لم تكن فترة محمد بن هشام افضل من سلفه، فهو كما يذكر المراكشي في تاريخه "كان باب الفتنة وسبب الشقاق والنفاق" الجزء الثالث، صفحة 50، ففي عهده بلغ الصراع العصبي درجة اعلى بسبب انفلات الوضع الامني وانهيار التراتب الاجتماعي الذي قامت عليه الدولة الاموية في عهد هشام المؤيد. فالتناحر القبلي العربي بين عصب الامارة المروانيون وعصب الحجابة الاسرة العامرية اضعف الطرفين وكشف الخلل في بنية الدولة فانفتح الصراع واتسع ليطال مختلف الهيئات والجماعات. وبسبب شكوك محمد بن هشام بقوة تحالفاته اخذ يبتعد عن بني امية وفي الآن استبعد بقايا الاسرة العامرية وعزل الطوائف البربرية عن الحكم. وبالغ محمد بن هشام في كسر شوكة العصبيات التاريخية من عربية وبربرية فلقب نفسه بالمهدي واتجه نحو تجنيد العامة واطراف الناس والقوى الهامشية لتعزيز موقعه في توازن الصراع مع العصبيات وتركيز سلطته انطلاقاً من تحالفات مباشرة مع الشارع متجاوزاً بذلك التراتب التقليدي في بنية الدولة السياسية. اغضبت سياسات محمد بن هشام المهدي مختلف القوى صاحبة النفوذ ومصدر السلطات فقامت ضده ثورة بعد تسعة اشهر من حكمه بقيادة هشام بن سليمان. ويذكر المراكشي في تاريخه محاورة حصلت بين هشام بن سليمان قبل ثورته والقاضي ابن ذكوان ووالد ابن حزم ونصحاه بعدم تفجير الصراع و"عظما عليه الفتنة وحذراه سوء العاقبة فلج في امره فقال له ابن حزم: فمن يقوم بهذا الامر الذي تريده؟ قال: انا لاني احق به منه وأولى. فانصرف الرجلان عنه وقد يئسا منه" الجزء الثالث، ص 79. فقام هشام بن سليمان بالثورة ولقب نفسه بالرشيد، ففشلت حركته الانقلابية وقتل. استغل المهدي فشل انقلاب الرشيد لتصفية حساباته السياسية فاتهم البربر بدعم خصمه وانتقم منهم انتقاماً شنيعاً ونالت احياء قبائل زناتة حصة كبيرة من البطش وانتهاك الحرمات وحرقت مناطق سكنهم في قرطبة، وفر البربر من عاصمة الامارة الى مختلف المناطق الاندلسية. وانعطفت منذ تلك اللحظة سنة 400 هجرية الفتنة الاندلسية عن مسارها السابق ودخلت دائرة جديدة من الصراع باقحام القبائل البربرية كطرف مباشر في الحروب الاهلية فامتدت المواجهات واتسعت بعد ان اقتصرت الفترة الاولى منها على التنافس الاسري في العصبية الواحدة المروانية او التنافس العصبي بين اسرتين عربيتين الصراع الاموي - العامري. توجهت القبائل البربرية الهاربة من انتقام المهدي، بسبب اتهامها بالتحالف مع الرشيد، الى البحث عن غطاء شرعي لصراعها مع حاكم قرطبة فدعمت منافسه سليمان بن هاشم بن الحكم بن الناصر على الامارة. ووافق سليمان على تزعم الحركة البربرية تعرف عند المؤرخين بالفتنة البربرية وصار "من يومئذ اماماً للبربر" وبايعوه وسموه المستعين المراكشي، الجزء الثالث، صفحة 51. اكتشف المستعين ان قوة القبائل البربرية ليست كافية لكسر شوكة الامويين في قرطبة فتحالف مع الفرنجة، وفتح بتصرفه المذكور باب استقواء الممالك الافرنجية على المسلمين في الاندلس. وتعاهد المستعين مع الفرنجة على احتلال قرطبة بجيش مشترك مع البربر ودخلوها معاً وارتكبوا مجزرة رهيبة اذ قتل من اهلها اكثر من 30 الفاً وهرب المهدي من المدينة التي حكمها تسعة اشهر وتولى المستعين الامر مكانه في سنة 400 هجرية. واعتقل ابن حزم ووالده بتهمة التعامل مع المهدي وأطلق سراحهما، ثم اصيبت العائلة بنكبة كبيرة بعد وفاة والد ابن حزم في 402 هجرية. ادى تحالف المستعين مع الفرنجة والبربر الى ابتعاد الناس عنه فاضطر بعد سبعة اشهر من ولايته الى اعادة هشام المؤيد الى القصر اذ تبيّن انه لم يقتل لتعزيز هيبة الدولة واعادة الثقة بالامويين وتعزيز تماسك الناس حول سلطته المبعثرة بين ولاءات متنافسة. ووافق هشام المؤيد على المصالحة واشترط على سليمان المستعين ان يكون هو امير الدولة وسليمان ولي عهده فرفض المستعين العرض. وبسبب عودة التناحر الاسري في العصبية الواحدة ازدادت كراهية الناس للمستعين رداً على سماحه للفرنجة بارتكاب مجزرة ضد اهالي المدينة. وأحس المستعين بحرج موقعه واكتشف ان اعادة هشام المؤيد ابن الحكم الى قرطبة زادت من ضعفه بدلاً من تعزيز مكانته. وحاول ابعاد هشام المؤيد بعد ان التفت العصبية الاموية حوله فتجدد الصراع واندلعت الفتنة في قرطبة التي نكبت في سنة واحدة اكثر من مرتين وشهدت صراعات وانقسامات ادت في المرة الاولى الى ارتكاب مجزرة ضد البربر وفي الثانية الى ارتكاب مجزرة ضد العرب. عاد سليمان المستعين بعد فشل خطته من اعادة المؤيد الى الاستعانة بالقبائل البربرية فخرج من المدينة وقادهم في معارك تخريب للمدن والقرى الاندلسية وعاث في البلاد فساداً وباتت قرطبة معزولة ومطوقة ومهددة بالسقوط للمرة الثالثة. واجتمع "اكابر المدينة" واتفقوا على تسليم المدينة من دون قتال وكلف قاضيها ابن ذكوان الاتصال بسليمان المستعين ورؤساء القبائل البربرية وطلب الامان لاهلها مقابل دخولها سلماً. وتم الاتفاق. ودخل المستعين قرطبة سنة 403 هجرية وتوجه فوراً الى القصر وخلع هشام المؤيد بعد ولاية دامت ثلاث سنين ونصف السنة، بينما نهبت منازل عائلة ابن حزم وطرد وأسرته من المدينة فلجأ الى المرية وحاكمها خيران العامري، فاعتقله ايضاً بتهمة تأييد عودة الامويين الى الحكم. يختلف المؤرخون على تعيين مناسبة لنهاية الحكم الاموي في الاندلس. فهناك من يحدد النهاية باستيلاء المستعين، بتحالفه مع البربر، على قرطبة سنة 403 هجرية. وهناك من يؤخرها الى فترة انقراض "دولة البربر" وتفكك الاندلس الى دويلات يحكمها "امراء الطوائف". ويتفق المؤرخون على ان بداية النهاية كانت في سنة 399 هجرية وتطورت الى شبه انهيار في سنة 403 هجرية وصولاً الى انقراضها النهائي وتشتت الامويين المروانيين الى اسر فقيرة جائعة تطلب الحسنة وتبحث عن لقمة العيش. استبد المستعين بعد اعادة السيطرة على قرطبة باهالي الاندلس وعرفت البلاد آنذاك اسوأ فترات عهدها، حين حاول توزيع المناطق على رؤساء القبائل لضمان استمرار دعمهم له. فقسم بعض بلاد الاندلس على ست قبائل بربرية فاعطى صنهاجة البيرة بقيت معهم مئة سنة، واعطى مغراوة الجوف، واعطى منذر بن يحيى سرقسطة، وبني برزال وبني يفرن حيّان وضواحيها، واعطى بني دمّر وازداجة شذونة ومورور وغيرها من الحصون. وقام بتولية علي بن حمود سبتة وولى القاسم بن حمود طنجة واصيلة. ويرى المؤرخ المراكشي باستيلاء سليمان المستعين والبربر على قرطبة اول دولة البربر ونهاية دولة بني امية في الاندلس التي دامت 268 سنة و43 يوماً الجزء الثالث، ص 114. الا ان النهاية لم تكن سهلة فهي دخلت باشواط من الاقتتال الداخلي والتنازع بين الولايات للسيطرة على قرطبة. كذلك لم تتم عملية الانتقال من دون محاولات اموية - مروانية لاستعادة الامارة من المستعين الذي دفع لاحقاً ثمن سياساته التفكيكية. فعلى اثر توزيع املاك الامارة الاموية على مراكز القوى خاف العامريون على انفسهم وهم شوكة المروانيين في الحكم فهربوا مع جندهم الى شرق الاندلس ودخلوا بلنسية وشاطبة ودانية في سنة 403 هجرية واستقلوا بدولتهم. في هذه الاثناء اخذت شوكة الاسرة الحمودية تشتد وتقوى فاقدم علي بن حمود على قتل قاضي سبتة وأحد كبار فقهاء المدينة في سنة 404 هجرية. وبدأ يخطط للاستيلاء على قرطبة فخرج سنة 405 هجرية الى مالقة محتجاً بكتاب قال ان هشام بن الحكم المؤيد ارسله اليه سابقاً يطلب دعمه ضد البربر والمستعين. وثار في السنة نفسها عبدالله المعيطي وهو من بني امية على المستعين طالباً الحكم لنفسه فدعمه مجاهد العامري في دانية وقاما بالاستيلاء على ميورقة وسرذانية في سنة 406 هجرية. استغل ابن حمود ضعف المستعين وتراجع نفوذه فتحالف في السنة نفسها 406 هجرية مع خيران العامري الصقلبي وتوجها معاً الى قرطبة فخرج اليهم سليمان المستعين فهزموه ودخلوا المدينة وضرب عنق المستعين وشقيقه عبدالرحمن جزاء قتلهما هشام بن الحكم المؤيد. بانهيار دولة المستعين ضعفت شوكة البربر وتضعضع تحالفهم مع الفرنجة وقامت الدولة الحسينية الحمودية برئاسة علي بن حمود الهاشمي الطالبي، وهو "اول ملوك بني هاشم في الاندلس" المراكشي، الجزء الثالث، صفحة 119 ولقب الناصر لدين الله وبويع له في قرطبة سنة 407 هجرية. وسرعان ما اختلف مع خيران الصقلبي ففر الاخير الى شرق الاندلس والتحق بثورة عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله بن الناصر المرتضى. لم يستمر علي بن حمود في السلطة كثيراً حين اخذ يميل الى التعاون مع البربر ويعتمد على الصقالبة في تعزيز جيشه خوفاً من ظهور العصبية الاموية بعد تجديد تحالفها مع بقايا العامريين. وكانت النتيجة اقدام حراسه الصقالبة على قتله سنة 408 هجرية بعد سنة وتسعة اشهر من حكمه. خلف القاسم بن حمود شقيقه علي وبويع له وتلقب بالمأمون فاستقر الامر مؤقتاً الا انه اخذ يواجه عودة غير متوقعة للامويين بقيادة المرتضى. وتحمس ابن حزم لحركة المرتضى وقرر العودة الى السياسة فانضم اليه وسار معه عندما حاول سنة 409 هجرية، بدعم من الموالي العامريين، احتلال غرناطة وكان اميرها من قبيلة صنهاجة البربرية ففشلت المحاولة وقتل المرتضى في المعركة بعد ان خذله منذر بن يحيى والي سرقسطة البربري وخيران الصقلبي حليف الدولة الحمودية السابق. وأدت هذه الموقعة الى تسجيل هزيمة قاسية بالمروانيين، حطمت آمال ابن حزم بمستقبله السياسي. يعتبر بعض المؤرخين تلك الضربة بداية انهاء الوجود الاموي في الاندلس اذ لم يجتمع لهم بعدها جمع فادبروا وتشتتوا وقتل من نجا منهم وتقطعوا في اطراف الاندلس و"دخلوا في غمار الناس وامتهنوا واستهينوا" المراكشي، الجزء الثالث، ص 128. واضطر ابن حزم الى المساومة فعاد الى قرطبة في عهد حاكمها القاسم بن حمود وقرر الاعتكاف والتفرغ للعلم والدراسة. الا ان انقسام الدولة الحمودية وانفجار الخلاف بين العم وابن الشقيق انعشا آمال من تبقى من الامويين بامكانات استعادة السلطة في قرطبة. آنذاك قام يحيى ابن علي بن حمود بخلع عمه القاسم الملقب بالمأمون وفر القاسم الى اشبيلية وتلقب بالمستعلي في سنة 412 هجرية وحكم يحيى قرطبة. ويعلق ابن حزم الذي انساق وراء الاحداث وشارك فيها على الامر مستغرباً "خليفتان تصالحا وهو امر لم يسمع بأذل منه ولا ادل على ادبار الامور: يحيى بن علي بن حمود بقرطبة والقاسم بن حمود باشبيلية". المراكشي، الجزء الثالث، صفحة 133. استمرت ولاية يحيى في قرطبة سنة وستة اشهر حين قام البربر بثورة ضده وخلعوه فهرب الى مالقة، واستقدموا عمه القاسم من اشبيلية في سنة 413 هجرية لتبدأ ولايته الثانية. وبدورها لم تستمر اكثر من سبعة اشهر اذ خلعه اهل قرطبة باجماع منهم فانهزم الى اشبيلية في سنة 414 هجرية فرفض اهلها استقباله بضغط من قاضيها محمد بن اسماعيل بن عباد فذهب القاسم الى شريش واستولى بني عباد على اشبيلية وحكموها الى ان دالت دولة المرابطين. علم يحيى بمصير عمه القاسم فارسل جيشه من مالقة وحاصره في شريش وقبض عليه مع اولاده ونقله الى مالقة وسجنه حتى لا يفكر بمنافسته ثانية. واستمرت قرطبة بعد خلع القاسم من دون صاحب فنهض عبدالرحمن بن هشام وهو شقيق محمد بن هشام الملقب بالمهدي وصاحب والد ابن حزم يطالب بالامارة فبايعه الناس بين مكره وراض ولقب المستظهر بالله في سنة 414هجرية. واتصل المستظهر بابن حزم الذي انقطع عن السياسة قرابة ست سنوات وضمه الى بلاطه برتبة وزير. وما كاد ابن حزم يسترد عافيته السياسية ويجلس على كرسي الوزير حتى قاد ابن عم المستظهر وهو محمد بن عبدالرحمن حركة انقلابية ادت الى قتل المستظهر بعد 47 يوماً من ولايته، وبويع له ولقب المستكفي بالله. واول ما فعله امير قرطبة الجديد الغاء وزارة المستظهر واعتقال ابن حزم بتهمة التآمر السياسي. ولم يستمر المستكفي طويلاً في حكم قرطبة اذ تم خلعه وقتله في سنة 416 هجرية. واطلق سراح ابن حزم فقرر مغادرة قرطبة الى شاطبة والاقلاع نهائياً عن العمل السياسي والتفرغ الى ميدان الفكر والتأليف. وهناك اخذ بتسجيل مذكراته وتجربته المرة في اطار قصصي روى فيه محطات حياته وصعود عائلته وهبوطها، فانهى في سنة 418 هجرية كتابه "طوق الحمامة" وعالج فيه مسألة "الحب الانساني" في فترة تشهد الاندلس اقسى حالات القسوة والعنف والقتل والقتل المضاد وانفلات القبائل على القبائل وغدر الاهل بالاهل وصولاً الى اقتتال الاخوة وانقلاب اولاد العم على ابناء العم وانشقاق الاسرة الواحدة الى فرق موت لا ترحم ولا تراعي حرمة. غادر ابن حزم قرطبة هرباً من السياسة واستمر اهل قرطبة يعانون من صراع السياسة. فبعد مقتل المستكفي استولى بربر قرطبة عليها فدبت الفوضى واستغل يحيى بن علي بن حمود الملقب المعتلي بالله الفراغ الامني فخطط للاستيلاء عليها وضمها الى دولته التي باتت تشمل مالقة وشريش والمرية وسبتة فتوجه بقواته من مالقة ودخل المدينة وخرج منها بعد سنة في 417 هجرية. واستغل مجاهد وخيران العامريان الفرصة فتوجها من دانية ودخلا المدينة وارتكبا مجزرة جديدة ضد بربر قرطبة. واضطر يحيى بن حمود المعتلي الى استعادة المدينة من العامريين وطردهما الى دانية. في هذا الجو الانقلابي ظهر هشام بن محمد بن عبدالملك بن عبدالرحمن الناصر شقيق المرتضى المقتول يطالب بالامارة الاموية من شرق الاندلس فبايعوه في حصن النبت واسرع اهل قرطبة باستدعائه خوفاً من انتقام البربر بعد المجزرة الجديدة التي ارتكبت ضدهم. وجاء الامير الجديد وتمت مبايعته بيعة تامة في سنة 420 هجرية ولقب نفسه المعتد بالله. وسرعان ما اختلف المعتد بعد سنتين من ولايته مع وزيره حكم بن سعيد القزاز ويكنى بأبي العاصي. واقدم المعتد على قتل وزيره بتحريض من ابن عمه امية بن عبدالرحمن العراقي من ابناء الناصر فاستنكر اهل قرطبة الامر وقاموا بخلعه في سنة 422 هجرية. وانتهى بذاك الحادث حكم الاسرة الاموية. اجمع المؤرخون على رواية الحادث، لكنهم اختلفوا على تفاصيله، فهناك من ذكر ان اهل قرطبة طردوا امية بن العراقي وهناك من قال انه خرج بمفرده وقيل ايضاً انه اختفى في المدينة. بينما انعزل المعتد بالله من دون خلع بيعته وقام الوزراء بادارة الحكم الى ان تم الاتفاق على طرد كل الامويين من قرطبة. ونودي في الاسواق باخراج كل فرد من بني امية المروانية ومنع اهل المدينة من ايواء اي شخص منهم. وطرد المعتد وتشرد في الاندلس وعاش ذليلاً الى ان توفي سنة 428 هجرية في جهة بلدة لاردة. ويعتبر المؤرخ ابن عذاري المراكشي المعتد بالله آخر امراء بني امية في الاندلس وبه انقرضت دولتهم على رغم تفككها قبل ذلك بوقت طويل. بعد الانقلاب الاخير على آخر امراء الامويين في قرطبة انتهى عصر "الفتنة الاندلسية" الذي امتد 29 عاماً انهك البلاد والعباد وأسس لعصر "ملوك الطوائف" حين "انتزى كل احد في موضعه واستبد رؤساء الاندلس وثوارها في ما ايديهم من البلاد والمعاقل وبغى بعضهم على بعض" المراكشي، الجزء الثالث، ص 152. ومنذ تلك اللحظة شفي ابن حزم من طموحاته السياسية وانقطع امله بتجديد مستقبله بانقطاع العصبية الاموية - المروانية واضمحلالها وتشتت قواها الى افراد فقراء وضعفاء في انحاء الاندلس. وآنذاك فقط انطوى ابن حزم على نفسه وانكب على القراءة والتأليف لتشع افكاره في ليل طوائف الملوك. * كاتب من اسرة "الحياة".