قالت أمس صحيفة "أوبزرفر" الاسبوعية في تقريرها الرئيسي على الصفحة الأولى ان "الرئيس بيل كلينتون كان يعرف انه سيقصف هدفاً مدنياً عندما أمر بالهجوم على المصنع الكيماوي السوداني. اذ ان نتائج فحوص كان أمر باجرائها اظهرت عدم وجود غاز الاعصاب في الموقع، كما اكد فنّيان بريطانيان عملا في الآونة الأخيرة في المصنع بأن ليس له اي غاية عسكرية". واعتبرت الصحيفة ان ذلك سيفاقم من الأزمة التي اثارتها الضربة الصاروخية للسودان في العلاقات بين الولاياتالمتحدة والدول الاسلامية، التي طالبت واشنطن بتقديم البراهين على علاقة الهجوم بالحرب ضد الارهاب الدولي. وذكّرت "اوبزرفر" بتصريح من وزير الدولة البريطاني لشؤون الخارجية توني لويد الى مجلس العموم في آذار مارس الماضي قال فيه ان الحكومة البريطانية لا تملك معلومات تؤيد ادعاء واشنطن ان السودان يعمل على انتاج السلاح الكيماوي. واكدت ان الأميركيين "قاموا بطلعة استكشافية ليتفحصوا اي اثر للغاز، لكنهم لم يجدوا شيئاً. وأعطى الرئيس كلينتون الاذن بالهجوم فوراً بعد ذلك. وقال له مساعدوه ان عدم وجود الغاز يجنب سقوط ضحايا من المدنيين". ونقلت الصحيفة عن السينمائي اروين ارمسترونغ من بلفاست، الذي صوّر المصنع ضمن مشروع لإنتاج شريط اعلاني عنه ان "الاميركيين مخطئون كل الخطأ. فقد وجدت تدابير امنية مشددة في امكنة اخرى من البلاد لكن ليس في المصنع، وسمحوا لي ان اتجول فيه بحرية تامة. انه مصنع للأدوية عادي تماماً". وقال توم هكسهام، الذي كان المدير التقني للمصنع ما بين 1992 و1996: "لدي معرفة دقيقة بذلك المصنع ولا يمكن استعماله لصنع الاسلحة الكيماوية. يدعي الأميركيون ان الاسلحة كانت تصنع في القسم البيطري. لكن القسم، ما لم يغيروه في شكل جذري في الشهور الستة الاخيرة، يفتقر الى التجهيز لكي يواجه متطلبات صنع السلاح الكيماوي". واعتبر ان تدمير المصنع يشكل "مأساة" بالنسبة الى السودان.