغ التي تساعد الحكومة انها تخرج المتمردين من فريتاون بعد اسبوع من القتال العنيف وانها استعادت مقر الرئاسة في وسط العاصمة. وتسعى القوات حالياً الى السيطرة علي غرب العاصمة ووسطها
وقال شهود انهم لم يسمعوا اصوات تراشق ولا اسلحة نارية خلال الليل. ولم يتضح بالتحديد الموقع الذي تتصاعد منه اعمدة الدخان فوق شرق العاصمة0 ووردت تقارير غير مؤكدة عن نشوب قتال اول من امس في حوض سفن كيسي في الطرف الشرقي لشبه الجزيرة التي تقع عليها فريتاون.