واشنطن - رويترز - أكدت صحيفة "واشنطن بوست" أمس الثلثاء أن مفتشي الأممالمتحدة للأسلحة ظلوا لأكثر من أربعة أعوام يحصلون على جانب مهم من معلوماتهم عن الاسلحة العراقية المحظورة من الحكومة الاسرائيلية. ونقلت الصحيفة عن "مصادر مطلعة في الولاياتالمتحدة واسرائيل والاممالمتحدة" قولها إن اسرائيل قدمت لمفتشي الاممالمتحدة بيانات تفصيلية وحساسة عن العراق. وذكرت أن من أهم المساهمات الاسرائيلية معلومات مهمة عن برنامج للأسلحة البيولوجية ودليلاً مادياً على ان العراق يقوم بحملة منظمة لاخفاء برامجه العسكرية. وقال سكوت ريتر، كبير مفتشي الأممالمتحدة السابق للسلاح لصحيفة "هآرتس" الاسرائيلية في مقابلة نشرت أول من أمس انه زار اسرائيل مرات عدة في الفترة ما بين عام 1994 وعام 1998 وان لجنة الاممالمتحدة الخاصة المكلفة إزالة اسلحة الدمار الشامل ما كانت ستصبح قادرة على اداء عملها من دون مساعدة اسرائيل. واتهم العراق اللجنة الخاصة مراراً بالتحيز في تحقيقاتها واوقفت بغداد في الخامس من آب اغسطس عمليات التفتيش. وزادت الصحيفة أن تبادل المعلومات الجاري بين اسرائيل واللجنة الخاصة تضمن عقد اجتماعات مع مدير الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية ونائب المدير ومحللين اسرائيليين وصوراً جوية التقطتها طائرات الاستكشاف الاميركية "يو 2". وذكرت الصحيفة أنه طبقاً لأقوال ثلاثة مسؤولين على علم بهذه العلاقة اصبحت اسرائيل بحلول تموز يوليو عام 1995 أهم مساهم من بين عشرات الدول الاعضاء في المنظمة الدولية في عملية مد اللجنة الخاصة بالمعلومات منذ شكلت في نيسان ابريل عام 1991. وتابعت الصحيفة انه ليس هناك دليل على أن اسرائيل وجهت أنشطة اللجنة أو ان لجنة الاممالمتحدة قدمت معلومات بصورة غير مشروعة تفيد الامن القومي الاسرائيلي. وقال ايوين بوكانان الناطق باسم اللجنة الخاصة للصحيفة إن قرارات مجلس الامن المتعلقة بإزالة أسلحة الدمار الشامل العراقية تدعو الدول الاعضاء إلى مساعدة اللجنة "في تنفيذ التفويض الموكل اليها"، وأن أكثر من 40 دولة "ساعدتنا بتقديم خبراء ومعلومات ومعدات وأموال ومساعدات عينية مثل التحليلات المعملية وطائرات الهليكوبتر". ورفض التعليق على معاملات اللجنة الخاصة مع أي دولة بعينها. وأفادت الصحيفة أن تيم تريفان، البريطاني الجنسية الذي ظل حتى عام 1995 مستشاراً سياسياً لرولف اكيوس الرئيس السابق للجنة، أجرى أول اتصال بين اللجنة واسرائيل خلال مؤتمر اكاديمي لنزع السلاح في كانون الثاني يناير عام 1994. وقالت الصحيفة إن تريفان تعرف في هذه المناسبة على البريغادير جنرال يعقوب اميدرور الذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب نائب رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية. وقالت مصادر مطلعة للصحيفة انه بعد هذا اللقاء بثلاثة أشهر، وفي نيسان ابريل عام 1994، سافر اميدرور سراً إلى نيويورك للاجتماع مع اكيوس. وفي أيلول سبتمبر عام 1994 قدمت اسرائيل للجنة أهم مساهمتها، وشملت زعماً مفصلاً عن تولي منظمة الامن الخاص التي يرأسها قصي النجل الاصغر للرئيس العراقي صدام حسين عملية اخفاء الاسلحة وخداع المفتشين. وتضمنت المعلومات وصفاً للشاحنات والمخازن المستخدمة لنقل مواد ووثائق محظورة وتخزينها في مناطق متفرقة من البلاد. وفي وقت لاحق ساعدت المعلومات التي قدمتها اسرائيل في تقديم ما وصفته المصادر بأنه "مفاتيح" للكشف عن برنامج الأسلحة البيولوجية العراقية من بينها معلومات أفادت ان شركة "اوكسويد"، وهي شركة تتخذ من انكلترا مقراً لها، باعت العراق 40 طناً مترياً من بيئات النمو البيولوجية التي لم تكشف بغداد للجنة عن أوجه استخدامها.