هل نلوم بيل كلينتون واشياعه على إهانتنا أم نلوم قادة العرب على إذلال شعوبهم؟ يكذب رئيس اميركا على الجميع ولست اول من يتهمه بذلك بل سبقني الى ذلك نفر غير قليل وعلى رأسهم الشعب الاميركي. وذهب الاعلام الاميركي بعيداً في ازدراء الرئيس اذ اصبح ينعت ب "الكاذب" اكثر مما يسمى باسمه. وعبّرت "الديلي نيوز" على صفحاتها الاولى عن ذلك خير تعبير. فهو يكذب لما يدعي ان الاماكن المستهدفة تمثل مواقع للارهاب ليصدّ الانظار عن فضائحه، غير انه يخفق في ذلك اخفاقاً ذريعاً الى درجة اصبحت عبارة: "لا حرب من اجل مونيكا" على كل لسان. نعم ان كان ذلك من شؤونه الخاصة فهذا لا يعطيه بالمقابل الحق في قتل الابرياء للتغطية والتمويه على فضائحه. صدق الرئيس السوداني عند قوله: "لا استبعد مثل هذه التصرفات من الرئيس الاميركي الذي يرتكب الفواحش ويكذب على اهل بيته وشعبه". اجل من كذب على أقرب ذويه وشعبه الذي اوصله الى ذلك المنصب يهون عليه الكذب على من لا وزن لهم ولا اعتبار من المعدومين. فسيكذب ثانية وثالثة. فهو يكذب عندما يقول ان المصنع الذي قصف بأمر منه في الخرطوم هو مصنع مواد كيماوية سامة، كيف يمكن ذلك والمصنع يقع في قلب العاصمة ومحاط بأحياء سكنية. فلو كان الامر كما ادعى لحدثت كارثة بيولوجية يذهب ضحيتها آلاف الضحايا. وهو الآن يرفض التحقيق بما فيه التحقيق الاميركي عن المصنع لما يعلمه من يقين كذبه. ضمن الاكاذيب التي ينتجها وبوفرة الرئيس ما جاء على صفحات "الاوبزفر" التي تؤكد ان "الاميركيين قاموا بطلعة استكشافية ليتفحصوا أي اثر للغاز السام لكنهم لم يجدوا شيئاً وأعطى الرئيس كلينتون الإذن بالهجوم فوراً بعد ذلك. وقال له مساعدوه ان عدم وجود الغاز يجنب سقوط ضحايا من المدنيين" لعلى ذلك ما شجعه على ارتكاب الجريمة. وكذلك تصريح مثله أدلى به السينمائي آرمسترونغ من بلفاست الذي صوّر المصنع ضمن مشروع انتاج شريط اعلامي عنه. وهو يكذب لما يدّعي ان قصفه لكل من السودان وافغانستان لا يمثّل معاداة للاسلام والمسلمين. يكذب تماماً كما ادعى طوال سبعة اشهر امام الرأي العام الاميركي بأنه لم يمارس الجنس مع مونيكا لوينسكي ثم اضطر الى الاعتراف. أما على الميدان فالأمر مخالف تماماً. وحق له ان يكذب ولا لوم عليه فاللوم كل اللوم على من تحكّموا في رقاب الشعوب المقهورة. وكشفت وزيرة الخارجية اولبرايت انها اتصلت هاتفياً بعدد من قادة الدول لشرح الاسباب التي دفعت الولاياتالمتحدة الى قصف مواقع في افغانستان والسودان وزادت ان هؤلاء قالوا في شكل واضح انهم يؤيدون جهوداً على المستوى الدولي ضد الارهاب. وفي تصريح لسندي بارغر مستشار الرئيس "ان كلينتون اتصل بعدد من القادة ليطلب الانضمام الى عملية مكافحة الارهاب". بينما يوجد قانون اميركي خلاصته انه اذا أُدين انسان في جريمة إن في الرأي العام او الصحف قبل محاكمته، تبطل المحاكمة. الا ان هذا القانون لا يُطبّق لما يتعلق الامر بالعربي الاسلامي فهذا الاخير متهم ومُدان قبل ان يبدأ التحقيق بل ويُعاقب قبل ان يجفّ دم الضحايا. أهي هذه الأمركة التي يهلّل لها العالم