أعلنت شركة دولية متخصصة في تأجير الطائرات يملك البليونير الأميركي الجنسية جورج سورس 50 في المئة من أصولها أنها تنوي شراء 125 طائرة من طراز "ايرباص 300"، بعضها من ناقلات عربية، بالاضافة الى تملك حصص غالبية في منشآت مخصصة لصيانة الطائرات حول العالم، بقيمة تفوق بليون دولار. وذكر نائب رئيس "سي. اس آفييشن سيرفيسز" لشؤون المبيعات والتسويق غاري كينكايد ل "الحياة" إن شركته ستعلن، خلال الأسبوعين المقبلين، شراء 75 طائرة "اي. 300". ويرمز الحرفان الأولان في اسم الشركة، التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، إلى كلمتي "تشاريتي" خيري و"وسوروس". ومنذ تأسيسها عام 1994 زاد حجم الأصول التي تديرها "سي. اس آفييشن" إلى بليون دولار. وقال كينكايد إنه يتوقع أن تتضاعف الأصول مرتين خلال سنة من الآن. ويسيطر سوروس، منذ العام الماضي، على 50 في المئة من رأس مال الشركة، مقابل حصص شراكة محددة يملكها ثمانية شركاء اميركيون، جميعهم من أصل غير أميركي. وتتولى الشركة إدارة أصول تعود إلى شركة "سي. أس. ايركرافت" ومجموعة شركات "بي. جي. ايركرافت غروب". وتتوزع محفظة شركة الادارة بين 28 طائرة "ايرباص 300- بي. 4" للشحن الجوي، و42 طائرة ركاب من طرازات "بوينغ 737" و"بوينغ 727" و"ام. دي. -80"، بالاضافة إلى 20 في المئة من شركة "تشاينا هاينان ايرلاينز" وهي سابع أكبر شركة نقل جوي في الصين وأكبر مشروع صيني - أجنبي مشترك في صناعة النقل الجوي، و50 في المئة من شركة "ايلبي ايرلاينز"، التي تعتبر أول شركة للشحن الجوي في الهند، وممثلة شركة "يو. إس. بارسيلز" الأميركية العملاقة لنقل الطرود. وقال كينكايد: "نفاوض حالاً للحصول على حصص رئيسية في شركة "روميرو"، وهي شركة رومانية تتخذ من بوخارست مقراً لها، وتضم منشأة ضخمة لتصنيع وصيانة الطائرات. كما أننا نبحث في الحصول على منشآت صيانة ذات موقع استراتيجي مماثل حول العالم". وتقيم الشركة علاقات عمل وثيقة مع كبار منشآت الصيانة في أميركا الشمالية وفي أوروبا، لا سيما في المملكة المتحدة والسويد وايرلندا. أما لائحة زبائنها فتضم شركات ركاب متنوعة مثل "تي. دبليو. اي" و"يو. اس ايرلاينز" و"فانغارد" و"فرونتير ايرويز" و"باهاماز" الأميركية وشركات أخرى في بوليفيا وجنوب افريقيا، ولديها حالياً 16 عقداً تأجيرياً لطائرات الشحن الجوي، كان آخرها عقد طويل الأمد أبرم أول من أمس، على هامش معرض "فارنبره - 98"، ويتضمن تأجير أربع طائرات "اي. 200- 300" لشركة "تي. أند تي" البلجيكية المتخصصة في توزيع الطرود والبريد الدولي في أوروبا. وقال نائب رئيس الشركة: "نؤمّن ما تستطيع شركات التصنيع تأمينه، لا سيما في ما يتعلق بتزويد شركات الشحن الجوي طائرات مستعملة نقوم بشرائها وإعادة تجهيزها لنقل البضائع والسلع. والحلول التي نقدمها مناسبة للشركات، لا سيما بالنسبة الى طائرة إيرباص200 - 300 التي يبلغ ثمنها جديدة 100 مليون دولار، والتي لا يتم تشغيلها عادة إلا بمعدلات محدودة، لارتباطها بجداول رحلات إقليمية، ومواعيد إقلاع تخضع لقيود عدة". وأضاف: "وجدنا أنه من الأسهل لنا أن نروج لطائرات تبلغ قيمتها 20 مليون دولار، ما يؤدي إلى خفض كلفة تأجيرها مقارنة مع طائرة قيمتها 100 مليون دولار". ويبدو أن السعي الى التحكم في الأكلاف يقف وراء الجهود المبذولة لتأمين دخول شراكات في منشآت الصيانة حول العالم. وقال رئيس الشركة بارات بيزيه لپ"الحياة" إن الكلفة المتوقعة لعمليات التملك التي ستقوم "سي. اس آفييشن" بترتيبها في قطاع الصيانة تقارب 300 مليون دولار. وأشار كينكايد إلى أهمية منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لعمليات شركته مستقبلاً، وقال: "الشرق الأوسط هو احد الأسواق المستهدفة، في خطة توسعنا، لأنه يشهد نمواً قياسياً في معدلات الشحن الجوي. وأجرينا سلسلة محادثات مع شركات عربية عدة بينها طيران الامارات والخطوط الجوية القطرية وطيران الخليج وتي. ام. إي"، مشيراً إلى أن "بعض هذه المحادثات تمهيدي، وبعضها الآخر دخل مراحل مهمة من المداولات". وأضاف ان سوق الشحن الجوي في العالم تشهد نمواً قياسياً يتجاوز بنسبة 20 في المئة نسبة النمو في حركة نقل الركاب. وقال إن نحو 50 في المئة من الشحن الجوي يتم حالياً في بطن الطائرات المخصصة لنقل الركاب، إلا أن التوقعات تشير إلى أنه، مع ارتفاع معدلات الشحن، ستتقلص السعة المتاحة في طائرات الركاب تدريجاً، مما سيستدعي الاعتماد في شكل متزايد على طائرات مخصصة فقط للشحن الجوي. وتابع يقول: "نتوقع نمو الطلب على هذا النوع من الطائرات بمعدل سبعة في المئة سنوياً". وأكد أن شركته سترفع حجم أسطولها إلى 195 طائرة في الأشهر المقبلة، معتمدة في صورة خاصة على طائرات "اي - 300" التي ذكر أنها تصلح للرحلات الاقليمية في منطقة الخليج العربي وبين هذه المنطقة وتركيا والهند وافريقيا. أما عن مصادر الطائرات المستعملة التي سيتم شراؤها فقال "لا نزال في مرحلة تقويم العروض المتاحة، ونجري مفاوضات مع شركات عدة، بينها شركات في منطقة الشرق الأوسط".