بادر برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة لمساعدة ضحايا السيول والفيضانات في السودان بعدما اصبحوا مهددين بالموت من جراء الجوع والامراض والغرق بسبب استمرار ارتفاع منسوب النيل والانهر الاخرى في سابقة لم يشهدها السودان طوال قرن كامل. وعلى رغم استمرار الوضع المأسوي الناتج عن الفيضانات وهطول الامطار بغزارة وعزل آلاف القرى واعلان السلطات المحلية شمال السودان وشرقه منطقة كوارث، الا ان الاهتمام العربي كان غائباً، اذ لم تبادر اي من الحكومات او المنظمات العربية الى ارسال مساعدات انسانية خلافاً للدور الذي قامت به خلال فيضانات 1988 في عهد حكومة الصادق المهدي عندما اقامت اكثر من دولة عربية جسراً جوياً الى الخرطوم، وتدفقت على السودان الاغذية والادوية والخيام. اما الآن فان الدعم العربي لم يظهر بعد ولم تظهر اي مؤشرات الى ظهوره على رغم ان السودان تحوّل الى منطقة كوارث، الفيضانات في شرقه وشماله والسيول في غربه والمجاعة في جنوبه. في غضون ذلك قال اللواء عبدالرحيم محمد حسين وزير الداخلية عقب عودته من جولة تفقد خلالها الاوضاع في الولاية الشمالية، ان الوضع بات اكثر خطورة مما حصل خلال فيضان 1988، واوضح ان مناطق مثل أرقو وأوري تأثرت بصورة اكثر من اي فيضانات سابقة. وقال ان المياه أتلفت 75 في المئة من النخيل في الولاية الشمالية. وأن اكثر من 12 ألف اسرة فقدت المأوى وتعيش الآن في العراء. انهيار مسجد وقال ان آخر الاضرار تمثلت في انهيار مسجد أرقو العتيق وغمرت المياه مخزن البنك الزراعي والشون والمحلية ومبنى الهيئة القضائية هناك، واضاف ان امطار غزيرة شهدتها مدينة الدبة اول من امس ادت الى محاصرة السوق الرئيسة في المدينة. وتوجهت طائرة تحمل كميات كبيرة من الخيام والاغطية وكميات من الادوية جنوب الولاية الشمالية اول من امس. الى ذلك وجه ديوان الحكم الاتحادي نداء الى كل ولايات السودان وحكوماته المحلية لاغاثة منكوبي الفيضانات خصوصاً في ولايات كسلا والشمالية ونهر النيل. وحضّ الديوان الولايات الوقوف الى جانب المتضررين في الولايات المنكوبة وتزويدهم معونات. وفي السياق نفسه، ناشد بدوي الخير والي الولاية الشمالية جميع ابناء الولاية خارج السودان لمساعدة اهلهم في الولاية لتجاوز المحنة. وفي ولاية نهر النيل افادت المعلومات ان اكثر من 31 ألف مواطن تأثروا بالفيضانات التي ضربت محافظات الولاية الخمس. وسجلت حصيلة ان اكثر من ستة آلاف اسرة تشردت بعدما فقدت ممتلكاتها ومأواها ورغم ان الحكومة لم تعلن حتى الآن اي تقديرات رسمية للخسائر الا ان المعنيين قدروا الخسائر بأكثر من بليوني جنيه وأكد تقرير اصدرته غرفة عمليات الولاية ان المزروعات في مئة الف فدان تعرضت للتلف تماماً. وما تزال مناطق ريفي شيدون قرب نهر عطبرة معزولة منذ اكثر من شهر. وفيات وقال مراسلون ان شخصين على الاقل توفوا بسبب الاوبئة والامراض التي بدأت تنتشر في هذه المناطق المعزولة. ويخشى المسؤولون الذين عجزوا عن الوصول الى بعض المناطق المتضررة من صعوبة احتواء الاوضاع الغذائية والصحية فيها. ويتوقع ان تشهد الولاية في المناطق شمال عطبرة خلال اليومين المقبلين ارتفاع منسوب النيل. واعلن برنامج الغذاء العالمي انه بدأ نقل مواد غذائية عاجلة الى شمال شرقي السودان حيث تشرد ثمانية آلاف شخص من جراء الفيضانات. وكانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال وجها في وقت سابق من الاسبوع نداء لتقديم المساعدة للمتضررين من الفيضانات شمال السودان وشرقه. وافادت معلومات اخرى ان الفيضانات غمرت مساحات واسعة من مدينة الدامر وقطع الطريق المؤدي الى عطبرة في اكثر من منطقة، وحاصرت المياه منازل المدينة، وتأثرت احياء الحديبة والموسياب والجبايراب حيث انهارت بها مجموعات من المنازل. عطبرة كما أغرقت المياه ثانوية عطبرة للبنات وحاصرتها واضطرت السلطات لاغلاقها بسبب وضعها الخطر واتجهت المياه نحو سوق المدينة. واعلنت عميد شرطة محمد فؤاد ابراهيم مدير جهاز الدفاع المدني ان منطقة ابو سعد جنوبالخرطوم تأثرت بدخول كميات كبيرة من مياه السيول المنحدرة من منطقة غرب أم درمان وتصدع عدد من المنازل كما انهار 300 منزل في منطقة امبده.