اُعلن في القاهرة عن تأسيس "مركز مكافحة الالغام" في مصر للعمل من أجل ازالة ما يزيد عن 23 مليون لغم زرعت في مصر. وقال المدير التنفيذي للمركز السيد ايمن سرور ل "الحياة" ان اقامة المركز تمثل "المحاولة الاهلية الاولى في المنطقة التي تهدف الى مكافحة خطر الالغام ومنع تصنيعها واستخدامها. وسيعمل المركز على رصد مواقع دفن الألغام في مصر وتحذير المواطنين منها، وتأهيل المصابين منهم، وتنظيم حملات دولية واقليمية ومحلية بالتعاون مع المنظمات الدولية لتطهير المناطق الملغومة". وقُتل 690 مواطناً مصرياً وجُرح 7615 آخرون نتيجة انفجار الغام مدفونة في الاراضي المصرية خصوصاً في المناطق الحدودية. ووقع آخر الحوادث منتصف الشهر الماضي حين انفجر لغم في مزارع اسمه عبدالعاطي حسن سلطان في احدى قرى مرسى مطروح في الصحراء الغربية اثناء ري حديقة يملكها. وتسعى السلطات المصرية الى تطهير المناطق الحدودية من الالغام، خصوصاً ان تاريخ بعضها يعود الى معركة قائد قوات الحلفاء الجنرال مونتغمري ضد قوات المحور في منطقة العلمين اثناء الحرب الكبرى الثانية. وزرعت اسرائيل ألغاماً أيضاً خلال احتلالها سيناء. وتسببت الكلفة الباهظة لتنفيذ خطة ازالة الالغام في تعطيل الخطة مرات عدة. وتسببت خطورة الظاهرة في تخصيص لجنة الامن القومي في البرلمان المصري جلسات عدة لمناقشتها مع خبراء اختصاصيين في الجوانب المختلفة. وأصدر البرلمان نداءات عدة في هذا الشأن. وطالبت "المنظمة المصرية لحقوق الانسان" حكومات المانيا وبريطانيا وايطاليا بتقديم خرائط توضح أماكن زرع الالغام والمشاركة في عمليات نزعها. وتطلق المنظمات الاهلية على مشكلة الالغام "حدائق الشيطان" وتعتبرها الحكومة احد العوائق الرئيسية امام تنمية المناطق الصحراوية واستثمار الموارد الطبيعية فيها. وارتبط تحديد مناطق الاستثمار الجديدة في شبه جزيرة سيناء الى حد كبير باختيار المناطق الآمنة.