قال وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ان بلاده ترحب بأي مشروع تقارب بين المغرب والجزائر. وأوضح فيدرين في مؤتمر صحافي في الرباط ان بلاده، باعتبارها بلداً جاراً لكلا الدولتين، فهي تأمل باستمرار ان "تتحسن العلاقات بين المغرب والجزائر وأن ترجع الى طبيعتها". وزاد فيدرين الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي أول من أمس في ختام زيارة عمل للمغرب استمرت 24 ساعة، ان بلاده لا يمكنها إلا أن تعبر عن ارتياحها "كلما ظهرت بوادر انفتاح في العلاقات بين البلدين، ومؤشرات الى تحقيق نتائج في هذا الاتجاه". بيد أنه أضاف ان فرنسا لا يمكنها الضغط في أي اتجاه من أجل الحصول على تقارب مغربي - جزائري. وقال: "نأمل في حصول هذا التقارب، وهذا كل ما نستطيع عمله". ورفض فيدرين التعليق على اعلان الرئيس الجزائري اليمين زروال الاسبوع الماضي تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة لا يشارك فيها. وقال رداً على سؤال ل "الحياة" ان بلاده تتابع تطورات الأوضاع في الجزائر "لكن ليس لدينا أي تعليق على قرار اليمين زروال، ونعتبر ان ذلك شأن داخلي". بيد أنه عبر عن أمل بلاده في رؤية الجزائر تخرج من أزمتها، في اشارة الى دوامة العنف التي تحصد أرواح مئات المدنيين الأبرياء. وأضاف: "نأمل برؤية جزائر طبيعية خالية من المآسي" لتنكب على تسوية مشاكلها. وعن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، قال وزير الخارجية الفرنسي ان بلاده تدعم كل الجهود الأميركية الرامية الى وقف الجمود الذي تعاني منه عملية السلام. اضاف: "عملنا مع المصريين نظراً الى الدور الذي يمكن أن يلعبوه في المنطقة" من أجل انعاش عملية السلام، في اشارة الى المبادرة الفرنسية - المصرية الرامية الى عقد مؤتمر دولي لانقاذ السلام في منطقة الشرق الأوسط. لكنه لم يشر الى أفق هذه المبادرة في ظل التطورات الجديدة في الشرق الأوسط. وأوضح فيدرين موقف بلاده من العملية السلمية التي "ندعمها بكل الجهود، ونسعى الى انتزاع موقف أوروبي واضح" منها. وركز فيدرين في مؤتمره الصحافي على العلاقات بين بلاده والمغرب. وقال ان مستوى هذه العلاقة عرف طفرة نوعية بفضل التحول السياسي الذي يشهده المغرب، في اشارة الى تولي الاتحاد الاشتراكي بزعامة عبدالرحمن اليوسفي رئاسة الحكومة. وزاد ان بلاده مصرة على دعم التعاون مع المغرب والحضور الى جانبه في وقت "يعرف فيه تطوراً سياسياً مهماً، وتعرف فيه علاقاته مع الاتحاد الأوروبي تقدماً ملموساً". وأشار الى ان محادثاته مع العاهل المغربي الملك الحسن الثاني وأعضاء الحكومة المغربية عرضت لمختلف "القضايا ذات الاهتمام المشترك، لكننا لم نقرر أي شيء خلال هذه الاجتماعات". وزاد ان المحادثات مع المسؤولين المغاربة اقتصرت على عرض الأوضاع في البلاد منذ زيارة رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان للمغرب ورؤية "ما يمكن عمله لدعم التعاون بين البلدين". وأوضح ان العلاقات بين المغرب وفرنسا كانت دوماً جيدة على رغم وجود بعض الاختلافات في وجهات النظر "وهذه مسألة كلاسيكية بين بلدين جارين". وأضاف: "توجد أفكار خاصة وايجابية تعد بنتائج ملموسة هي قيد الدرس وسنعلن عنها في باريس" في اشارة الى الزيارة المقرر ان يقوم بها رئيس الوزراء عبدالرحمن اليوسفي في تشرين الأول اكتوبر المقبل الى فرنسا واجتماع اللجنة المغربية الفرنسية. وقال فيدرين ان محادثاته مع المسؤولين المغاربة تطرقت الى موضوع الهجرة والحلول المقترحة في هذا المجال. وكشف عن وجود مشاكل في هذا الخصوص "إذ تواجه فرنسا خطاً تصاعدياً للهجرة وهي مضطرة لمواجهة هذه المشكلة ومناقشتها مع جيراننا". وفي نيويورك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ان البعثة الدولية في الصحراء الغربية استكملت تحديد هوية اكثر من 147 الف صحراوي استعداداً للاستفتاء. لكنه اعرب عن قلقه من "عدم حسم مسألة" تحديد هوية افراد 3 مجموعات قبلية. وقال في تقرير الى مجلس الأمن ان هناك "عدداً من المشاكل المثيرة للمتاعب لا تزال تعيق التقدم نحو اجراء استفتاء في الصحراء الغربية". وأوصى بأن يمدد مجلس الأمن فترة ولاية بعثة المينورسو حتى 31 تشرين الأول اكتوبر المقبل. وقال ان مبعوثه الشخصي، جيمس بيكر، يتابع اتصالاته مع الاطراف المعنية بأزمة الصحراء ل"يتمكن من تقويم امكانية تنفيذ خطة التسوية في شكلها الحالي، أو ادخال تعديلات عليها لتحسين فرص تنفيذها، لتكون مقبولة من الطرفين" المغرب و"بوليساريو".