خوت الاسواق الروسية امس الثلثاء من بضائع كثيرة. وبدا كأن اعصاراً اكتسحها بعد تزايد الطلب على المواد الغذائية والسلع المعمرة بسبب الازمة السياسية والاقتصادية. واكد الكرملين امس ان الرئيس بوريس يلتسن سيرجئ اعلان اسم مرشحه لرئاسة الحكومة حتى اليوم الاربعاء، في اشارة الى احتمال اختيار بديل من فيكتور تشيرنوميردين. وكانت حركة الاسواق شبه معطلة اول من امس في انتظار نتيجة الاقتراع على ترشيح رئيس الحكومة. وبعد اعلان فشل تشيرنوميردين في البرلمان بفارق كبير 273 ضده و138 معه اصطفت طوابير طويلة من السيارات امام محطات تعبئة الوقود خوفاً من زيادة في اسعار البنزين. وارتفعت فعلاً اسعار المحروقات امس بنسبة 15 الى 40 في المئة، فيما بلغت الزيادة في مجالات اخرى 300 الى 400 في المئة. وذكرت مديرية التموين في موسكو ان مبيعاتها من الدقيق ارتفعت ثلاثة اضعاف في الايام الاخيرة. وثمة حالات مماثلة بالنسبة الى السكر والملح والمعلبات، ما يوحي بأن المواطنين لا يتوقعون زيادة في الاسعار فقط بل يخشون من اضطرابات. واغلقت محلات عديدة ابوابها بسبب اختفاء المواد وامتناع المصدرين الاجانب عن تزويد روسيا السلع الا بعد الدفع. ولوحظ اقبال كبير على شراء السلع "المعمرة" كالثلاجات والتلفزيونات الى جانب السيارات الروسية الصنع التي حافظت حتى يوم الاثنين على سعرها بالروبل. واعلنت مصانع السيارات الثلاثة الكبرى امس عن زيادة اسعار البيع بالروبل وزيادة الانتاج. وذكر مدير الديوان الحكومي ايغور شابدرسولوف ان الاحتياطي الاستراتيجي من المواد الغذائية والوقود لم يطرأ عليه تغيير ويمكن استخدامه "عند الضرورة". واضاف ان الطلب على الاطمعة والمواد "المعمرة" ليست له اسباب موضوعية ولكن مرده الى "الهلع" والى رغبة المواطنين في استثمار الروبلات التي بدأت تفقد قيمتها. وتابع ان سعر العملة المحلية الذي انخفض الى 20 روبلاً مقابل الدولار الواحد "لا يعبّر عن القيمة الفعلية" بل انه نتيجة مضاربات مالية. وذكر ان مدخرات المواطنين بالدولار تقدر ما بين 30 الى 50 بليوناً. ولمناقشة الاوضاع السياسية والاقتصادية اجتمع يلتسن امس في منزله الريفي مع كبار مساعديه ثم عقد اجتماعاً مع تشيرنوميردين بحضور مدير الديوان الرئاسي فالنتين يومارشيف. واعلن المكتب الصحافي للكرملين ان يلتسن قرر ارجاء الاعلان عن اسم مرشحه للجولة الثالثة حتى الاربعاء اليوم في اشارة اعتبرها المراقبون دليلاً على ان الرئيس قد ينظر في واحد من الاسماء البديلة وعلى رأسها وزير الخارجية يفغيني بريماكوف ومحافظ موسكو يوري لوجكوف. واعتبر رئيس مجلس الدوما غينادي سيليزنيوف ارجاء القرار "نقطة ايجابية" وذكر ان البرلمان "في الانتظار" ولكنه حذر من ان اصرار يلتسن على خياره الاول سيكون "انتحاراً سياسياً" للرئيس والبرلمان معاً" موضحاً ان النواب لن يغيروا موقفهم الرافض لتشيرنوميردين. وعقدت اللجنة التي شكلها البرلمان للنظر في حجب الثقة عن رئيس الدولة اجتماعاً امس ذكرت بعده نائبه رئيس اللجنة يلينا يزولينا ان اصرار يلتسن على موقفه سيدفع المجلس النيابي الى طرح حجب الثقة وتأمين ثلثي الاصوات 300 من اصل 450 لمنع الرئيس من حل البرلمان كما يقتضي الدستور واضافت ان هذا الاجراء سيتم قبل الاقتراع الثالث على تشيرنوميردين.