توقعت مصادر لبنانية رسمية أن تمتد الإجازة السياسية التي تسبق البدء الجدي بالتمهيد للاستحقاق الرئاسي اللبناني الى نهاية هذا الأسبوع أيضاً، ان لم يكن الى الذي يليه. وعلى رغم استمرار البحث في هذا الاستحقاق وتدفق التصريحات والتحليلات والتقديرات والتسريبات، سواء في شأن مواصفات الرئيس العتيد أو المرحلة المقبلة، فإن حسم الموقف في موضوع التعديل الدستوري للمادة ال49، ومن مبدأ فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي بهدف اجرائه ما زال مؤجلاً بحسب زوار دمشق الذين كان بينهم أول من أمس رئيس الحكومة رفيق الحريري، يرافقه الوزيران فؤاد السنيورة وباسم السبع. وقالت مصادر لبنانية رسمية ل"الحياة" أن لا جديد في شأن الاستحقاق الرئاسي وأن المسؤولين السوريين غير مستعجلين على بت الأمور، وأشارت الى أن نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام غادر دمشق الى أوروبا في اجازة لبضعة أيام، بينما يستمر بعض المسؤولين السوريين المعنيين مباشرة بالملف اللبناني، في اجازة هم أيضاً ومنهم قائد جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان، وفي الوقت نفسه، فإن رئيس المجلس النيابي نبيه بري يواصل اجازته العائلية في إيطاليا، فيما يغادر الحريري بعد غد بيروت الى القاهرة، في زيارة عمل. وقالت المصادر نفسها أن المسؤولين السوريين يتعاطون باسترخاء مع موضوع الاستحقاق، وأن محادثات الحريري مع خدام أول من أمس كانت جولة أفق في الأوضاع اللبنانية عموماً وتخللتها مراجعة مشتركة للمواقف التي صدرت أخيراً، سواء عن الجانب السوري أو عن الحريري "والنقد الذاتي" الذي بدأ به ودعوته الى تصحيح الأخطاء في العهد المقبل، اضافة الى المواقف والتصريحات التي صدرت عن رئيسي الجمهورية الياس الهرواي والمجلس النيابي نبيه بري، فضلاً عن لقاء المصارحة الذي عقد بين الحريري وجنبلاط. وذكرت المصادر الرسمية أن جولة الأفق هذه تمت طبعاً في ضوء الاستحقاق الرئاسي، وأكدت أن المسؤولين السوريين لم يتوقفوا جدياً عند أخبار تحدثت عن احتمالات التغيير في الرئاسة الثانية، ونقلت عنهم استغرابهم أيضاً رد الفعل والضجة اللذين نتجا عنها. وكررت الإشارة الى أن الأيام الفاصلة عن المهلة الدستورية للاستحقاق التي تبدأ في 24 أيلول سبتمبر الحالي كافية للبحث وحسم الوجهة التي ستستلكها الأمور في ما يتعلق بالتعديل الدستوري أو تظهير صورة الرئيس العتيد. وفي الديمان، قال البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير، في عظة الاحد امس، "اننا في حاجة الى نور الله في هذه الايام، لنعرف جميعاً كيف يجب ان نتصرّف في هذا المفصل التاريخي من حياتنا الوطنية، وقد تعددت الآراء وتضاربت في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، وهي استحقاق له أثره الكبير في الحياة الوطنية، لكنه ليس المؤثر الوحيد". واضاف "نحن في نظام ديموقراطي يساوي بين الناس مبدئياً ويعطي كلاً من المؤسسات ما لها من وظيفة ودور، فاذا لم تفعّل وظلّت على ما هي عليه من شلل وبما تتضمنه من تجاوزات، واذا ظلّ الاهدار حديث النوادي والهيئات وظلّت الديون تتراكم لتثقل كاهل الدولة وجميع المواطنين الذين يزداد معظمهم فقراً يوماً بعد يوم، فلا ندري ماذا يكون المصير". وتابع "لذلك ان جميع الذين لهم دور في الاستحقاق الرئاسي وما يستتبعه من شؤون تقع عليهم مسؤوليات كبيرة في انهاض البلد وفي الاسهام في المضي في تقويض مقوماته. وسأل الله ان يأتي الاختيار وسيلة للاسهام في الانهاض لا التقويض". وقال الوزير عمر مسقاوي "ليس في الأفق، حتى الآن، رؤية عمن سيكون الرئيس الجديد. وعلينا ان نتحدث عن كيف سيكون بقطع النظر عن الاسماء، سواء أكان ذلك عبر صيغة التجديد للرئيس الحالي أم عبر ايجاد صيغة اخرى".