ما زال الاستحقاق الرئاسي في لبنان أسير الانتظار، مع دخول مهلته الدستورية يومها السادس. ونقل وزير النفط شاهي برصوميان عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان "صورة الاستحقاق الرئاسي ستتبلور خلال خمسة عشر يوماً أو عشرين، على ان التبلور لا يعني اجراء الانتخابات في هذه المدة". وفي الاطار نفسه، قال وزير الزراعة شوقي فاخوري، بعد زيارته رئيس الجمهورية الياس الهراوي، ان "أمر الانتخابات الرئاسية سيتبلور في اسبوعين". وأوضح برصوميان الذي زار بري على رأس وفد من حزب الطاشناق ان "الحزب في حال ترقب للخيارات الرئاسية المطروحة وليس لديه حتى الآن تصور عن أيّ منها"، لافتاً الى "إمكان وجود خيار واحد هو خيار مستقبل البلد"، ومؤكداً ان "القرار حيال هذا الموضوع ينبع من داخل البلد وليس كما يقال انه سيأتينا من الخارج البعيد". وتابع "ان البحث مع الرئيس بري تناول إمكان تعديل المادة ال49 من الدستور، لافتاً الى "ان الحزب لم يتخذ الموقف النهائي بعد في شأن الاستحقاق وهو يقوم بجولة على المسؤولين لجمع المعلومات ومن ثم اتخاذ الموقف المناسب". وكرّر الامين العام لحزب الكتلة الوطنية ابراهيم اسطفان بعد زيارته بري على رأس وفد من الحزب، موقفه المطالب بالتمديد للرئيس الياس الهراوي ثلاث سنوات. ولفت الى ان "العميد ريمون اده يحترم قائد الجيش العماد اميل لحود وهو مع بقائه على رأس المؤسسة العسكرية". ورأى وزير الخارجية فارس بويز، في حديث تلفزيوني، ان "هناك متسعاً من الوقت لحسم الاتجاهات في شأن الاستحقاق الرئاسي"، معتبراً ان "الاحتمالات ما زالت تتفاوت بين التمديد والانتخاب وتعديل المادة ال49 من الدستور". وأشار الى "تأثيرات دولية في هذا الاستحقاق نتيجة الظروف التي تمر فيها المنطقة الأمر الذي يفرض رئيساً قوياً لا رئيس تسوية، تكون لديه القدرة على اتخاذ مواقف خارجية وداخلية". واعتبر ان موعد القمة اللبنانية - السورية "لم يتأخر بعد خصوصاً اننا ما زلنا في بداية المهلة الدستورية"، مشيراً الى ان الرئيس حافظ الاسد وفي ضوء تفويض الرؤساء الثلاثة اليه مسألة اختيار الرئيس المقبل "هو من يملك مفتاح الحل"، مشيراً في الوقت نفسه الى ان "الاختيار لا بد من ان يكون نتيجة توافق الرؤساء وتأييد النواب الذي هو نتيجة توافق اللبنانيين". ووصف لقاءات رئيس الحكومة رفيق الحريري في الخارج بانها "هرب من الازمات التي تعصف بالبلاد". وأشار الى ان "لا شيء حتى الآن محسوماً في شأن قائد الجيش العماد اميل لحود". وجدد رفضه تعديل المادة ال49 من الناحية الدستورية، لكنه قال "اذا كان هناك توافق ومصلحة لن أكون ضد اجماع اللبنانيين والتفاهم السياسي". وعن مواصفات رئيس الجمهورية الجديد قال "عليه بشخصه ان يوحي الثقة بالوطن لان الاقتصاد مرتبط بالثقة، والى الظروف العادية هناك عنصر الخبرة الاقليمية والثقة الداخلية والتمثيل الداخلي الحقيقي لكل شرائح المجتمع اللبناني وقدرته على التعاطي مع ديناميكية النهوض الاقتصادي كي لا تنفجر المشكلة الاقتصادية". وعن موقف بكركي، قال "أنا أشاطرها رأيها لجهة توافر عناصر الخبرة والتمرس والمعرفة في الرئيس الجديد، اذ كيف يمكن ان تتصور ان الخبرة والمعرفة تنقصانه؟ اما بالنسبة الى موضوع البيت السياسي فلا اعتبر ان له اهمية". واعتبر المرشح الرئاسي النائب بطرس حرب بعد زيارته الوزيرين نديم سالم وايلي حبيقة ان "المطلوب ان يتأمن كل الدعم للرئيس المقبل حتى يتمكن من تشكيل الحكومة الجديدة القادرة على مواكبته في عملية التغيير المطلوبة". وقال "ان فريق العمل الذي سيواكب الرئيس ينبغي ان يكون نظيف الكفّ مثله ولديه تطلّع مشابه والا سيمنى الرئيس مسبقاً بالفشل". ورأى ان شخص الرئيس العتيد والمواصفات التي يتمتع بها "أمر مهمّ على عكس ما يقال، وان قدرته على اجراء التغيير تتمثل في محطتين: انتخابه وتشكيل الحكومة". وقال "ان تعثر بدء آلية الانتخاب يترك قلقاً لدى اللبنانيين يستدعي الاستعجال في العملية الانتخابية". وقال النائب محمد عبدالحميد بيضون "يجب ان يكون واضحاً ان رئيس الجمهورية ليس ملكاً لطائفته وليس ممثلاً لهما". واضاف ان "من غير المعقول ان يكون الرئيس حارساً للدستور وفي الوقت نفسه حارساً لحقوق طائفته".