لم يشغل التوتر الأمني الذي يشهده الجنوب اللبناني، بعض السياسيين عن مواضيع اخرى مهمة، وأبرزها انتخابات رئاسة الجمهورية الخريف المقبل. وفي هذا الإطار، قال رئيس الحكومة السابق النائب عمر كرامي "ان هذه الانتخابات ستجرى في الموعد الدستوري المحدد لانتخاب رئىس جديد"، مشدداً على "ضرورة ان يكون الرئيس العتيد قوي الشخصية ونظيف الكف وقادراً على اتخاذ قرارات تصحح المشكلة التي نعيشها ورجلاً وطنياً مقبولاً من كل اللبنانيين وعلى علاقة جيدة مع سورية". ورأى "ان الهدوء يخيّم على الساحة السياسية الداخلية حتى موعد الاستحقاق". وأضاف "الى الآن لم يظهر الخيط الابيض من الخيط الاسود لذلك كل السياسيين حذرون ويترقبون وينتظرون عملاً بالقول المأثور: احفظ رأسك عند تقلب الدول". وقال "أياً تكن الظروف هناك انتخابات وهناك رئىس جديد". وابلغ النائب بطرس حرب رئيس المجلس النيابي نبيه بري انه سيعقد اليوم مؤتمراً صحافياً في ساحة النجمة يعلن خلاله ترشحه الى الرئاسة الاولى وبرنامجه الانتخابي. واشار الى انه "ضد تعديل المادة ال49 ومع الغائها نهائياً "لأنها وضعت في ظرف استثنائي". وقال انه سيتقدم باقتراح قانون ليكون الترشح الى الانتخابات الرئاسية إلزامياً. ودعا النائب عصام فارس المجلس النيابي الى "اخذ المبادرة لصوغ برنامج وطني تشارك فيه كل القوى السياسية اللبنانية ويؤدي الى بلورة الحلول الناجعة التي تحيي الثقة بالدولة والوطن والغد وينقذ البلاد من الازمات الاقتصادية والاجتماعية التي تحيط بها، وان يكون بمثابة "بوصلة" للاستحقاق الرئاسي". وناشد الطامحين الى الرئاسة "الافصاح عن برامجهم ومخططاتهم وتطلعاتهم والتفاعل مع الشعب ومصارحته". وأضاف "ان معركة الاستحقاق الرئاسي ليست معركة اشخاص وحسب انما ايضاً معركة وطن وعقلية ونهج ومعركة سنطل معها على الألف الثالث". ولاحظ ان توقعاته "صحّت، فانتهت المساجلات ومشادات الايام الاخيرة بالمعانقات الاخوية وعادت الاوراق الى الادراج سليمة معافاة وكأن لا ملفات ولا من يحاسبون". وفي الديمان، وضع السيد وديع الخازن البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير في اجواء لقائه نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام وبعض المسؤولين السوريين. وكشف الخازن ان "جزءاً من محادثاته مع خدام تناول مواصفات الرئيس المقبل". وعن مدى التطابق في النظرة الى هذه المواصفات بين البطريركية وسورية، قال "اظن ان النيات حسنة الان ونأمل خيراً". وسئل هل هناك اتصالات مباشرة بين سورية والبطريركية، اجاب "لا اتصالات مباشرة، لكن النيات حسنة"، موضحاً انه نقل سلاماً الى البطريرك. ورأى الامين العام السابق لحزب الكتلة الوطنية جان حواط بعد زيارته الديمان "ان المطلوب رئيس شجاع للجمهورية يحمل ورقة للحل يطرحها اقليمياً ودولياً ويعمل لتحقيقها". ودعا المجلس التنفيذي للرابطة المارونية جميع الفاعليات اللبنانية وفي طليعتها المجلس النيابي الى "محاولة اشاعة مناخ وطني يؤدي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية يكون حاكماً ويمارس دوره بفاعلية ويشارك في القرار الوطني المستقل ويقود البلاد في ظل النظام الديموقراطي البرلماني الحر ويعمل في ضوء برنامج معلن في طريق تعزيز صيغة العيش المشترك وتطويرها وتحقيق التوازن الوطني في كل مجال، وممارسة المشاركة الحقيقية في الحكم وتطبيق صحيح لبنود الدستور وحماية الحريات وممارستها وحقوق الانسان وممارسة الثواب والعقاب وقيام المجلس النيابي بدوره الحقيقي". وأيّد المجلس المواقف التي اطلقها في هذا الصدد البطريرك الماروني.